ما سبب خطورة فيروس كورونا المستجد (سارس كوف-2) المسبب لمرض كوفيد-19؟ وهل يساعد تناول طعام ما أو اتباع نظام غذائي معين في منع الإصابة به؟ وهل يوجد نظام غذائي يساعد في عملية الشفاء أو التعافي منه؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الدكتور بول ثورنالي، مدير مركز أبحاث السكري بمعهد بحوث الطب الحيوي في جامعة حمد بن خليفة .
ما مرض كوفيد-19؟
مرض كوفيد-19 هو مرض تنفسي ناتج عن عدوى تنجم عن الفيروس التاجي “سارس كوف-2” (SARS-CoV-2). لم يكن العاملون في المجال الطبي على دراية بهذا الفيروس الجديد قبل بدء تفشي المرض في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر2019 . واليوم، أصبح الفيروس واقعا نعيشه، وقد تسبب في جائحة تؤثر على كل دول العالم.
الدكتور بول ثورنالي: يبدو أن الذين يعانون من انخفاض وظائف الرئة هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض القوية لفيروس كورونا .
لماذا صنف الفيروس بالخطير؟
يعد المرض خطيراً لأنه قد يتحول لدى البعض إلى التهاب رئوي فيروسي شديد، مما قد يهدد حياة المصاب به، نظرا لعدم وجود لقاح أو علاج فعال حاليا. وفي هذا الصدد، يصنف فيروس “سارس كوف-2” باعتباره مرضا خطيراً، نظراً لارتفاع معدل الوفاة به نسبياً، حيث تصل هذه النسبة إلى حوالي 5% عالمياً.
كما صنف على أنه خطير بسبب ارتفاع نسب معدل انتشاره، فهو ينتقل مبدئياً من شخص لآخر من خلال رذاذ الأنف أو الفم، كما ينتشر بسهولة من مريض يحمل الفيروس بالسعال أو العطاس أو حتى الحديث.
وتجتمع هذه الخصائص لتتسبب في حدوث جائحة خطيرة. ولا شك في أن هذا يشكل تحدياً للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يرعون المصابين والمرضى، ولعلماء الطب الحيوي الذين يبحثون بجد للاستجابة للطلب الملح على اللقاحات والعلاجات الفعالة، ولعامة الناس في الامتثال والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي ومعايير النظافة للحد من انتشار الفيروس والمرض.
هل يساعد تناول طعام ما أو اتباع نظام غذائي معين في منع الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟
حتى الآن هذا غير مؤكد، ولكن أفضل النصائح هي اتباع نظام غذائي صحي متوازن للحفاظ على صحة غذائية جيدة. ويبدو أن الذين يعانون من انخفاض وظائف الرئة هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض القوية لفيروس كورونا، ومنهم كبار السن، والذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، ومرضى السكري. لذلك، فإن النظام الغذائي الذي يحافظ على وظائف الرئة الجيدة، قد يساعد في تقليل التطور الخطر لفيروس كورونا.
كما أظهرت الدراسات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى حول العالم، أن النظام الغذائي الغني بالألياف (الخضروات والحبوب الغنية بالألياف والمكسرات) يرتبط بوظائف رئوية جيدة. كما توصل العلماء إلى أن النظام الغذائي الغني بالألياف يزيد أيضاً من حساسية الأنسجة للأنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. لذلك، توجد فوائد صحية متعددة لإثراء نظامك الغذائي بالألياف.
لنفترض أن شخصاً ما قد أصيب بالمرض، هل يوجد نظام غذائي يساعد في عملية الشفاء أو التعافي؟
هذا أيضا غير مؤكد. قد يدّعي البعض أن هناك فوائد للمكملات الغذائية المختلفة، أو شاي الأعشاب أو المنتجات الطبيعية، لكن لا يوجد في الوقت الراهن دليل علمي نستمده من التجارب السريرية. ومن أفضل النصائح المتاحة حالياً: اتباع نظام غذائي صحي متوازن غني بالألياف. ومن المتوقع أن يساهم النظام الغذائي الذي يدعم وظائف الرئة على التعافي من الآثار السلبية لفيروس كورونا.
وكما ذُكر في السؤال السابق، فقد أظهرت الدراسات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى حول العالم، أن النظام الغذائي الغني بالألياف مثل الخضروات والحبوب الغنية بالألياف والمكسرات، يرتبط بوظائف رئوية جيدة.
