التخطيط الاستراتيجي للعنف الأسري

on 08 May 2021, 05:02 AM

حول التخطيط الاستراتيجي للعنف الأسري وتأثيراته السلبية على التعليم الجامعي والاستراتيجيات العلاجية المقترحة دارت أفكار الباحثين  الأستاذ الدكتور :حنان صبحي عبدالله عبيد/ لندن بريطانيا
الأستاذ الدكتور :محمد عرب نعمة الموسوي/العراق/جامعة ميسان – الدكتور :محمد علي عبد العزيز/ المدير العام لمركز لندن – وتم النشر العلمي للبحث في مجلة العلوم الانسانية بدولة الجزائر نهاية أبريل 2021 مسلسل 14 صفحة 305-324

ملخص البحث

هدف البحث إلى التعرف على الآثاى السلبية  للعنف الاسري على طلبة التعليم الجامعي وعلى الدور الذي تؤديه الجامعات العربية وهل العنف الأسري يحول دون تحقيق أهدافها  في تحقيق التنمية المنشودة لمجتمعاتها المحلية، وركزت المشكلة الرئيسية للبحث على  اقتراح استراتيجيات لمعالجة العنف الاسري وتنمية وتطوير الأداء الأكاديمي والبحث العلمي في الجامعات بما يؤهلها لتكون مراكز اشعاع فكري وحضاري تسهم في دفع عجلة التقدم للامام .

واعتمد الباحثون المنهج الوصفي في تناول موضوع البحث ، فهذا المنهج لاغنى عنه في البحوث الانسانية . كما اعتمد الباحثون على ما أمكن الحصول عليه من البيانات المنشورة المتعلقة بمشكلة وأهداف البحث ، ومن ثم استخلاص نتائج وتوصيات تسهم في معالجة المشكلة الرئيسة للبحث ، واهتدى الباحثون الى العديد من النتائج التى تؤكد ضرورة معالجة الآثار السلبية للعنف الاسري وتأثيراتها على الجامعات العربية ،وان جامعاتنا العربية مازالت بعيدة عن مجتمعاتها ووظيفتها تقتصر على تخريج الطلبة فهي بهذا الاتجاه لا تعدو كونها مرحلة متقدمة عن الثانوية ، لذا فهي مطالبة بأن تكون جامعات منتجة تعتمد على نفسها اقتصاديا وتسهم في وضع الحلول الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لمشاكل المجتمع،  وتحقيق الجودة المطلوبة في برامجها ومخرجاتها.

الكلمات المفتاحية ” الاستراتيجية، العنف الأسري ،الجامعة، التنمية المستدامة”

Abstract:

The aim of the research is to identify the negative effects of domestic violence on University education and on the role played by Arab universities and whether domestic violence prevents the achievement of their goals in achieving the desired development of their communities, The main problem of the research focused on proposing strategies to address domestic violence and the development of academic performance and scientific research in universities to qualify as centers of intellectual and cultural radiation that contribute to the advancement of progress. The researchers adopted the descriptive approach in dealing with the subject of research; this approach is indispensable in human research. The researchers also relied on available data on the problem and research objectives.  And then draw conclusions and recommendations that contribute to addressing the main problem of research. The researchers drew many conclusions that emphasize the need to address the negative effects of domestic violence and its impact on Arab universities And that our Arab universities are still far from their communities and its function is limited to the graduation of students, this trend is not a stage advanced than secondary, It is therefore required to be productive universities that rely on themselves economically and contribute to the development of economic, social and political solutions to the problems of society, and to achieve the quality required in their programs and outputs.

Keywords: Strategic planning, Family Violence, University,

المقدمة:

يعد العنف إحدى المشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمعات، ويظهر خلال مواقف التفاعل الجماعي. فتفاعل أعضاء الجماعة يتمثل في التحرك تجاه الآخرين، أو التحرك بعيداً عنهم، أو التحرك ضدهم، والمظهران الأخيران، التحرك بعيداً عن الآخرين والتحرك ضدهم، يعدان محورين من التفاعل الاجتماعي يشكلان تهديداً للتعليم الجامعي. (الحارثي 2009).

وتتزايد مشكلات العنف بشكل ملحوظ في المجتمعات جميعها لأسباب متباينة، بعضها اجتماعي متعلق بالظروف الاجتماعية، وبعضها ثقافي متعلق بالعادات والقيم السائدة في المجتمع، ثم منها ما يتعلق بالظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع. (حبيب ومجدي ،2007) .

