متى تطلب الزوجة الطلاق ؟

on 25 June 2023, 03:06 PM
د. محمد عبد العزيز _مدير عام مركز لندن للبحوث
د. محمد عبد العزيز _مدير عام مركز لندن للبحوث

هل يمر عالمنا العربي بموجة كبرى من التفتت الاجتماعي ؟ تشير كثافة أعداد حالات الطلاق وغياب الاستقرار في المجتمعات العربية إلى واقع مر ينذر بمستقبل ضبابي ، لقد زادت نسب العنوسة بين الرجال والنساء بشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث؛ وكأن الحياة الزوجية قد استحالت في بلاد العرب ‘ مما دفع الكثير من الخبراء والأكاديميين إلى دق ناقوس الخطر ، مطالبين بضرورة اتخاذ اجراءات للحفاظ على دور الأسرة في المجتمع، ووقف نشوء أجيال تعاني العديد من الأمراض الاجتماعية والأزمات النفسية.

نسب الدول العربية

لقد شهد العالم العربي خلال العقد الأخير تزايداً ملحوظاً في معدلات الطلاق ، نبدأها بأكبر دولة عربية مصر فبلغت نسبة الطلاق بها 49% ، لتصبح أعلى عدد لحالات الطلاق عربياً ، إذ يتردد نحو مليون حالة سنويا على محاكم الأسرة بمصر، وتقع 240 حالة طلاق يوميا بمعدل عشر حالات طلاق كل ساعة، حسب تقرير صدر عن مركز معلومات مجلس الوزراء ، وقد ارتفعت نسب الطلاق خلال الخمسين عاما الأخيرة من 7% إلى ٪؜40 ، ووصل عدد المطلقات إلى ثلاثة ملايين مطلقة. ووفقًا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (رسمي)، ارتفع عدد شهادات الطلاق في مصر خلال عام 2020 إلى 222 ألفا ، مقارنة بـ199 ألفا عام 2015، أي بنسبة زيادة بلغت 12%، وبمعدل 26 طلاقا كل ساعة. وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء نادر سعد : إن حوالي 20% من حالات الزواج السنوي في البلاد تنتهي بالطلاق ، و من بين 980 ألف زواج سنويًّا، يفشل 198 ألفا قبل السنة الثالثة، وهي نسبة كبيرة للطلاق المبكر تتجاوز 20% ، و أن ما بين 38 و40% من حالات الطلاق المذكورة تحدث في السنوات الثلاث الأولى من الزواج، وأن الطلاق ينتشر بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة ، وقال الرئيس السيسي إن رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أبلغه أن حوالي 40% من الزواجات السنوية في البلاد تنتهي بالطلاق بعد 5 سنوات.
أما في المركز الأول في نسب الطلاق، فكان من نصيب الكويت، فبرغم انخفاض عدد سكانها مقارنة بمصر، ارتفعت نسبة الطلاق في البلاد إلى 48% من إجمالي عدد الزيجات، حسب إحصاء نشرته وزارة العدل الكويتية. وفي المركز الثالث والرابع، نجد أن كلا من الأردن وقطر، قد ارتفعت بهما نسب الطلاق إلى 37.2% و 37% على الترتيب. وقد تساوت كل من لبنان والإمارات رغم الفروق الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة بينهما في نسبة الطلاق، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في كلا منهما إلى 34%؛ وتلتهما كل من السودان بنسبة وصلت إلى 30%، و العراق بنسبة 22.7%، ثم السعودية بنسبة 21.5%. ويلعب عدد السكان دورا واضحا في تحديد تلك النسب، إلا أن المقارنة بين أعداد حالات الطلاق، يظل مؤشرا على ما تمر به المجتمعات العربية من أزمات اجتماعية خانقة.
