مركز لندن نظم ورشة "ثقافة التنوع " برئاسة صغيرون وستة من العلماء

  • الرئيسية
  • /
  • الأخبار
  • /
  • مركز لندن نظم ورشة "ثقافة التنوع " برئاسة صغيرون وستة من العلماء
on 21 March 2023, 12:00 PM

برعاية الأميرة نوره آل سعود ومشاركة 50 أكاديمي من 12 دولة

صغيرون : ¾ صراعات العالم ذات أبعاد ثقافية وإدارة التنوع طوق نجاة

عبد العزيز : مخرجات مهمة للورشة منها احترام تنوع الثقافات ضمانة للسلام الدولي

برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة نوره بنت مساعد بن سعود آل سعود نظم مركز لندن للبحوث والاستشارات بالتعاون مع جامعة البصرة ممثلة في كلية التربية للعلوم الإنسانية ورشة علمية دولية كبرى بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوداني الأسبق أ.د انتصار صغيرون ” المعقب الرئيس للورشة ” وحاضر فيها ستة من النخب الأكاديمية العربية في تخصصات مختلفة هم :- أ.د يعرب الدوري أستاذ هندسة وتكنولوجيا المواد في الجامعة الأمريكية – أ.د عبد الكريم الوزان عميد كلية الإعلام جامعة منيسوتا الأمريكية – أ.د أسامة السعيد عميد كلية التجارة جامعة بنى سويف الأسبق بمصر – أ.د عبد الرؤوف رمضان أستاذ الهندسة الزراعية بالمركز القومي للبحوث بمصر – أ.د علا الزيات أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية – د .أسماء سراج نائب عميد الدراسات العليا بجامعة الخرطوم . وأشرف على توصيات الورشة مدير العلاقات الخارجية بمركز لندن للبحوث أ.د حنان صبحي عبيد وأدارها مدير عام المركز د. محمد عبد العزيز وشارك فيها أكثر من 50 أكاديمي وباحث وباحثة من 12 دولة أسيوية وافريقية .


كلمة الأميرة
استهلت الورشة بكلمة لصاحبة السمو الملكي الأميرة نوره ال سعود أكدت فيها على أن قول الله تعالى في محكم آياته بسم الله الرحمن الرحيم : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} موجه إلى الناس كافة، لتحديد طريقة إدارة التنوُّع في التعارف، الذي يشمل التكامل والتعاون فيما بين الجميع على أسس من التفاعل الإيجابي في الحياة ، كما أن هناك تنوع الألسن كما ورد في سورة الروم بالقران الكريم ، والذي يرتبط بالتنوُّع العرقي والقومي {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}
وأضافت : إن القائمين على مركز لندن للبحوث والاستشارات ليدركون أن الله – تعالى – خلق الكون بتنوع تام ولو كان الناس على شكل واحد لما تمكنوا من بناء أسس الحياة في ظل كم لا حصر له من الحاجات المتنوعة كما أن هناك تنوع بينهم على صعيد الوعي الفكري، فالناس يختلفون في مستوى وعي العقل وفي إدراكاته للأمور كما أن هناك تنوع في الجبال وفي الأرض والسماوات ما يخلق بيئات حضارية للعيش والحياه تؤكد أهمية التنوع في التماسك الاجتماعي والاستدامة الاجتماعية ثم التعددية وكيف تكون مصدراً للسلام بدلا من أن تكون مصدراً للفرقة . ولفتت صاحبة السمو في ختام كلمتها أن التنوع الثقافي يعد مصدراً للتبادل والإبداع للجنس البشري لكونه التراث المشترك للإنسانية، وينبغي الاعتراف به والتأكيد عليه لصالح الأجيال الحالية والقادمة .