هل يمكن أن تساهم مكملات فيتامين “سي” في الشفاء من فيروس كورونا؟
انتشرت منذ فترة طويلة ادعاءات لا تستند إلى أدلة كافية، تشير إلى أن فيتامين “سي” يمكن أن يساهم في علاج نزلات البرد التي تحدث في الغالب بسبب سلالات الفيروسات الأنفية، مع بعض الحالات التي تسببها سلالات من الفيروس التاجي غير المهددة للحياة. وكان هناك تقرير يشير إلى أن الجرعات العالية من الحقن الوريدي لفيتامين “سي” قد استخدمت بنجاح في علاج 50 مريضاً مصابين بحالات إصابة متوسطة إلى شديدة بفيروس كورونا في الصين.
وتراوحت جرعات فيتامين “سي” المستخدمة بين 10 إلى 20 غراماً يومياً، وكان المرضى يحصلون عليها عبر الحقن في الوريد على مدى 8-10 ساعات. وكانت هذه دراسة تجريبية، لذلك لم يتضح بعد ما إذا كان المرضى سيتعافون في حال عدم تلقيهم للعلاج.
وتجرى حالياً تجربة سريرية مضبوطة بعناية في مدينة ووهان الصينية، حيث سيجري اختيار 140 مريضا مصابين بفيروس كوفيد-19 عشوائيا لتلقي العلاج بفيتامين “سي”. وسيحصل هؤلاء المرضى على جرعة تصل إلى 12 غراما من الفيتامين عبر الحقن في الوريد على مدى 4 ساعات، بمعدل مرتين في اليوم لمدة 7 أيام، أو سيتلقون دواء وهميا عبر حقن محلول ملحي فسيولوجي في الوريد.
هل يساهم فيتامين “دي” في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا أو تقليل خطر الإصابة به؟
فيتامين “دي” عنصر ضروري للصحة الجيدة، ولا سيما صحة العظام والعضلات. كما أن له دورا ثانويا في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي للإنسان. ويمثل التعرض لأشعة الشمس المصدر الرئيسي لفيتامين “دي” لدى معظم الناس. ويعاني الكثير من الأفراد من انخفاض مستويات فيتامين “دي” في الدم، خاصة في مناطق خطوط العرض المرتفعة خلال فصل الشتاء، إذا ما اضطروا للبقاء داخل المنزل، أو إذا ما احتاجوا للبقاء في مناطق مغطاة باستمرار (مثل فترة الصيف الحارة حيث يكون من الصعب الخروج في الشمس).
وتشتمل قائمة الأطعمة الغنية بفيتامين “دي” على الأسماك، ومنتجات الألبان، وصفار البيض، والحبوب المدعمة. ومن المهم تجنب التعرض لنقص فيتامين “دي”، لكن لا يوجد دليل علمي على أن هذا الفيتامين يمكن أن يحمي من الإصابة بفيروس كورونا.
والجرعة الغذائية من فيتامين “دي” التي ينصح البالغون الأصحاء بتناولها هي 600 وحدة دولية، أي 15 ميكروغراما في اليوم، و800 وحدة دولية (20 ميكروغراما) في اليوم للمسنين الذين تزيد أعمارهم علي 70 عاما. ويعد تناول مكمل غذائي، بمعدل 400 وحدة دولية يوميا، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين “دي”، أمراً مهما للذين يعزلون أنفسهم مع التعرض المحدود لأشعة الشمس.
وقد يساهم تناول كميات كبيرة جداً من فيتامين “دي” -على سبيل المثال بمعدل يزيد 10 أضعاف على الجرعة الغذائية التي يوصى بها- في التعرض لأضرار كبيرة، ويجب الامتناع عن ذلك إلا في حال الحصول على نصيحة سريرية من مختص صحي مؤهل.
ما أهم النصائح الغذائية التي تقدمها لتقوية جهاز المناعة بشكل عام؟
أفضل نصيحة هي اتباع نظام غذائي صحي متوازن للحفاظ على الصحة الغذائية، وإذا كان نظامك الغذائي الحالي لا يحتوي على كمية كافية من الألياف، فكر في زيادة تناول الألياف عبر إضافة الخضراوات والحبوب الغنية بالألياف والمكسرات إلى وجباتك.