جامعة نورث: تمارين الصباح تربح

on 06 February 2021, 08:56 PM

مع جداولنا المزدحمة أثناء اليوم، قد يكون من الصعب الالتزام بأداء التمارين الرياضية على الرغم من معرفتنا أنها ضرورية لصحتنا الجسدية والعقلية، ومع ذلك فإن ممارسة الرياضة في أوقات معينة من اليوم يمكنها أن تحقق أقصى قدر من أهداف اللياقة لدينا.
فإذا كنت ترغب في الحصول على أكبر قدر من الفوائد أثناء ممارسة التمارين الرياضية، فيفضل أن تكون في الصباح. وفيما يأتي ما يقوله العلم عن أفضل وقت في اليوم لممارسة الرياضة، وماذا تتوقع إذا اخترت التدريبات في وقت لاحق.

مميزات التدريبات الصباحية:
يقول أنتوني هاكني، الأستاذ في قسم التمارين وعلوم الرياضة في “جامعة نورث كارولينا تشابل هيل” (The University of North Carolina at Chapel Hill) “إن ممارسة الرياضة في الصباح، خاصة قبل الإفطار، هي أفضل طريقة لحرق الدهون المخزنة، مما يجعلها مثالية لفقدان الوزن. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن التركيبة الهرمونية للجسم في الصباح أُعدّت لدعم هذا الهدف”.

وأضاف هاكني لمجلة “تايم” (Time) الأميركية أن في ساعات الصباح الباكر يكون لديك احتياج كبير إلى الطاقة، فإذا كنت تمارس التمارين الصباحية فسوف تستمد طاقتك من احتياطي الدهون لديك، مما يساعدك على فقدان الوزن.

وتشير الأبحاث أيضا إلى أن الذين يمارسون الرياضة في الصباح قد يكون لديهم شهية أقل على مدار اليوم، مما قد يساعد أيضا على حمايتهم من زيادة الوزن.

وهناك كثير من الإيجابيات للتمرّن في الصباح؛ فإنك ستنهي تمارينك الرياضية قبل أن تبدأ يومك. وهذا يعني أنك ستبدأ يومك بهرمون الإندورفين، وستشعر بشعور جيد بمعرفة أنك أنجزت شيئا قبل الساعة التاسعة صباحاً لن يحققه كثيرون غيرك.

وفضلاً عن ذلك، لا داعي للقلق بشأن ممارسة التمارين في وقت لاحق بعد الظهر أو في المساء، وهذا يمثل مصدر ارتياح كبير.

وتدعم الدراسات كذلك فكرة ممارسة الرياضة في ساعات الصباح، فقد قيّمت دراسة نُشرت عام 2012 في مجلة “الطب والعلوم في الرياضة” (Medicine and Science in Sports and Exercise) كيفية استجابة النساء للطعام بعد ممارسة التمارين أولاً في الصباح. وعندما سار المشاركون في الدراسة ممن لديهم أوزان صحية، وأولئك الذين يعانون السمنة، مدة 45 دقيقة، كانوا أقل تشتتاً بصور الطعام اللذيذة مقارنة بالوقت الذي فشلوا فيه في ممارسة الرياضة.

وجد الباحثون كذلك أنه في الأيام التي يمارس فيها المشاركون التمارين الصباحية، زاد نشاطهم البدني على مدار اليوم أكثر من الأيام التي لم يمارسوا فيها التمارين في الصباح.

وكشفت دراسة أخرى نُشرت عام 2019 في مجلة “علم وظائف الأعضاء” (The Journal of Physiology) عن أن ممارسة الرياضة في الساعة السابعة صباحاً قد تؤدي إلى تغيير ساعة جسمك البيولوجية، مما يعني أنك ستشعر بمزيد من اليقظة في الصباح وستصاب بالتعب في وقت مبكر من المساء، وهذا سيجعلك تحصل على قدر كاف من الراحة للاستيقاظ باكراً في اليوم التالي والقيام بالشيء نفسه. كما تشير الأبحاث الأخرى إلى أنه من الأسهل التزام العادات الصحية في الصباح.

قد يؤدي التعرق في الصباح أيضاً إلى تحسين الصحة العقلية والإنتاجية على مدار اليوم، نظراً لأن التمارين الرياضية مفيدة جداً في تقليل التوتر.

وتشمل الفوائد الإضافية للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية في الصباح زيادة التمثيل الغذائي، مما يعني أنك ستستمر في حرق السعرات الحرارية طوال اليوم أثناء تناولها بدلاً من الليل أثناء النوم.

ممارسة التمارين في المساء:
إذا لم تكن حقاً شخصاً صباحياً، ولا تفضل ممارسة التمارين في الصباح فلا تجبر نفسك على ذلك، فبإمكانك أداء التمارين عند الظهيرة أو في المساء. يقول هاكني إن هذا ليس خياراً ثانياً سيئاً، خاصة إذا كنت تحاول أداء روتين طويل جداً أو صارم.

وتعد التدريبات الصباحية مثالية لحرق الدهون وفقدان الوزن، لكن التدريبات بعد الظهر قد تعزز أداءك، لأنك ستكون قد تناولت وجبة أو وجبتين في الوقت الذي تبدأ فيه ممارسة الرياضة، وهذا يمنحك الطاقة الكافية للتمرن بكثافة عالية.

إن ممارسة الرياضة بعد الظهر أو مساءً لها مزاياها المثبتة، فقد وجدت إحدى الدراسات أن أداء التمارين بعد الظهر يؤدي إلى تحسين وظيفة العضلات ويزيد من قوتها، ويزيد كذلك من القدرة على التحمل.

وممارسة التمارين بين الساعة الثانية والسادسة مساءً ، حين تكون درجة حرارة جسمك في أعلى مستوياتها، قد تعني أنك ستتمرن في الوقت الذي يكون فيه جسمك أكثر استعداداً ، مما يجعله أكثر الأوقات فعالية في اليوم لممارسة الرياضة.

وكذلك فإن لممارسة الرياضة بعد الظهر وفي المساء ميزة أخرى إذ يكون رد فعلك في أسرع حالاته، وهو أمر مهم للتمارين القوية مثل التمرن السريع على جهاز المشي، كما أن وقت بعد الظهر هو الوقت الذي يكون فيه معدل ضربات القلب وضغط الدم في أدنى مستوياته، مما يقلل من فرص الإصابة أثناء القيام بالتمارين.

ما الأفضل حقا؟
تحقق التدريبات المبكرة أقصى استفادة وفقا لعلم الأحياء وعلم النفس، لكنه لا يوجد وقت سيئ لممارسة الرياضة بوجه عام، والأهم هو إيجاد الوقت للقيام بذلك، متى كان ذلك مناسباً لك. فإذا كنت ستفعلها في الصباح، فافعلها، وإذا كنت ستفعلها في المساء، فافعلها.

إن ممارسة التمارين مهمة، بغض النظر عن الوقت من اليوم الذي تقوم فيه بذلك، وما يهم حقا هو أن تجد وقتا من اليوم يناسبك ويناسب جدولك، ثم داوم عليه.