” دراسة تحليلية ” للباحث بللو تكر
قسم الدراسات الإسلامية، جامعة ولاية يوبي – نيجيريا
يهدف هذا البحث إلى بيان نصرة الله لنبيه في انتشار هذا الدين إلى أصقاع الأرض. فأورد الباحث عناية الله بأمر هذا الدين الحنيفي ونصرته له قبل ولادته عليه الصلاة والسلام. حيث أعطى العرب فصاحة وبلاغة فأصبحوا ينظمون الشعر ويخطبون الخطب. وفيهم قضاة ينصبون أنفسهم في أسواقهم لنقد الشعر والخطب وتفضيل شاعر سهلت عبارته وحسن شعره على غيره. وفي ذلك تمهيد لأمر هذا الدين لأنهم سيعطون القرآن. وكذلك أخرج نبيه من أطهر أرومة لا يدانيها عيب ولا نقص. وأحسن تأديبه؛ فشهد له جميع مشركي زمانه بالصدق والأمانة على الرغم من اختلافاتهم الاجتماعية والنفسية. وفي ذلك إبطال لخزعبلات من جاء بعده، لأن الحق ما شهدت به الأعداء. وذكرنا بعض نماذج لنصرة الله لنبيه: كتثبيته على الحق، وحمايته له مِن كيد الأعداء بجملة أمور: كإلقاء الرعب على قلوبهم، وتأييده بجنود لا ترى، وكفايته المستهزئين. فأقام دولة إسلامية في المدينة المنورة، ونشر الإسلام هو وأصحابه ومن جاء بعدهم في أصقاع الأرض بروح التسامح والجهاد، وفي إطار حفظ المصالح ودرء المفاسد. وأقاموا دولاً إسلامية قادت الحضارة في العالم لعدة قرون. وكانت الشريعة هي المرجع الأساسي لها في جميع شؤونها. واتبعنا في ذلك المنهج الوصفي والتحليلي.
المقدمة:
كانت بعثة الرسل أمراً وعده الله تعالى قبل أن يهبط آدم عليه السلام. قال في محكم تنزيله :” قلنا اهبطوا منها جميعا”. والحكمة في ذلك توجيه الخلق إلى العمل بالمنهج الرباني الذي يحقق مصالحهم ديناً ودنيا. ذلك لأن العقل بمجرده لا يستطيع أن يسن قوانيناً تناسب مصالح الخلق على اختلاف طبقاتهم. وكانت دعوات الرسل السابقين دعوة خاصة بأقوام. أما الدعوة المحمدية الربانية دعوة عالمية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” وَكَانَ النَّبِىُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ». فعليه نصره الله لأداء هذا العبئ العظيم بأمور لا يحيطها الإنسان علماً.
وكان العالم بصفة عامة قبل البعثة النبوية المحمدية يعيش في ظَلام الجهل والظلم والهوى، ومتخبطاً في دجى الضلال والكفر. والجزيرة العربية بصفة خاصة تتقاتل أممها بسبب العصبية والحرص على الزعامة. وفي هذا الوضع المتخدر، أرسل الله نبيه برسالة عالمية، وخاتمة ناسخة لجميع الرسالات السماوية. فنصح الأمة وأدى الأمانة ونشر الدين إلى أن أصبح هذا الدين اليوم ثاني أكبر الديانات العالمية ذات الأغلبية بعد المسيحية حيث كان له 1.9 مليار من الأتباع. كما ويعد أسرع الديانات نمواً في العالم. وعلى ما قدّمناه نهدف في هذا البحث إلى تسليط الضوء على نصرة الله لنبيه بانتشار هذا الدين. وكان أكبر همّنا في ذلك العناية به واتبعنا في ذلك المنهج الوصفي والتحليلي لتحليل المادة العلمية التي تم جمعها.
