مثلت أ. د حنان صبحي مركز لندن للبحوث والاستشارات في مؤتمر وملتقى أكاديمية رائد الاتزان بالتعاون مع لألئ الحياة المتزنة العالمية الموسوم ب “الأساليب المتزنة في بناء الجيل الجديد” ومن أهم توصيات الملتقى :
1 – المساندة العاطفية: العلاقة الأسرية التي تمتاز بإقامة علاقات عاطفية تساعد على النمو السليم لشخصية الطفل، ولكن التهديد بالحرمان من قبل الوالدين نحو أبنائهم يساعد على تنشئتهم تنشئة غير سليمة. ولقد درس “سبتز” الآثار التي يعاني منها الطفل نتيجة لحرمانه من السند العاطفي من قبل والديه فقد قارن بين مجموعتين من الأطفال في كل منها 45 طفلاً، وكانت الأولى تحتوي على أطفال نشأوا في ظروف يسودها الحب والقبول والدفء العاطفي، والثانية كانت تتضمن أطفالاً من الملاجئ والذين يفقدون تلك العلاقة. ولقد أظهرت المجموعة الأولى نمواً طبيعياً في الاستجابات الانفعالية والذكاء، أما المجموعة الأخرى فقد أظهرت ملامح الانطواء واللامبالاة وانخفاض مستوى الذكاء.
2 – أسلوب الضبط الوالدي: ويقصد به قدرة الوالدين على التدخل في الوقت المناسب حتى لا يصل الطفل إلى درجة التسيب ويكون ذلك بالإقناع. ويساعد هذا الأسلوب على إيجاد أطفال لديهم الشعور بالثقة في أنفسهم واستغلال ذواتهم وكذلك يمكنهم من تكوين علاقات اجتماعية ناجحة خالية من القلق والعصاب.
وهناك أسلوبان للضبط:
الأول: أسلوب الاستقراء الذي يعتمد على المحاورة والمناقشة وإقناع الطفل وحثه على السلوك المقبول اجتماعياً.
الثاني: يعتمد على إكراه الطفل وإجباره مستغلين في ذلك ضعف الطفل بدون الاهتمام برغباته وإقناعه القيام بالسلوك السليم. وهذا أسلوب يحسن الابتعاد عنه.
إن العلاقات الأبوية المبنية على المحبة والاحترام تؤدي لبناء شخصية قادرة تعرف كيف تتصرف وكيف توجه مركب الحياة إلى شاطئ السلامة والطمأنينة وكيف تواجه مطالب الحياة وتحدياتها.
3 – نمط العداء لدى الوالدين: إن الطريقة التي يتربى فيها الطفل في سنواته العمرية الأولى والقائمة على إثارة المخاوف وانعدام الأمن تؤدي إلى تعرّض الأطفال إلى الاضطرابات النفسية والتأخر في نواحي النمو المختلفة، وإذا كانت مهمة الوالدين عسيرة، فإن الأبناء قد يصادفهم سوء الحظ بأم عصابية أو بأب عصابي مضطرب بالشخصية يتساهل حين يجب الحزم ويتهاون حين يجب التشدّد ويقسو ويثور لأتفه الأمور ويكثر من الشكوى والهياج والتأديب والسخرية ويكون عقابه أقرب إلى الانتقام منه إلى الإصلاح والتأديب والتهذيب.
وكلما اتبع الآباء أسلوب العقاب البدني ساعد ذلك على شعور الطفل بالإحباط واقتران سلوكه بالعدوان وابتعاده عن والديه هرباً من العقاب.
4 – تذبذب الوالدين في التوجيهات: ويعني عدم اتفاق الوالدين على رأي معين أو إجازة سلوك الطفل في موقف معين ورفضه في موقف مماثل فيما بعد، مما يؤثر على توافق الطفل مع ذاته فبأي الأسلوبين يعمل. لذا يجب أن يتسم الوالدان بالثبات في معاملة أبنائهما حتى لا يميلوا إلى الانحراف والسلوك العدواني.
5 – الحماية الزائدة لدى الوالدين: إن رعاية الطفل والاهتمام به من الأمور الضرورية التي يجب على الوالدين القيام بها، ولكن لا أن يصل بها إلى درجة الحماية المفرطة، وتأخذ تلك الحماية الأبعاد الآتية: التعلق المكثف بالطفل، التدليل، عدم إعطاء الطفل الحرية في استقلالية السلوك.
وهناك نتائج عدة تترتب على الحماية الزائدة منها:
أ- ظهور بعض أنواع سوء التكيف الاجتماعي وعدم القدرة على تحمل المسؤولية في تكوين علاقات مع الآخرين لدى الأطفال الذين تعرضوا للحماية الزائدة.
ب- عدم استطاعة ذلك الطفل مسايرة ركب التعليم لعدم قدرته على تحمل المسؤولية.
ج- يغلب على سلوك الأطفال الذين تعرضوا للحماية الزائدة من آبائهم بعض أعراض الإهمال واللامبالاة.