وجاء هذا البحث إيماناً من الباحثين بأن للجامعات مسؤوليات خطيرة ينبغي أن تقوم بها. ومشكلات مستعصية يجب أن تجد العلاج المناسب لها ،  فلابد للجامعة أن تعمل على تحفيز القدرات الكامنة فى الإنسان من ناحية التفكير والابتكار وتوعية الشعوب وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكل المجتمع، لذا تهدف الدراسة إلى توضيح دور  الجامعات العربية وعلاقتها  بمجتمعاتها المحلية من خلال مساهمتها في تنمية الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لتلك المجتمعات ، فضلاً عن دورها في صنع القرار الصائب ، مع توضيح أهم الحجج التى تبرر أهمية تدعيم العلاقة بين الجامعة و المجتمع ، يؤكد البحث  كل التأكيد على أهمية التفاعل الإيجابي بين الأسرة والجامعة والمجتمع ، إذ إن عدم وجود تفاعل حقيقي بين الاسرة والمؤسسة الأكاديمية ، يجعل من الأخيرة مجرد مؤسسة استهلاكية تمثل عبئا على اقتصاد الدولة .

أما هيكلية البحث فقد اقتضت الضرورة العلمية ان تتنوع محاور البحث فقد تم التطرق أولاً إلى مفهوم العنف الاسري ودور الجامعة،والاستراتيجيات المقترحة لمعالجته، ثم مواصفات الجامعات العربية ومقارنتها بالجامعات في الدول المتقدمة وتوضيح أهم العقبات والمشاكل التي تعترض عمل الجامعات العربية.

مشكلة البحث :

لاحظ الباحثون من خلال عملهم في الميدان أن للعنف الأسري آثار سلبية على سلوك وتحصيل الطلبة في الجامعات ومن هنا تتمثل مشكلة الدراسة في الإجابة عن السؤال الرئيس الآتي: كيف نخطط استراتيجياً لمعالجة العنف الأسري، وما الاستراتيجيات العلاجية المقترحة للحد من تأثيراته السلبية على االتعليم الجامعي؟

أهمية البحث:

يؤمل أن تستفيد الجهات التالية من نتائج هذه الدراسة :

1.يؤمل أن تساعد وزارة التعليم العالي لتطوير أدوات  إرشادية لمساعدة الطلبة وأسرهم.

2.يؤمل أن تساهم في وضع استراتيجيات وآليات يمكن أن يستخدمها المسؤولون في التعليم العالي.

3. يؤمل أن يكون للدراسة قيمة واهتمام لدى الخريجين والباحثين المهتمين في التعليم العالي الأردني.

4.  يؤمل أن تقدم الدراسة دليلاً يسهم في تقدير قدرة التعليم العالي على تحقيق التفوق والتميز في الأداء الإستراتيجي وتحقيق المواءمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل .

كما تعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات – حسب علم الباحثة – التي بحثت في وضع استراتيجيات علاجية لمعالجة آثار العنف الأسري على التعليم الجامعي.

حدود البحث:

  يمكن تعميم نتائج هذه الدراسة في ضوء المحددات التالية:

الحدود البشرية:

تتحدد هذه الدراسة باستجابات القادة والخبراء والأطباء النفسيين و التربوين في الاردن.

الحدود المكانية:

سيتم تطبيق الدراسة على طلبة الجامعات الحكومية في الأردن .

الحدود الزمانية:

تم إجراء الدراسة الميدانية في الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي : 2018/2019

أسباب العنف :

1. العنف الأسري: قد يكون هناك عنف داخل الأسرة من ضرب وشتم وتحقير سواء أكان له أو لغيره من أفراد أسرته مما يؤثر سلباً على هذا الشخص الذي يتولد عنده مثل هذا العنف الذي قد يبحث عن مكان خارج البيت لينفس فيه عما يجول بخاطره وفكره، فيجب على الوالدين تجنب أفعال العنف أمام أطفالهم.

2. الشعور بالنقص لقلة الإمكانيات المادية والاجتماعية مما تؤثر فيه سلباً، فيبدأ بمقارنة نفسه بالآخرين باحثاً عن طريق للفت الأنظار وحب الظهور، يجب على الوالدين في هذه الحالة تعليم طفلهم مبادئ الرضا والقناعة وعدم مقارنة نفسهم بالاخرين.