الإسلام دين الله وشريعته أفضل الشرائع:
تجلى مقدمات الدين الإسلامي قبل ولادته عليه الصلاة والسلام. إذ أعطى الله العرب الفصاحة والتقدم، فأصبح فيهم الشعراء الذين نبضوا قلوب الأمة بما في أشعارهم من المعاني الشريفة والتشبيه البديع ودقة المعنى. وقضاة نصبوا أنفسهم لنقد الشعر في أسواقهم فكانوا يفضلون من الشعراء من سهلت عبارته، وكانت له الفصاحة وحسن البيان مع تحرز من العيب. والحكمة في ذلك تمهيد لأمر هذا الدين. لأنهم سيُعطَون هذا القرآن الحكيم البليغ.
فمع أن العرب أصحاب فصاحة وبلاغة؛ فإنهم لما أنزل الله تعالى القرآن تحداهم بأن يأتوا بمثله فعجَزوا عن ذلك، إلى أن خُفف التحدى إلى الإتيان بسورة مثله فعجزوا عن ذلك لما يحمله القرآن من فصاحة لغوية، وأحكام تشريعية تتضمن مصلحة العباد وتحقق أمنهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وأخبار صادقة عن الأمور المستقبلية، ناهيك عما يَكشفه من نظريات علمية متنوعة قبل اكتشافها بمئات السنين.
وكان للقرآن إعجاز تأثيري على قلوب سامعيه، وليس ذلك مقتصراً على العرب، بل سمعنا في العصور الحديثة من أسلم من أصحاب الديانات الأخرى لسماعهم له. كما اعتنق غير واحد من أحبار اليهود، وأساقفة النصارى، ومفكريهم الإسلام لعظمته، وموافقته مع الفطرة، وتناقض عقيدتهم الكفرية أمثال:
رئيس الأساقفة اللوثريِّ السابق التَّنزاني أبوبكر موايبيو.
رئيس لجان التنصير بأفريقيا القس المصري السابق إسحق هلال مسيحه. يوسف إستس.
ووعد بحفظه فقال تعالى:” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”. أي: من أن يزاد فيه أو ينقص أو يَتغيرُ منه شيء أو يبدل. فجعل له نوعين من العلماء القائمين بحمايته ومنهم:
من اعتنى بتفهيم اللغة العربية التي كانت لغة الملة واستخرجوا منها علوماً كانت وسيلة لفهم هذا الدين؛ من نحو وصرف وبلاغة.
ومنهم من اعتنى بحماية الشريعة عن دخول الخرافات والتغييرات فيه. فاهتموا بتنقية الأحاديث النبوية رواية ودراية. كما استخرج من هذا الصنف من اعتنى بتفريع الفروعات وفق المقاصد الشرعية. فاستخرجوا من جملة أدلة الشرع عددا من المناهج التشريعية الكفيلة بإيجاد الحلول في المسائل المتغيرة في حياة المكلفين. كمبدأ: الإجماع والقياس والاجتهاد.
وفيما أوردناه هنا دلالة قطعية على أن الإسلام دين الله. وأنه أفضل جميع الأنظمة والأحكام البشرية والنواميس التي قرعت العالم.
نبينا أفضل الناس نسباً وأعظمهم مكانة وفضلاً:
لقد أحاط الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعناية تامة؛ فأخرجه من أطهر أرومة وأعلاها ذروة. ثم أحسن تأديبه فأصبح أحسن قومه خلقا، وأعظمهم أمانة، وأصدقهم حديثا. وابتعده الله عن الأخلاق التي تدنّس الرجال. قال تعالى: ” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”. وقالت عائشة رضي الله عنها حيث سئلت عن خلقه:” كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه”.
وقد أثبته الله تعالى على الحق. ونزّهه عن الضلال والغواية، وعن النطق بالهوى. فقال في مُحكم تنزيله:” فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ”. وقال أيضا: ” وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى”.
وقد شهد له بما قررناه جميع مشركي زمانه، على الرغم من اختلافاتهم الاجتماعية والنفسية حتى سموه بالأمين.
وإليك نموذجاً من شهادات من عادوه أشد العدواة:
أبو جهل: قال عنه لما استخبره الأخنَس بن شُريق عن النبي (ص):” والله إن محمداً لصادقٌ وما كذَب قطُّ”.
النضر بن الحارث: فهو من ألد أعداء النبي (ص) ومع ذلك قال عنه: يا معشر قريش، إنه و الله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم و أصدقكم حديثاً و أعظمكم أمانة.