وفي السعودية، أكد تقرير حديث أن “خسائر الطلاق” في السعودية تقدر بنحو ثلاثة مليارات ريال (800 مليون دولار) بالنظر إلى أن الحد الأدنى لتكاليف الزواج تقدر بنحو 50 ألف ريال (1332 دولار). وأوضحت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن حالات الطلاق في السعودية وصلت إلى 57 ألف حالة خلال العام 2020 مرتفعة عن العام 2019 بنسبة 13 بالمئة، وفقا لموقع “أربيان بزنس”. وارتفعت حالات الطلاق خلال السنوات العشرة الأخيرة، وتحديدا منذ 2011، من 9233 حالة فقط في 2010 إلى 34 ألفا في 2011، ثم استمرت بالارتفاع خلال السنوات اللاحقة حتى 57 ألفا خلال 2020″، حيث بينت تقارير 2022 أن “هناك 7 حالات طلاق تتم كل ساعة في المملكة، بواقع 3 حالات مقابل 10 عقود زواج”.
وفي الكويت، كشف إحصائية، أعدها قطاع تكنولوجيا المعلومات والإحصاء بوزارة العدل، عن معدلات الزواج والطلاق لعام 2022، أن عدد حالات الزواج في الكويت العام الماضي بلغت 13387 حالة. وأشارت الإحصائيات وفقا لإدارة التوثيقات الشرعية إلى أن عدد حالات الزواج لمواطن كويتي من مواطنة كويتية خلال العام الماضي بلغ 8946، فيما بلغ عدد حالات زواج المواطنين من زوجات غير كويتيات 1514 حالة. وأشارت الإحصائيات إلى أن عدد 556 مواطنة كويتية تزوجن من زوج غير كويتي خلال العام الماضي 2022، فيما بلغ عدد حالات زواج غير كويتي من غير كويتية 2371 حالة خلال عام 2022. وفي ما يخص معدلات الطلاق خلال العام الماضي، فقد بلغ إجمالي حالات الطلاق خلال عام 2022 عدد 8307 حالات طلاق، بينها 5313 حالة لزوج كويتي من زوجته الكويتية. وأشارت الإحصائيات إلى أن عدد حالات طلاق زوج كويتي لزوجة غير كويتية بلغ 1080 حالة طلاق خلال العام ذاته.
وبالنسبة للعراق فقد جرى تسجيل 73 ألف حالة طلاق العام الماضي، بحسب وكالة فرانس برس، التي بينت وجود ارتفاع كبير في الأرقام مقارنة بالأعوام السابقة. وبالانتقال إلى المغرب، أظهرت بيانات حديثة لوزارة العدل أن عدد حالات الطلاق في المغرب قد شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال عام 2021، إذ سجلت ارتفاعا بلغ 6585 حالة، مقارنة بعام 2020. وسجلت المحاكم المغربية 2914 حالة طلاق بالتزامن مع دخول مدونة الأسرة (قانون الأحوال الشخصية) حيز التطبيق سنة 2004، وصولا إلى 20372 حالة سنة 2020، قبل أن يشهد من جديد ارتفاعا ليقترب الرقم من 27 ألف حالة سنة 2021. وحسب معطيات وزارة العدل، فإن الطلاق الاتفاقي (إنهاء الزواج بالتراضي) يشكل النسبة الأعلى من حالات الطلاق في المملكة، حيث ارتفع من 1860 حالة في سنة 2004، إلى 20655 ألف حالة في سنة 2021. وأما في سلطنة عمان، فقد أظهرت آخر إحصائية لدى المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في ذلك البلد الخليجي أن 39 ألف شخص تزوجوا في العام 2021، بينهم 34 ألف شخص لأول مرة، ووقعت 6 آلاف حالة طلاق في نفس العام، بارتفاع بنسبة 12% عن عام 2020، وفقا لما ذكرت صحيفة “عمان” المحلية. وفي الجزائر، تشير الأرقام الرسمية إلى المنحنى المتصاعد لحالات الطلاق، إذ أفادت إحصائيات العام 2022، بوقوع 44 ألف حالة طلاق وخلع في النصف الأول من العام، بواقع 240 حالة يوميا، و10 حالات في الساعة الواحدة، معظمها في الفئة العمرية بين 28 و35 سنة، أي بين المتزوجين حديثا، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة “المساء” المحلية مؤخرا.