مدير الورشة
بدوره قال مدير عام مركز لندن للبحوث مدير الورشة د. محمد عبد العزيز : جاءت الورشة العلمية بعد أسبوعين فقط من نجاح المركز في تنظيم مؤتمره الدولي الثالث عشر حول قضايا المخطوطات وأهميتها للحفاظ على تراث الأمة ، وطالب رئيس المركز أ.د ناصر الفضلي بعقد الورشة قبل بدء شهر رمضان فتم استثمار فكرة أ.د انتصار صغيرون الخاصة بثقافة التنوع .
وأشار عبد العزيز إلى أن الأحكام المتعلقة بثقافة التنوع وممارسة الحقوق الثقافية الواردة في الوثائق الدولية لليونسكو تؤكد على أن الثقافة ينبغي أن يُنظر إليها بوصفها مجمل السمات والفكرية والمادية والروحية والعاطفية المميزة ، التي يتصف بها مجتمع إلى جانب منظومة القيم والتقاليد والفنون والآداب، طرائق الحياة، وأساليب العيش معاً، لاسيما وأن الثقافة تحتل مكان الصدارة في المناقشات المعاصرة بشأن الهوية والتماسك الاجتماعي وتنمية اقتصاد قائم على المعرفة؛ لذلك فإن احترام تنوع الثقافات، والتسامح، والحوار، والتعاون، في جو من الثقة والتفاهم، هي خير ضمان لتحقيق السلام والأمن الدوليين؛ ما يؤكد أهمية صون وتعزيز التنوع المثمر للثقافات . لما سبق وإيماناً من المركز بأهمية قضية التنوع لنهضة المجتمعات ورفاه الإنسان آثرنا طرحها بالاتفاق مع عدد من أفضل الاختصاصيين العرب لتكون موضوع الورشة العلمية الدولية الأولى للمركز في عام 2023 وسيتبعها ورشاً آخرى بشكل ربع سنوي ان شاء الله . وأضاف : وأقيمت الورشة مرتكزة على محاور ستة زراعية وإعلامية واقتصادية ونفسية واجتماعية وتكنولوجية وتم استقطاب أمهر الأساتذة المتخصصين في تلك المجالات وقدموا أداء علمياً أمتع كافة الحضور .

