زُهاء 10 مليون سجين في أمريكا وروسيا والصين
تابعت قبل فترة مناقشات وطروحات الندوة العلمية الدولية لمركز لندن للبحوث والاستشارات مع أكاديمية البورك بمملكة الدنمارك حول استشراف مستقبل العالم بعد كورونا بمشاركة نخبة واسعة في مختلف الاختصاصات. وارتأيتها مناقشات علمية جادة ومثمرة وتحمل دافعية لما عقدت من أجله ، وأضيف على تلك الرؤى المقدرة ما يلي :-
أولاً : إن نزول الطواعين والأوبئة والكوارث لترجع إلى فساد البشر على مر كل العصور كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ، والمؤكد لكل البشر قديماً وحديثاً أن رأس الفساد هي بعض الحكومات وإدارات شؤون البشر، وإذا فسدت الحكومة فسد كل شيء في مجتمعها كما في قوله تعالى { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون }الروم 41. كما تبين في انتشار وباء الكورونا أن الكثير من البشر وحكومات دول العالم تحتاج إعادة النظر .
ثانياً : كيف يمكن أن نستشرف مستقبل العالم مع فساد الحكومات المذل للإنسانية ، ففي دول العالم ( 9 ) مليون سجين ونصف هذا العدد موجود فقط في الولايات المتحدة والصين وروسيا وهذه الدول هي الرئيسة في مجلس الأمن الدولي ومن الدول المتقدمة. فماذا نقول عن حكومات العالم الثالث ومعظمها يعج بالدكتاتورية التسلطية المتخلفة وغيرها التي تشابها بهذا الفساد والظلم . وكيف يمكن أن نستشرف الدنمارك وهولندا وكل دول أوروبا وغيرها التي تسمح لفنانينها بعرض أفلام مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد أجابت هذه الحكومات بسذاجة مذله بأنهم ليس لديهم نظام يمنع حرية الرأي والفكر.
وهناك إحصائيات تشير إلى ان نسبة 44% من سكان العالم هي شعوب معارضة ، كما أن هناك ( 2,409 ) مليار انسان يشكلون نسبة 31% من سكان العالم أي ثلث سكان العالم بين فقيرجائع ومشرد ولاجئ وسجين. ناهيك عن فساد المنظمة الدولية للأمم المتحدة المهين للشعوب التي من واجبها الأساس هو الدفاع عن حقوق الشعوب لكننا نراها ساقطة في احضان الحكومات والحكام .
ثالثاً : بالرغم من ألم هذا الفساد المهين الذي تعاني منه البشرية ، لابد للنخب أن تساهم في وضع حلول لهذا الوضع المزري ، وهذا تجلى بعقدكم الندوة العلمية لاستشراف مستقبل العالم ، وعليه ارى حتى نستطيع أن نستشرف مستقبل العالم يجب أن يكون (محور الادارة ) أولاً ويتضمن إصلاح نظم حكومات دول العالم ومؤسساتها لأن بهذه الإصلاحات لنظم حكومات الدول وكذلك لمنظمة الأمم المتحدة يمكن لنا أن نتفاعل باستشراف مستقبل العالم ووضع عنوان ومحاور للمؤتمر ، لذلك اسمحوا لي مشاركتكم أن اضع عنوان للمؤتمر ومحاوره كما يأتي:-
العنوان: ( استشراف مستقبل العالم مع الأحداث الطارئة وبدونها.) والأحداث الطارئة هي الطواعين والأوبئة والكوارث من زلازل وفيضانات وغيرها التي لا يكون للإنسان دور فيها. أما الحروب وما شابهها من صراعات فهذه من صنع البشر. و في تقديري إذا أصلحت الدول نظم حكوماتها وأصلحت الأمم المتحدة نظامها وهو السلام والحق والعدل والمساواة بين الشعوب والدول ، والدفاع عن حقوق الشعوب والمساواة بينها سوف لن تكون هناك حروب وصراعات.
المحاور: يجب أن تكون شاملة في كل مجالات الحياة وأن تتضمن كل المحاور موضوع الحداثة وهي تعني ( التغيير الدائم والمستمرعند الحاجة وفي كل شيء والتجديد والتطوير والتوسع وكل ما يفيد البشر) وأن تتفاعل المحاور مع الاحداث الطارئة بمختلف حوادثها.
1) المحور الاول: الإدارة وكل ما يتعلق بها من إدارة الفرد والأسرة والمجتمع والمؤسسات صغيرها وكبيرها ونظم الحكم للدول التي تناسب التقدم والازدهار لحياة البشر. على أن تتضمن القيم والمبادئ لحسن تربية الإنسان أينما يكون وكذلك المجتمع وتطبيق العدالة بين الأفراد داخل وخارج أي تنظيم مجتمعي.
2) المحور الطبي: ويتضمن جميع اختصاصاته وكوادره المختلفة وأجهزته الحديثة وكل ما يتعلق بتطويره.
3) محور التعليم: ويتضمن المعمول به، المباشر داخل القاعات أو عن بعد وهذا هو الموضوع القديم الجديد حيث يعمل به في بعض دول أوروبا وهو أنه يعطى الطالب موضوعات ومصادرها لمدة فصل دراسي أكثر أو أٌقل ويذهب إلى مدينته أو بيته وهناك يستعين بالمكتبات وبعض المختصين القريبين عليه. وبعد نهاية المدة يحضر للقسم العلمي ويقدم امتحانه في المواضيع المجدولة . أما الآن فالتعليم عن بعد اختلف عن السابق وذلك من خلال المنصات الالكترونية وأقترح أن يوضع كمنهج دراسي داخل المدارس والجامعات وبعد أن يتقنها الطلاب جيداً تعطى نسبة عشر ساعات لكل فصل دراسي و يتلقى الطالب الدروس من خلال المنصات الإلكترونية . وبعد الانتهاء من عشرة ساعات يعود الطالب إلى قاعات الدراسة وهنا يمارس الطلاب النظامين خلال الدراسة في العام الدراسي ويتم اللجوء إلى المنصات الإلكترونية في كل حالات الطوارئ وبهذا يكون التعليم عن بعد سهلاً وميسراً. ويمكن العمل بالنظامين معاً في التعليم الجامعي والدراسات العليا أي يمكن قبول بعض الطلبة على النظام المستمر داخل الجامعة وقبول مجموعة أخرى على النظام عن بعد وهذا يعتمد على إمكانيات الجامعة والطلبة.
4) المحور الاعلامي بكل أنواعه: ويكون له دور رقابي على كل المؤسسات والدوائر والحكومات على أن يتسم بالوعي ورفع المستوى الثقافي والتربوي والقيمي لكل أبناء المجتمع.
5) المحور القضائي والقانوني: وحداثته تتمثل في قوته لضبط ايقاع المؤسسات والمجتمع.
6) المحور الاقتصادي: ويجب تقويته بالبحث عن مصادره في كل مجالات المجتمع والدولة.
7) المحور الشرعي والفقهي على أن يكون فاعلا في وشرائعه ومبادئه .
وأي محور آخر يمكن الاستفادة منه.