وكنت قد تشرفت بتسجيل ستة حلقات حول كيفية تلافي المشكلات الزوجية ومن ثم عدم الوصول إلى مرحلة الطلاق التي يعج بها المجتمع في نسب أصبحت تهدد كيان المجتمع العربي ، وخلصت من ردود أفعال كثيرة وردتني أن هناك سببين رئيسيين لتلك النسب المخيفة ( المناحي الاقتصادية وسوء الاختيار من الطرفين ) أما الأسباب الاقتصادية فمنشأها ضعف الإيمان ، بينما سوء اختيار الزوجة والزوج فيرجع إلى عدم التربية الصحيحة من الأب ومن الأم معاً ، لأن الشاب والفتاة لو تلقيا تربية سليمة لطبقا الأليات القويمة في الاختيار وفق أسس مخبرية عادلة لا مظهرية ظالمة ، يعملا فيها العقل قبل العاطفة ، لكان التمهل والتروي لا التسرع الذي يؤدي إلى الحسرة والندامة ومن ثم رقم جديد يضاف لملايين المطلقات العرب . والرجل الذي يسعى للتعدد بحجة أن الله في سورة النساء اية 3 – ذكر في الآية الكريمة كلمة ” مثنى ” في البداية ويتحجج بأن ذلك هو الأصل – ولا أدري من أين جاء بهذا التفسير الذي فصله ليوافق هواه فقط ، ولو أنه قرأ الآية يقلبه وعقله معاً لركز في الكلمة رقم 20 في الآية وقد أتت بعد العدل مباشرة ، لو أدرك ذلك لعاد إلى رشده وقوض غريزته ولجم هواه وخاف الله في زوجته وعاملها بمعروف أو فارقها بمعروف . وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3)
الأمر أيها الزوج وأيتها الزوجة ليس هيناً ، بل مسؤولية أمام الله يجب عليكما الحفاظ على أواصر الحياة الزوجية وتقديسها كل من ناحيته ، وهناك بلا شك رجال ونساء يلتمس لهم العذر حال لجئوا إلى الطلاق ، فزوجة عامرة بصفات سيئة لا يصلح معها العلاج مثل ( الكذب – البخل – الخيانة ) وبالتالي هي لا تسجد لربها النمامة الشاكية الباكية ، هذه الصفات لو وجدت منفردة أو مجتمعة في زوجة فهي غير مؤتمنة على أن تنشئ جيلاً صحيحاً فالحل الأمثل آنذاك هو الطلاق لا محاله . أما الرجل فهناك صفات يستحيل اتمام الحياة في ظلها بين الزوجين ولا لوم على امرأة تطلب الطلاق حال وجودها في زوجها وهي ( الكذب والبخل والخيانة واللامبالاة والادمان ) – فهذه النوعية من الرجال لا يصلحون للعشرة الزوجية ، فالزوج هو قائد الأسرة ، فالكذب من صفات المنافقين وهو خلق ذميم لا يجب أن يكون في قائد الأسرة ، يمنع الخير في البيت ، ويهدي إلى الفجور ، بينما الصدق يقوي أواصر الحياة الزوجية ويهدي إلى البر الذي يهدى إلى الجنة أي أن الزوج والزوجة الصادقين يربحان سعادة الدنيا والآخرة وينتجان أبناء صادقين أسوياء ، فماذا ينتظر الأب أو الأم الذين يكذبون أمام أبنائهم وبناتهم إلا مستقبل في بيوت تتصدع سريعاً لأنهم تربوا على الكذب ، واعتياد الكذب في الحديث من صفات المنافقين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ) رواه البخاري (34) ، ومسلم (58). – عن عائشة قالت : ما كان خلق أبغض إلى رسول الله – ص – من الكذب .
أما الإدمان فهو مدمر لعقل الرجل ومشاعره وتصرفاته فتختل في يده عجلة القيادة وتخار قواه ويغيب تركيزه . والبخل يخل بصلاحيات الرجل للقيادة، ولذلك رفض الرسول ترشيح أحد الصحابة للقيادة لعلة واحدة، هي «البخل» قائلا: وهل هناك داء أدوى من البخل؟! البخل يخل المروءة، ويدمر الكرامة الإنسانية، ويحول الزوج إلى نسخة مبتذلة، بينما الكرم يرفع هامات الرجال عالية، ويمسح العيوب، ويفرج الكربات ويزيل العداوات، ويحل الخلافات. أما الخيانة فما أقساها على نفس زوجة خاصة إذا منحت زوجها كل الآمان وحافظت عليه في غيابه في ماله وفي عرضها ، لقد أعيت من يداويها . والرجل الذي لا يبالي من أمور بيته ويتهاون ويتراخى في مسؤولياته أمام الله ثم أمام زوجته وأولاده هو رجل تصعب الحياة معه فاللامبالاة تنل من العمر وتزيد العلل .
ويبقى السؤال مطروحاً ، هل يتحمل الزوجين مصاعب الطلاق أم ويلات البقاء في زواج غير متكافئ ومن ثم حياة بائسة ؟