3. الثقافة التي ينشرها الإعلام لها دور صارخ في رأيي الشخصي لهذا العنف، فإعلامنا لا يبث برامج توعية ولا يبث برامج تنمي لدى الفرد روح المبادرة والإيثار والحث على العمل التطوعي ولا يخصص برامج تنمي روح التفكير والإبداع لدى جيل الشباب الذي هو يمثل شريحة كبيرة وواسعة من المجتمع، ناهيك عن الأفلام، والمسلسلات البرامج التي لا تعطي القيم ولا تحث على غرس الفضيلة والنزاهة، وأما عن الأغاني التي تمجد القبيلة وتحث على العصبية وتؤثر الأقليمية، ففي ملاحظة على أغانينا الوطنية راجياً من مؤليفها التغني بحب الوطن وأمجاد الوطن وعشق الوطن وأهله دون تحديد المنطقة والقبيلة.

4. انتشار البطالة بين الشباب: فما نلاحظه من مواكب الخريجين الذين لا يجدون عملاً أو وظيفة قد يكون لها التأثير في هذا العنف.

5. ضعف الفهم للدين وهذا من ضمن الأسباب فقد يكون هناك ضلال في فهم الشاب كما في بعض الجماعات المتطرفة والتي تتخذ من العنف وسيلة للتعبير عن أفكارها وآرائها.

6. ضعف قنوات الحوار بين الشباب والجهات المعنية لحل مشكلاتهم، ومع ضعف القدرة على الإقناع الثقافي والديني لدى بعض المتخصصين في الندوات القليلة أو من خلال وسائل الإعلام، فالكل غالباً يتعامل مع هذه المشكلات بسطحية شديدة دون معالجة حقيقية لتلك المشكلات، أو إيجاد حلول واقعية وسليمة، هي فقط مجرد وعود بل ربما لا توجد هذه الوعود أصلا.

7. فقدان العقل: قد يكون الإندفاع والتسرع سبباً في هذا العنف لحظة طيش وتهور وعدم ضبط الأعصاب، ونحن نعرف أن الغضب سبب للكثير من المشاكل. والرسول يوصينا بعدم الغضب ((لا تغضب)) وإن كنا في زمن فيه الكثير ما يدعو لذلك.

8. الحسد والحرمان: إن الفروق الفردية بين طبقات المجتمع قد تولد شعوراً وإحساساً بالحرمان وطبعاً الرزق من الله، ولكن تفكير الشباب قد يمنع عنه الروية والتبصر لهذا الأمر مما يسبب له الشعور بالاختناق والغضب على من هم أفضل منه وضعاً، فقد تدفعه بطريقة ما ليعبر عنها وإن كانت لا توصله لنتيجة حتمية وسريعة.

9. النفاق: آفة كبيرة تجعل الكثير من المطبلين والمسحجين لأيجاد مبررات لفريق اوطرف على الآخر عند حدوث مشكلة ما أو افتعال حادثة، محاولاً تبرير عمل جماعته لصالحه وعدم مراعاة ما يريده الآخرون ولو كانوا على صواب.

10. العصبية: من أكبر الأسباب التي أودت بشبابنا إلى هذا الذي نراهم فيه ونشاهده، وإن كانت مدفوعة بنظري ممن هم أكبر منهم سناً من رموز لهم يعتبرونه الرمز والقدوة، وأنا لا أدعو بأن يتخلى المرء عن عشيرته وقبيلته فالاحترام مطلوب وواجب، ولكن بعيدا عن النزق والحمية والجاهلية.

11. أسباب ودوافع سياسية: لأن السياسة لا مبدأ لها، فقد تؤثر على الغير لمصلحة فرد أو جماعة أو حزب أو مؤسسة وعلى حساب طرف آخر لتبين للغير أنها ترى المصلحة في ما يراه صاحب القرار، لا في ما يراه غيره من الآخرين.

12. قلة الوعي بالأساليب المناسبة للتعامل مع المواقف، ووقوع الظلم على بعض الأشخاص يجعلهم أكثر عنفاً وعدواناً.  (Diana.J.E, David .B. M  & Angeh J S (2003)).

وذكر الباحثون الاستراتيجيات المقترحة لمعالجة ظاهرة العنف.