أكد الباحث الشرعي المتخصص في علم الفلك د. صلاح الدين عامر أن التقويم الهجري أكثر ضبطاً من الميلادي ، داعياً البلدان الإسلامية في العالم إلي الإستفادة من الحساب الفلكي لتحديد بداية الشهر العربي، وأن يتفق المسلمون على حساب موحد في ذلك.
وقال في تصريح خاص ل SCR : قد اجتهد الرومان ومن بعدهم النصارى لضبط التقويم الروماني ومن ثم الميلادي الذي حولوه وربطوه بالشمس، وقاموا بعدة تعديلات حتى وصلوا لضبطه على ما هو عليه اليوم. وأوضح أن التقويم الهجري الذي يعتمد حركة القمر، مربوط بعلامات كونية وأخرى شرعية، وهو بذلك لا يحتاج لضبط أو تعديل لأنه بالأساس منضبط بها: وهذه العلامات هي:
أنه يعتمد في حساب اليوم والليلة على برهان كوني هو الشمس، ويعتمد في حساب الشهر على دليل وبرهان كوني هو القمر،كذلك يعتمد في حساب السنة على دليل وبرهان شرعي وهو القرآن الكريم “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً”
وأضاف : أما التقويم الميلادي فلا دليل عليه في حساب اليوم، ولا دليل عليه في حساب الأشهر إلا مجرد الاصطلاح. وهو يعتمد حركة الشمس الظاهرية ، حيث أن كل دورة كاملة للشمس في منازلها تعني سنة ميلادية، وجرى عليه عدة تعديلات، من حيث عدد الأشهر، وعدد الأيام في كل شهر، وسيحتاج لتعديل كل 400عام تقريباً .
وأكد عامر أن السبب الرئيسي لإعراض العالم عن التقويم الهجري رغم أدلة دقته هو: التخلف الذي ترزح تحته أمة العرب، بل والمسلمين.فبينما أجري على التقويم الميلادي عدة تعديلات، وتم ربطه بالشمس، وهو يصحح باستمرار، يمتنع المسلمون اليوم عن العمل بالحساب الفلكي الذي يستدل به على تولد الهلال والذي وصل اليوم لدقة مذهلة، بل ويجرم من يعمل به، وليس له إلا مجرد اجتهاد فقهي مهما أرعد وأزبد. والنتيجة عدم إمكانية العمل بالتقويم الهجري ، نظراً للاختلاف الحاصل في معرفة رؤية الهلال لتحديد بداية الشهر القمري، وإهمال التقويم الهجري من المسلمين أنفسهم قبل غيرهم.
ولفت عامر الى أن الحل يتمثل في أن يستفاد من الحساب الفلكي لتحديد بداية الشهر العربي، وأن يتفق المسلمون على حساب موحد في ذلك. وهذا لا يصادم نصاً، ولا يخرق إجماعاً، بل سيكون محض اجتهاد فقهي، وسيصل المسلمون إليه شاءوا أم أبو ، إن أرادوا تعميم العمل بالتقويم الهجري، والحفاظ على هوية المسلمين.