المعقب الرئيس
من جانبها أثنت وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق في السودان ورئيس الورشة العلمية ، أثنت على حسن تلقي مركز لندن لفكرة الورشة عن ثقافة التنوع وتطويرها وبلورتها وجمع هذه النخب العلمية في بوتقة علمية واحدة ، كما دعت إلى ورشة جديدة للتدريب على سبل إدارة التنوع .
وقالت في تعقيبها الأخير على محاضرات الورشة : نعلم ان ثلاث أرباع الصراعات الكبرى حول العالم ذات أبعاد ثقافية ونعلم أن قضية التنوع الثقافي ودوره الحيوى المهم ما تعد مصدر قوة في العالم المعاصر بحسب ما ورد في كلمة سمو الأميرة راعية الورشة . وأشير إلى مقولة سابقة لرئيس وزراء البوسنة عام 1996 ، ذكر فيها أن التقاء الثقافات كالزلزال يجمعه طبقات تلتقي مع بعضها البعض رغم أنها ليست من ذات الخلفية الجيولوجية نفسها وقال ان التعددية ميزة وهي دواء للعالم المعاصر ، وعليه يجب أن نجعل من هذا التباين تلاقي ثقافي في عالم تتجاذبه مشكلات عقائدية وحزبية وطائفية خاصة في الوطن العربي والعالم الإسلامي . وقد أشار بروف الوزان في محاضرته إلى تخصيص الأمم المتحدة ليوم 21 مايو يوماً عالمياً للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية ، ونعلم أن الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة عام 2015 كلها تتم داخل هذا التنوع الثقافي ونحن ملزمون في العالم العربي والإسلامي بجسر هذه الهوة الموجودة داخل بلداننا نبدأ بأوطاننا الصغيرة ثم نلجأ إلى جسر الهوة بين الأقطاب بعضها البعض .
وأفادت صغيرون أن التنوع يساعد على النجاة من أزمات عديدة مثل نقص الطاقة – احتباس حراري ، أزمات كثيرة أخرى يعاني منها العالم يساعد التنوع الثقافي على تخطيها ، تنوع المنتجات وما نجه في الأسواق – تنوع في بيئة العمل من أهم أدوات التنوع كما أن إدارة هذا التنوع هو قمة التحديات في السبيل إلى حلحلة لتلك الأزمات العالمية .
يجب أن تتكيف وتتهيأ المهارات الإدارية لاستيعاب اية بيئات عمل متعددة الثقافات ، يجب أن نفهم ونقر التباين فيما بين الناس فيما يتعلق بالدين بالعمر بالطبقة بالجنس بالقدرات الجسدية والعقلية ، يجب أن نتذكر أصحاب الاحتياجات الخاصة حتى نستطيع العيش الآمن ، ومن خلال تفهمنا وتقديرنا لذلك يظهر مفهوم الادماج والشمول لأن هذا يقود إلى عوالم مالية أفضل وغلى مزيد من الابتكارات واستقطاب للمهارات وأداء افضل وانتاجية أغزر . ودعت الى ورشة علمية جديدة للتدريب على إدارة التنوع ما يؤدي إلى الادماج الذي يؤدي في النهاية الى التماسك الاجتماعي .
وأضافت صغيرون : بشأن المحاضرة الزراعية وحديث علمي ثري من بروف رمضان حول تقلبات المناخ وهو أحد أهم الموضوعات التي تبنتها الأمم المتحدة نظراً لضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي والتنوع الغذائي المتوافق مع تقلبات المناخ . لا يجب ان نظل نفكر داخل الصندوق منتظرين الحكومات للقيام بالأعمال ، فدور ريادة الاعمال مهم وهناك منظمات ترعى ريادة الأعمال بالنسبة للطلاب في مجال الزراعة وتدعمها مؤسسات عالمية ضخمة لمساعدة وتدريب الطلاب على ثقافة ريادة الأعمال وهناك نماذج فريدة في إفريقية في هذا المنحى ودربت الطلاب قبل التخرج واصبح لديهم ثقافة لإقناع المزارعين بتطوير التنوع الزراعي عبر التقنيات الحديثة . وذكرا المشاركة سارة العازمي قضية المعاهد الزراعية وهي أحد الأمور المهمة أيضاً في هذا الصدد ، كما من الأهمية بمكان التعليق على موضع مهم اخر ذكره بروف يعرب الدوري في محاضرته وهو التدريب على هندسة المواد والتكنولوجيا ، وكيف يمكن أن يساهم التنوع الثقافي في تنمية المجتمع بحسب ما ورد في محاضرة د أسماء سراج بالمحور النفسي لثقافة التنوع وهو أحد أسباب قوة المجتمعات وأداة رئيسة لنهضتها مثل ما حدث في المجتمعات الأوربية رغم أنها كانت قوميات متعددة . وكما ذكرت د أسماء يأتي التعليم لشكل أحد المهام الرئيسة لثقافة التنوع ولدينا بالسودان ليس من تنوع ديني فقط وانما تنوع قبلي وبيئي كما يجب أن يكون هناك تنوع على الصعد المختلفة الأخرى مثل الجغرافيا والمشاهد الطبيعية الكثيرة بالسودان . وكما ورد في محاضرة د علا الزيات حول الموروث الثقافي والموروث البيولوجي وهو يلقي الضوء على العلاقة القوية التي أصبحت موجودة الان ما بين الطب والعلوم الاجتماعية ، ما ذكرته الان فقط انتبه له الأطباء الان اصبح هناك اهتمامات أكثر للعلوم الاجتماعية فلم يعد مقتصراً على اهتمامات الطب فقط لأهمية ذلك في تعامل المجتمعات المختلفة مع الأمراض الناجمة عن ذلك . وكما ذكر بروف الوزان نحتاج الى توسيع الافاق وتطوير الذات لاسيما اشارته الى قضية الوطنية وأحييه على تناولها في محاضرته . وحول محاضرة بروف أسامة السعيد قالت صغيرون : كانت غنية بالمعارف والاقتصاد هو رأس الرمح في احداث التنمية المجتمعية على صعيد ثقافة التنوع وغيرها لاسيما وقد تناول محاور مهمة مثل الحديث عن الصناديق السيادية وأهميتها القصوى في التنويع الاقتصادي .
وجاءت محاضرات الورشة العلمية في التخصصات الستة على النحو التالي: –