6 – تسلّط الوالدين: والمقصود من ذلك الأسلوب الذي يتبعه الوالدان في فرض الآداب والقواعد التي تتماشى مع مراحل عمر الطفل وذلك بالنهي والتوبيخ.
ومن أهم أسباب لجوء الآباء إلى التسلط:
أ- امتصاص الأب لمجموعة من القيم والمعايير الصارمة في طفولته، مما يضطر إلى تطبيقها على أطفاله.
ب- الأب الفاشل الذي يفشل في تحقيق أهدافه يجعل من أبنائه مجالاً لطموحه الذي عجز هو عن تحقيقه.
7- روح التسامح لدى الوالدين: يُعد روح التسامح لدى الوالدين من العوامل التي تعوق نمو الطفل نمواً اجتماعياً سليماً وغيره من مظاهر النمو الأخرى.
ومن أهم نتائج هذا الأسلوب على الأبناء:
أ- عدم قدرة الطفل على التوافق الاجتماعي والنفسي.
ب- عدم قدرته على التكيف مع بيئته وتعرضه للعديد من الإحباطات نظراً لعدم قدرته على مواجهة مشاكله والدفاع عنها وعن نفسه.
ج- يبدو على الطفل ميله إلى السلوك العدواني والتسلط على الآخرين.
8 – إهمال الوالدين: إهمال الطفل من قبل والديه يفقده الإحساس بالأمن سواء الأمن النفسي أو الأمن المادي، ومن أشكال الإهمال عدم إنصات الوالدين إلى حديثه وإهمال حاجاته الشخصية أو عدم توجيهه ونصحه أو عدم مكافأته ومدحه في حالة نجاحه.
9 – نبذ الطفل انفعالياً: ويتمثل ذلك في نواح عديدة منها: حرص الوالدين على التعرض لنواحي النقص لدى الطفل وعقابه المستمر أو مقارنته بالأطفال الآخرين أو هجر الطفل وطرده. ولقد أرجع “جيلسونديونل” سبب نبذ الأم لطفلها انفعالياً إلى الصراعات المستمرة مع زوجها، أما مرجع ذلك بالنسبة للأب فهو وجود الأب في أسرة غير منسجمة عائلياً يسودها الصراع والتقلب الانفعالي.
10 – تفضيل طفل من أحد الجنسين: غالباً ما يكون لدى الأسرة أكثر من طفل أو رغبة الأسرة التي لا يوجد لديها أولاد ذكور في ابن لها أو العكس، مما يؤدي إلى إغداق العطف وتفضيله على الأطفال الآخرين، وقد يؤدي ذلك إلى تكوين سلوك عدائي من قبل الأبناء الآخرين نحو الابن المفضل عليهم.
11 – الإعجاب الزائد: حيث يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبه ومدحه والمباهاة به، ولعل من أهم أضرار هذا النمط ما يلي:
أ- شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس.
ب- كثرة متطلبات الطفل.
ج- تضخيم صورة الطفل عن ذاته.
12 – اختلاف طريقة التربية للوالدين: اختلاف وجهات النظر في التربية للطفل بين الأم والأب كأن يؤمن الأب بالصرامة والشدة، بينما تؤمن الأم باللين أو أن يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة في التربية، بينما يؤمن الآخر بالطريقة التقليدية.
13 – محاولة كسب الأطفال من قبل أحد الوالدين: ويتمثل ذلك في استخدام أحد الأبوين سلاحاً يشهره في وجه الطرف الآخر فيسعى إلى ضم الأطفال في معسكره لكي يقفوا في حربه ضدّ الطرف الآخر، وهو في سبيل تحقيق هذا التكتل يغدق المحبة والعطف والتدليل على الأبناء ويتهاون معهم في أخطائهم حتى يكسب رضاهم ووقوفهم إلى جانبه.
14 – الاعتمادية: وفيها يتربى الطفل على الاعتمادية على غيره في قضاء حاجاته وإشباعها.
15 – دفئ العلاقة بين الأم والطفل: إن عناية الأم بطفلها كثيراً بدون أن تقدم إليه الدفء والحرارة، وهذا البعد الخاص بدفء العلاقة بين الأم والطفل أو برودتها، هو ما يتكشف لنا في الوقت الذي تصرفه الأم في اللعب مع الطفل أو الصلات العاطفية به.
ويبدو أن لهذا العامل أهمية خاصة في تحديد كيفية إدراك الطفل لأفعال الأم؛ فالعقاب البدني الذي يقع على الطفل من أم عطوفة حانية تكون له عادة نتائج وآثار اجتماعية مرغوبة؛ حيث إن مثل هذا العقاب لو وقع من أم تتسم علاقاتها بالطفل بشيء من البرود فقد يؤدي إلى عدوان موجه ضد المجتمع من قبل الطفل وتحوله إلى شخصية عدوانية..