أسباب الظاهرة

إن تفاقم أرقام الطلاق في المجتمعات العربية والإسلامية دليل على تنوع الأسباب مثل عدم استقرار الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء المكشوف الذي جعل العالم بمثابة شاشة في يد الكبير والصغير. وهناك أدوار سلبية لوسائل اعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تسببت في زيادة نسب الطلاق واسهمت في أن ظهر الفساد في البر والبحر، فالتقنيات الحديثة باتت تقدم أنماطًا مشوهة وصورًا غير حقيقية وتصورات يحلم بها الناس لكنها غير موجودة في الواقع، وهذا كان له أثر خطير وكبير جدًّا”. كما إن من أسباب فشل الزواج أيضًا وارتفاع نسب الطلاق، تدخّلات الأهالي فدور الوالدين تخطى الناحية الارشادية في الاختيار، وصولاً إلى الإجبار أو الحث على اختيار خاطئ وفق معايير ليست صحيحة . وخير دليل على الدور الصحيح للأباء تلك السيدة الأنصارية التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت “إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته”، فجعل الأمر إليها، فقالت “قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء”. ومن أهم أسباب تفاقم الظاهرة أيضاً مثل انتشار البطالة والفقر وانخفاض مستوى المعيشة من جراء موجات الغلاء المتزايدة التي تشهدها بعض البلدان العربية بشكل مطرد، وهذا يقودنا إلى مسبب آخر للطلاق يتمثل في انتشار آفة المخدرات، وما ينجم عن ذلك من تعنيف بحق النساء والاعتداء عليهن، وبالتالي يكون الانفصال هو الحل، للتخلص من ذلك الجحيم إن صح التعبير”. وهناك سبب آخر وهو “شهادة الزور” التي يشهدها البعض عند السؤال عن الشاب أو الفتاة قبل الزواج، أو توقف البعض عن الشهادة وهو يعلم أن الشاب أو الفتاة ليسا على المستوى المطلوب أو أن أسرة أحدهما بعيدة عن الالتزام الأخلاقي”.

وقال الداعية د. عمر عبد الكافي إن 98% من أولادنا في المجتمع العربي غير صالحين للزواج، وبناء مؤسسة الأسرة ، نحن نعاني عقدًا نفسية من الصغر، فالولد من صغره لديه كبر، وحقد، وغل، وأنانية، وكذلك البنت عندها كل العقد التي نسمع عنها في علم النفس، فإذا انضمت هذه العقد إلى بعضها، نتج عن ذلك أن 98% من أبنائنا وبناتنا غير صالحين للزواج”. وعن حدوث الطلاق بعد سنوات من الزواج قال :هذا يحدث لأنه لم يعد أحد من الزوجين قادرًا على التمثيل فترة أطول، تكشّف للزوجة أن الزوج لا يصلح، وتكشف له أنها لا تصلح، لأنه من البداية كان هناك تدليس في العقد وغرر، والعقود المبنية على الغرر عقود باطلة”. وأضاف أن هناك “أيضا التساهل في الاختيار، وعدم تحقق ضوابط الكتاب والسنة عند بناء الأسرة واختيار كل شريك للطرف الآخر. المرض الحقيقي أن الأسرة لم تؤسس على الكتاب والسنة والصدق والوضوح والنقاء”.