المحور الزراعي
أ.د عبد الرؤوف رمضان ومحاضرة بعنوان تنمية المجتمعات زراعياً جاء فيها : التنمية هي عنصر أساسي للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي، وهي عملية تطور شامل أو جزئي مستمر وتتخذ أشكالاً مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني إلى الرفاه والاستقرار والتطور بما يتوافق مع احتياجاته وإمكانياته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وتعتبر وسيلة الإنسان وغايته.
التنمية الزراعية : هي التي تسهم في تعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتحسين القدرة على تحمل تغيّر المناخ، وضمان التكافؤ والمسؤولية الاجتماعية في قطاع الزراعة وعلى مستوى النظم الغذائية لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير التغذية للجميع، في الحاضر وفي المستقبل .
الزراعة الرقمية : هي تلك الزراعة التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبيانات الأنظمة البيئية لدعم تقديم المعلومات والخدمات للمزارعين في الوقت المناسب وتطويرها.
وقال بروف رمضان : معظم الدول النامية ليس لديها قدرة على تعزيز القدرات الزراعية بما يتوائم مع حالات التضخم السكاني الموجودة في غير دولة ، ونعلم أن التنمية لا تتحقق من دون تطور زراعي الذي يحتاج مصدر من انتاج المعرفة الجديدة ولهذا جانبين رئيسيين العلماء الباحثين من ناحية والجهاز التنفيذي من ناحية أخرى . وللأسف لدينا فجوة كبيرة بين نتائج البحوث المليئة بالتنمية وبين القدرة على تعظيم استخدام المواد ، فلا تتمكن الدول من إيصال نتائج الأبحاث العلمية إلى المزارعين البسطاء الذين يسيرون بطرق تقليدية موروثة ، فلا يتمكن جهاز الارشاد الزراعي من سد هذه الفجوة ، كما أن جفاف معظم دول المنطقة والافتقار المائي يقلل من الموارد الذاتية نحو عمل تعظيم للاستفادة من المياه المتاحة رغم حاجتنا لتحسين القدرات الزراعية لتلبية متطلبات التضخم السكاني .

المحور التكنولوجي
الأستاذ الدكتور يعرب قحطان الدُّوري : محاضرة بعنوان التكنولوجيا لتعزيز الاستدامة جاء فيها : يبحث الإنسان بشكل دائم عما يرضي رغباته خصوصاً ما هو جديد وحديث ومنها الاستدامة لتهيئة بيئة حضرية أفضل وذات جدوى اقتصادية وتطور اجتماعي مريح من خلال خلق توازن بيئي عام ضمن علاقة صحيحة بين الطبيعة من جهة وما تقترفه يد الإنسان من جهة أخرى دون التأثير السلبي على الإنسان ومحيطه. حيث تجلب التكنولوجيا تحديات وفرصاً مبتكرة للاستدامة. ففي القرن الحادي والعشرين، أتت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوتات والحوسبة بجوانب إيجابية للاستدامة. حيث تبرز قدرة التكنولوجيا على تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، متمثلاً بتطور الثورة الصناعية الرابعة من خلال زيادة القدرة على توليد البيانات والتقاطها ونقلها إنترنت الأشياء والأجهزة المتصلة بها بما ستكون سمة مهمة للاستدامة. إضافة إلى أتمتة العمليات الآلية والتي تلعب دوراً هاماً في تحسين الإنتاج وتقليل المنتج التالف أو المهدور. كل هذه تتصدى للتحديات البيئية لتوفير إمكانات تكنولوجية حقيقية لمواجهة تحديات الاستدامة. لابد من توافق شمولي بين عواقب استخدام التكنولوجيا والحفاظ على البيئة لتحقيق الاستدامة ، إن التقدم المذهل في التقنيات الحديثة يضاعف مخاوف الاستدامة ويساهم في زيادة معدلات الاستهلاك مؤديا الى نضوب الموارد الطبيعية ونقصانها ، لكن من جانب إيجابي اخر يمكن للتكنولوجيا حل تلك الإشكاليات البيئية ، ففي القرن الواحد والعشرون جاء الذكاء الاصطناعي مثلا ليكون طوق نجاة كجانب إيجابي للاستدامة . تعتبر الطاقة المتجددة ومنها الطاقة الشمسية الأقل تكلفة والأسهل نظراً للآثار الإيجابية لها على ما يقرب من مليار شخص على وجه الأرض .

