هناء الخولي في المؤتمر الدولي العاشر التعليم في الوطن العربي
بعنوان فاعلية برنامج إرشادي عقلاني انفعالي سلوكي لتعديل بعض الأفكار اللاعقلانية لدى أمهات التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، تشارك د. هناء الخولي – أستاذ مساعد جامعة حائل. بالمملكة العربية السعودية في فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لمركز لندن للبحوث والاستشارات الذي تنظمه مدارس الفجر النموذجية بالقدس في الفترة من 27 إلى 28 سبتمبر الجاري على منصة ” zoom ” بعنوان التعليم في الوطن العربي تحديات الحاضر واستشراف المستقبل .
وتؤكد الباحثة في مطلع دراستها أن ظاهرة صعوبات التعلم تشكل إحدى الظواهر التعليمية المقلقة والتي لاقت اهتماماً كبيراً من الباحثين ، نظراً لتزايد أعداد الأفراد الذين يعانون منها في جميع المراحل المختلفة من الحياة كما تمثل صعوبات التعلم منطقة قلق في الحيز النفسي للمتعلم تتراكم حولها المشكلات الانفعالية والاجتماعية ، فضلاً عن كون البعد الاجتماعي للمتعلمين ذوي صعوبات التعلم يمثل جانباً مهماً تتم دراسته بصورة جيدة داخل مجال صعوبات التعلم .
ولما كانت صعوبات التعلم تؤثر على الجانب الأكاديمي للفرد ، فإن الصعوبات الاجتماعية والانفعالية تستمد أهميتها من تأثيرها الكبير على معظم المواقف الحياتية للفرد ، وأنه قد حان الوقت الآن أن نهتم بصعوبات التعلم من هذا الجانب الحيوي وعدم عزله عن صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية .
وأضافت : عند التطرق إلى مجال الأطفال ذوي صعوبات التعلم لا يجب أن نغفل أبداً الدور الأسري في تحقيق التقدم لهم ليس على المستوى التحصيلي الأكاديمي فقط ، بل على المستوى النفسي والاجتماعي بالشكل المباشر ، وبصفة خاصة دور الأم التي لها مردود مباشر في متابعة حالات الطفل التعليمية والانفعالية والاجتماعية ، وكيف يكون لها من الوعي والبصيرة ما يجعلها تحقق نجاحاً كبيراً في هذا الصدد للتخفيف من الأثر النفسي والتعليمي لابنها الذي يعاني صعوبة تعلميه ما إذا كانت ، وللوالدين دوراً بالغ الأهمية على نمو الطفل وتطوره من مختلف الجوانب النمائية ، ويزداد هذا الأثر عندما يكون الطفل بالفعل يعاني من صعوبات تعلمية ، إذ تبرز مشكلات مختلفة ناجمة عن ذلك تتلخص في صعوبة تفهم مشكلات الطفل والتعايش معها ، بالإضافة إلى مخاوف وقلق يحوم حول مستقبل الطفل ، ففي العقدين الأخيرين كان الاهتمام بأسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة واضحاً فأجريت دراسات تناولت الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومشكلاتهم والضغوطات التي يعاني منها أباءهم .
ولفتت الباحثة إلى أن الاعتراف بالصعوبات التعليمية الموجودة لدى الطفل يعد من أكثر الأمور صعوبة على الوالدين ، وبصفة خاصة الأم ، فغالباً ما يوصف الطفل على أنه مصاب بتلف دماغي أو أنه خامل وكسول أو لديه تحصيل متدني أو انه مضطرب انفعالياً ، كل هذه التسميات تترك الوالدان في حيرة من أمرهما ويعتريهما شعور بالاكتئاب وفقدان الأمل ، وقد يشعران بالإحراج لأن طفلهما يعاني من صعوبات تعلم ، وبعض الآباء يشعرون بأنهم هم وحدهم من يعانون من مثل هذه المشكلة .
أما عن مشكلة الدراسة فذكرت الباحثة أن المعرفة تؤدي دوراً مهما في الممارسة الوالدية ، وفي إصابة الآباء بأعراض الاكتئاب والقلق وهي من المجالات الهامة في البحث والتدخل ، ومن المفترض أن تغير المعرفة أو المعتقدات الخاطئة يؤدي إلى خفض أعراض القلق والاكتئاب الوالدي ويزيد من السلوك الفعال ، فيرى آليس أن الأفكار اللاعقلانية قد تسبب القلق والاكتئاب والاضطرابات الانفعالية الأخرى ، ونموذجه يفسر تلك العلاقة
وتأكيداً لفروض نظرية آليس توصلت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين المعتقدات اللا عقلانية الوالدية وبعض المتغيرات مثل العزلة الاجتماعية والكفاءة والعلاقة مع الشريك ، والضغوط الوالدية ومتغيرات الكفاءة والاكتئاب والتوافق الزواجي ، والسلوك الوالدي المنبئ بالسلوك العدواني لدى أبنائهم (Otoole , K., 2010) فتشير هذه البحوث إلى الأثر السلبي للمعتقدات اللاعقلانية الوالدية على الآباء وعلى أبنائهم ، وهذا يعني أن المعتقدات اللاعقلانية موضوع رئيس في الصحة النفسية وفي توافق الأفراد ، كما يتعدى متغير المعتقدات اللاعقلانية ليؤثر على توافق الأفراد ، ونظراً لأهمية هذا المتغير يهتم البحث الحالي بالتعرف على فعالية برنامج عقلاني إنفعالي سلوكي لتعديل بعض من الأفكار اللاعقلانية لدى أمهات التلاميذ ذوي صعوبات التعلم .
وقد لاحظت الباحثة وجود ندرة في البحوث التي تناولت المعتقدات اللاعقلانية لدى آباء وأمهات ذوي الإعاقة بصفة عامة ، فتوصلت دراسة داليا حافظ 2008 إلى وجود علاقة بين المعتقدات اللاعقلانية والتوافق الزواجي لدى أمهات ذوي الإعاقة الفكرية ، ودراسة وايت Witt., 2008 التي هدفت إلى فحص العلاقة بين المعتقدات اللاعقلانية الوالدية وأعراض إضطراب التوحد للطفل ومستوى الضغط .. وتوصلت الدراسة إلى أن الآباء ذوي المعدل المرتفع من المعتقدات اللاعقلانية يرون أن أعراض أطفالهم ذوي اضطراب التوحد تمثل ضغطا كبيرا عليهم وتوصل إلى أن المعتقدات اللاعقلانية تمثل 49% من مستوى الضغط الوالدي ، وهذا يعني أن الآباء ذوي المستوى العالي من المعتقدات اللاعقلانية لديهم مستوى عالي من الضغوط ، وأن المعتقدات اللاعقلانية الوالدية المرتفعة لدى الآباء كانت مرتبطة بأعراض أطفالهم.