الحلول

لقد فرضت الحياة المعاصرة ظاهرة تفشي الطلاق وبات اللجوء إلى التدريب والتأهيل قبل الزواج مخرجاً ربما يساهم في بناء علاقة زوجية مستقرة وسعيدة ، حيث لابد من إخضاع الأزواج لدورات تأهيل تعدهم “للحياة الزوجية، والتربية الجنسية، والصحة الإنجابية، واحترام الزوجين لبعضهما البعض للإسهام في استقرار المجتمع”. وعلى المتخصصين ضرورة تحليل تلك الإحصاءات لمعرفة مواطن الخطر والأسباب الفعلية لارتفاع حالات الطلاق التي تهدد مجتمعاتنا ، إن أي دولة لا تمنح رخصة قيادة السيارات إلا أذا خضع المتقدم لاختبار يثبت أنه أهلاً للقيادة على الطريق حفاظاً على الأرواح ، وكذلك كل المهن لابد من جهة ما تمنح ترخيصًا لمزاولتها في التخصصات كافة . ومن هنا الأولى بقائد الحياة الزوجية أن يحصل على رخصة تمكنه من قيادة أسرته بشكل يؤدي الى استقراراها وسعادتها . فلماذا لا تتحول الحياة الزوجية إلى مهنة ، ولما لا وهي مهنة تنتج أعظم منتج وهم الأولاد ، سواء ولد أو بنت فكل مولود في اللغة ولد ، فتسهم في بناء الإنسان وهو أعظم بناء فبناء البشر أولى من بناء الحجر . وعلى المسؤولين في المجتمعات العربية التعاون والإيجابية لإيجاد حل لإشكالية كثافة أعداد الطلاق في المجتمع العربي ، لابد من رخصة تؤكد أن هذا الشاب صالح للزواج وهذه الفتاة صالحة للزواج بناء على برنامج علمي فقهي تربوي كان قد اقترحه الداعية د عمر عبد الكافي ، وبعد الاختبار نعطي كلا منهما رخصة أنه يصلح ليقود الأسرة وأن الفتاة صالحة لتربية نشئ سوي الفكر معتدل السلوك .

وفي النهاية لا يجب أن ينظر على الطلاق على كونه أمر سلبي على إطلاقه فقد يكون الانفصال بداية حياة جديدة ورائعة خاصة للنساء اللواتي عانين الظلم والعنف المنزلي فهناك مئات القصص عن نساء عربيات من اللواتي استطعن أن يحققن نجاحات باهرة بعد الطلاق، فمنهن من استطعن مواصلة تعليمهن والحصول على شهادات عليا وأصبحن من (علية القوم) بعد أن كن مجرد أقرب إلى “خادمات” في بيوت أزواج كاذبين بخلاء خائنون عديمي الإحساس بالمسؤولية .

وسلام على رجال ( صادقون – كرماء – أمناء – أسوياء – مبالون بمسؤولياتهم ) سلام عليهم طابوا أينما وجدوا في زمان أو مكان ، طابوا على اختلاف شرائعهم وجنسياتهم وبلدانهم ، ودام الله عليهم أمنهم ما داموا يستشعرون رعيتهم من زوجة وأولاد فيحافظون عليها ايماناً منهم انها أمانة من الله وكل راع مسؤول يوم القيامة عن رعيته هل صانها أم عذبها فبددها وجلس يعض أصابع الندم .