المحور النفسي
د. أسماء سراج الدين فتح الرحمن أحمد – جامعة الخرطوم- كلية الآداب- قسم علم النفس – المحاضرة بعنوان : ” التنوع الثقافي وتشكيل الهوية النفسية ” جاء في ملخصها أن ماهية الثقافة: من أكثر المفاهيم إثارة الجدل وهي سبباً ونتيجة للسلوك الإنساني أوجدها الإنسان وأصبحت المحدد والمحرك لسلوكه . بحسب هوتشيون الثقافة لا تعني مجرد أشياء مادية أو مجردة بل سياق ونسق تطور ونمو , ضمن عملية معرفية إنسانية تتحقق داخل الفكر البشري وخارجه في نفس الوقت . ماهية الهوية : هي تنظيم متكامل من معطيات وأدوات مادية ونفسية واجتماعية تشمل خاصية: الاحساس بالهوية والشعور بها, تتميز بالتناغم والاستمرار والكلية والتمايز في نفس الآن . ماهية الهوية النفسية : كل مترابط من الخبرات والتجارب القائمة على البني الاجتماعية والثقافية التي يتعرض لها الفرد والتي تكون ذاته وشخصيته وميوله واتجاهاته الفردية وذاته وشخصيته الاجتماعية . إريك أريكسون والتطور النفسي الاجتماعي . مفهوم الأنا والهوية النفسية: قدرة الفرد على إدراك ذاته والاحساس بالتوافق، والاستقلالية مستصحباً في ذلك معتقداته وميوله ومشاعره وتساؤله الدائم عن كينونة نفسه ومن يكون وماذا يريد.. يعني باختصار سؤاله من أنا؟
وأضافت د. أسماء سراج : الحاجة للانتماء والهوية النفسية هي حاجة عدم اشباعها يخلق اضطراباً في تكوين الشخصية وربما يقود إلى اضطرابات نفسية واجتماعية.. بينما الثقافة التي توفر له فرصة إشباع هذه الحاجة وتتيح للفرد فرصة الاحساس بالانتماء لثقافته من خلال قنوات متعددة مثل الوطن، الدين، المعتقد، الأسرة تمنحه فرصة أكبر للسواء النفسي وتجنبه احتمالية اضطراب الهوية النفسية أو الاغتراب النفسي او الاغتراب الاجتماعي. فهي توفر له جماعات مرجعية تضبط سلوكه، وتشكل حاكمية لهذا السلوك.
وتابعت : التنوع الثقافي وتشكيل الهوية النفسية:هل تعدد الثقافات التي يعيش فيها الفرد من الممكن أن تؤثر سلباً على الهوية النفسية؟ للإجابة على هذا السؤال يتضمن عدداً من الاعتبارات؛ أولها شكل هذه الثقافات ومدى تشابهها وتشابه أدواتها، والقيم السائدة فيها والمعايير، والأنظمة الاجتماعية، بل حتى النظام السياسي القائم. (الثراء الثقافي) مثلا القيم السائدة نحو الآخر ودرجة قبوله وقبول الاختلاف من حيث هو. والاتجاهات التعصبية. كذا أساليب التنشئة الاجتماعية في تلك الثقافة من خلال مؤسساتها المختلفة.

وختمت المحاضرة النفسية الثقافية الاهتمام الآن ينصب في كيفية الاستثمار في الأفراد أو ما يسمى رأس المال البشري. هذا يعني ارتكاز فكرة الاستثمار في الإنسان. وفكرة التطور الإنساني والثقافي يتطلب مواصفات مطلوبة لهذا الإنسان. لعل أهمها الكفاية أو الكفاء الذاتية او فاعلية الأنا. هذه الفاعلية تستند على متطلبات يجب استيفاءها، لعل أهمها ان تتكون هويته تكوناً متماسكاً.

المحور الإعلامي
أ.د عبد الكريم عبد الجليل الوزان عميد كلية الإعلام في جامعة منيسوتا : علاقة ثقافة التنوع بالمناحي الإعلامية وجاء في ملخص محاضرته ما يلي :-
الإعلام هو المرآة العاكسة للشعوب والتعبير الموضوعي لاتجاهات وميول الجماهير أما الثقافة فهي المعارف والخصائص المتعلقة بجامعة معينة وتشتمل على عادات اجتماعية وفنون ولغة والدين وغيرها من الأنماط المشتركة من السلوكيات المشتركة لذلك الثقافة تعبر عن هوية المجموعة. ان التنوع الثقافي هو مجموعة من المعتقدات والسلوكيات التي يهدف وجودها للاعتراف بكل الاطياف البشرية ضمن مجتمع يفترض ان يكون متوازن مع الاخذ باعتبارات الاختلافات الثقافية والاجتماعية اذن هو احترام الثقافات المختلفة والإقرار بوجود تنوع ثقافي غزير وان نعترف يتنوع والحفاظ على عادات وثوابت كل بلد على حده .
وأكد أن الاعلام ضلع أساسي في إحداث التنوع الثقافي لكونه العين والاشارة والرسائل الاتصالية بين الشعوب لكن مع ضرورة وجود خطاب اعلامي رصين وقائم بالاتصال محايد يستخدم الرقمنة متفاعل مع الجمهور وبالتالي رجع صدى إيجابي فيحدث تنوع ثقافي في جود عوامل إعلامية مفعلة وفعالة .
وأوضح أن أهمية الإعلام في إحداث التنوع الثقافي تنبع من كونه موجود منذ بدء الخليقة ويتألف من الرسالة الاتصالية والقائم بها والمتلقي ورجع الصدى تلك عوامل أربعة تتمثل في قول الله تعالى لآدم وحواء : لا تقربا هذه الشجرة
وتابع : إن الاعلام وتوعية الجمهور مهمين في تنوع الثقافات واختيار اللغة الملائمة للتواصل مع أهمية العامل الاقتصادي أيضاً ، كل ذلك تحت مظلة السلام لبلوغ التنوع الثقافي ووحدة القرار السياسي . كما أن هناك فوائد للتنوع الثقافي تكمن في مجال التنمية لاسيما لحس الابداع والإنتاج وتحديث الأفكار وفي تحسين جوانبها الاقتصادية والحركة التجارية فيخلق تنافس بين الجميع ثم رفع الإنتاجية وتحسين الأداء .
وختم بروف الوزان محاضرته بضرورة استيعاب تنوع الثقافات للوصول الى أعلى الدرجات في الانصهار معاً في سلام وليس على حساب الثوابت والعادات والتقاليد لكل بلد .