وذكر “مايكل هارت” في كتابه ” المأة: ترتيب أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ” أن النبي (ص) هو من يأتي في الرتبة الأولى من حيث أفضل شخصية عرفها التاريخ، لتأثير شخصيته في تكوين الدين الإسلامي أكثر من غيره. ووجود أثر دعوته قوياً ومتجدداً لحد الآن.
فعليه فإنه (ص) تنزّه عن جميع العيوب، والطعون، وأنه رسول من الله تعالى. ولا تُأثر على ذلك خزعبلات من جاء بعده ممن لم يعرفوا عنه شيئاً ، ولا يحكم شخصيتهم معالم الحق إلا العصبية والأهواء المبيدة. لأنه ليست شهادتهم كشهادات من عاصروه من أصحابه وأعدائه. فالحق ما شهدت به الأعداء.
نصرة الله لنبيه في انتشار الإسلام:
بعث الله نبيه وكانت الدنيا على الوضع الذي تم الإشارة إليه في مقدمة هذا البحث. وفيها دولتان تعتبران أعظم دول الأرض يومئذ، وهما:
دولة الروم: التي تدين بالنصرانية، ويمتد حدودها على شبه جزيرة الأناضول، وبلاد الشام، وأوروبا، وشمال أفريقيا. وطبيعة حكمها مبني على فصل الدين عن الدولة.
دولة الفرس: فهي دولة مجوسية تعبُد النار، ولم تعرف بالرسالات السماوية. بسطت نفوذها على السواحل الشرقية لجزيرة العرب، والعراق، واليمن، وبلاد فارس وما وراءها.
فبدأ دعوته السرية في مكة المكرمة بأمر من الله تعالى:” يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنْذِرْ”. ودعا أهل بيته ثم الأقربين فالأقربين إلى الإسلام ثلاث سنوات. واستجاب لهذه الدعوة عدد لا يستهان به من الناس. ثم بدل دعوته السرية بالدعوة الجهرية بأمر من الله تعالى:” فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ”. فسخر منه قريش واستهزأوا به وآذوه. فنصره الله في سبيل أداء هذا الأمر العظيم بجملة أمور أهمها:
الثَّبات على الحق: إن شدة إذاية قريش للنبي (ص) واستهزائهم به لم يضعف من همته تجاه تحقيق الرسالة الربانية، بل أثبته الله على الحق، فتحمّل جميع أنواع إذاية قريش له، واستهزائهم به. كما وعرض جميع مساوماتهم له مادّيا، حيث فشلت جميع محاولاتهم، ورأوا أن لاحول لهم ولاقوة في صدّه عن دعوته.
حماية الله له من أعدائه: قال تعالى: ” وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ”. ومن أصنافها:
إلقاء الرعب في قلوب الذين كفروا: قال تعالى:” سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ.
تأييده بجنود لا ترى: قال تعالى: ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا “.
كفايته المستهزئين: وقد استهزئ برسول الله خمسة نفر ذوو شرف فأهلكهم الله جميعا في يوم واحد وأزال كيدهم عنه. قال تعالى:” إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ”
وقد استطاع الرسول (ص) بعون من الله ونصرته أن أقام دولة إسلامية في المدينة المنورة، بعد أن هاجر إليها فآخى بين المسلمين، ونظم العلاقة في المعاملات بين المسلمين وغيرهم من اليهود. وربّى أصحابه على السعي لمرضاة الله حتى يدخلهم الله الجنة.
ثم قام بنشر الإسلام بروح التسامح والجهاد، وفي إطار حفظ المصالح ودرء المفاسد العامة والخاصة. وسار على هذا الهدي خلفاؤه وقادة المسلمين بعده. فهزم على أيديهم أعظم دول العالم الفارس والروم. وأقاموا دولاً إسلامية قادت الحضارةَ في العالم لعدة قرون، وكانت الشريعة هي المرجع الأول لها في شؤونها المختلفة. كما استطاعت في مسيرتها القديمة أن تنشر الإسلام في أصقاع الدنيا بما لا مثيل له في تاريخ البشرية. وأذابت الحضارات الأخرى وصبغتها بالصبغة الإسلامية، وأنشئت من مجتمعاتها أمة تقوم على تحقيق العدل الرباني.
وقد أصبح الإسلام اليوم، ثاني أكبر الديانات العالمية ذات الأغلبية بعد المسيحية حيث كان له 1.9 مليار من الأتباع. كما ويعد أسرع الديانات نمواً في العالم.
وقررت المصادر الصادرة عن مراكز البحوث في الغرب أن الإسلام إذا استمر انتشاره بنفس النسبة الحالية سيصبح الدين الأول عالمياً من حيث كثرة الأتباع.
الخاتمة:
تم هذا البحث الذي ألقى معلومات عن نصرة الله لنبيه بانتشار هذا الدين بما لا مثيل له في تاريخ البشرية، وتوصل الباحث بعون الله على نتائج كثيرة أهمها:
تجلت مقدمات الدين الإسلامي بصفة تمهيدية قبل ولادة المصطفى (ص) حيث أعطى العرب الفصاحة والبلاغة، وجعل فيهم شعراء وقضاة نصبوا أنفسهم لنقد الشعر.
أن النبي (ص) أفضل الناس نسباً، وأعظمهم مكانة وفضلاً. شهد له بذلك مشركوا زمانه، والذين جاءوا بعدهم كماكيل هارت. وعليه فإنه لا يأثر على شخصيته الكريمة خزعبلات من جاء بعده ممن لم يعرفوا عنه شيئاً .
نصر الله نبيه بجملة أمور: كالثبات على الحق وحمايته من أعدائه عن طريق إلقاء الرعب في قلوبهم، وتأييده بجنود لا ترى، وكفايته المستهزئين.
نشر النبي (ص) وخلفاؤه ومن جاء بعدهم الإسلام في جميع أصقاع الأرض بروح التسامح والجهاد، وفي إطار حفظ المصالح، ودرء المفاسد العامة والخاصة. وأقاموا دولاً إسلامية في ربوع العالم قادت الحضارة في العالم لعدة قرون، وكانت الشريعة الإسلامية المرجع الأساسي في شؤونها، بينما أوروبا وبقية أنحاء المعمورة تعيش في إظلام حضاري وجهل مطبق.
كان الدين الإسلامي اليوم ثاني أكبر الديانات العالمية ذات الأغلبية. كما ويعد أسرع الديانات نمواً في العالم.
قائمة المصادر ولمراجع:
القرآن الكريم
إبن كثير، إسماعيل بن عمر، (1999م). تفسير القرآن العظيم، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع.
أبو السعود، محمد بن محمد، (بدون تاريخ). إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، ج2، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
البخاري، محمد بن إسماعيل، (بدون تاريخ). صحيح البخاري، المحقق : محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة.
البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين، (1410). شعب الإيمان، تحقيق : محمد السعيد بسيوني زغلول، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت.
تكر بللو، ( مخطوط). مراحل التاريخ النبوي من مظانه الموثوق بها.
الخضري، الشيخ محمد،(2013). نور اليقين، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت–لبنان.
زيدان، جرجي،(بدون تاريخ). تاريخ التمدن الإسلامي، دار المحرر الأدبي للنشر والتوزيع.
السيوطي، عبد الرحمن أبي بكر. (1985م). الخصائص الكبرى، دار النشر / دار الكتب العلمية – بيروت.
الشنقيطي، محمد الأمين، (1415ه). أضواء البيان، الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان.
القرطبي،شمس الدين، (بدون تاريخ). الجامع لأحكام القرآن، المكتبة الشاملة، الإصدار الأول.
الهاشمي، السيد أحمد،(بدون تاريخ). جواهر الأدب في إنشاء وأدبيات لغة العرب، الزهراء للإعلام العربي.
المواقع الإلكتروني:
أ.د. مسلم مصطفى، خريطة العالم الثقافية قبل الإسلام، تاريخ الإنشاء: 2014-05-12، اطلع: 2020-12-10، من alukah.net .
زين المناوي، أحمد محمد،2019-12-14، كراهية العرب، من quranway.com
عبد المسيح، 2020/فبراير/22. قائمة التعداد الديني ، من Ar.m.wikipedia.org .