المحور الاقتصادي :
محاضرة بعنوان ” التنويع الاقتصادي كخيار استراتيجي لتحقيق اهداف التنمية المستدامة 2023 – الأستاذ الدكتور أسامه سعيد عبد الصادق أستاذ التكاليف والمحاسبة الإدارية ) جامعة بني سويف (سابقا –وعميد كلية التجارة
إن تنويع القاعدة الإنتاجية يعد من أهم الأهداف الاقتصادية لاستراتيجية التنمية التي اعتمدتها الدول النفطية لضمان تحقيق الاستقرار الاقتصادي ورفع معدلات النمو الاقتصادي لذا حدثت جلسات عصف ذهن بين الاقتصاديين حول سياسة التنويع الاقتصادي ومدى أهميتها فقادت الى تعدد تعاريف التنوع الاقتصادي .

وعرف التنوع الاقتصادي على أنه عملية إحداث تغيرات هيكلية في البنية الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الإنتاجية التي ترافق النمو الكمي بهدف تحقيق الرفاهية أو تنويع مصادر الدخل عن طريق تبني أسلوب متوازن للتنمية الاقتصادية قائم على التكامل المدروس بين القطاعات والأنشطة المختلفة .
وهنا يتضح أن التنويع عبارة عن مجموعة من السياسات التي تهدف إلى إيجاد اقتصاد يعتمد في نموه ودخله على قطاعات متنوعة وبنسب مختلفة ، وهو ما يتطلب بناء قاعدة إنتاجية واسعة وتنويع القطاعات الإنتاجية لبلوغ نوع من الاستقرار النسبي والدائم في مصادر الدخل .
وذكر السعيد أهداف التنوع الاقتصادي قائلاً : رفع معدلات النمو الاقتصادي – تقليل المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد – تقليل المخاطر الناتجة عن انخفاض حصيلة الصادرات – رفع معدلات التبادل التجاري – الاسهام في توليد فرص عمل جديدة – تمكين القطاع الخاص – تعزيز التنمية المستدامة . وذكر د. أسامة أسباب التنويع الاقتصادي : تعديل بنيسة الاقتصاد الوطني من خلال إعطاء دور أكبر للقطاعات الإنتاجية. أما أهداف التنمية المستدامة فهي ثلاث ( اقتصادية مثل نمو- مساواة – كفاءة – فاعلية ) – ( أهداف أيكولوجية مثل وحدة النظام الأيكولوجي – قدرة تحمل انظام البيئي – تنويع بيلوجي – قضايا عالمية ) – ( أهداف اجتماعية مثل التمكين – التطوير المؤسسي – الحراك الاجتماعي – التماسك – الهوية الثقافية )
وأضاف : عن محددات التنويع الاقتصادي ، يرتبط التنويع الاقتصادي بمجموعة من المحددات المهمة التي تلعب دور هام في نجاح عملية التنويع وتتمثل في : حجم الاستثمارات – معدلات النمو الاقتصادي -سياسات التجارة الخارجية – درجة استقرار السياسات الاقتصادية الكلية المطبقة – الإدارة الحكومية الرشيدة – دور القطاع الخاص – درجة استغلال الموارد الطبيعية – تكامل اقتصادي – توافر خدمات أساسية ومساندة مثل التعليم والتدريب والخدمات الصحية .
ثم تناول المحاضر الصناديق السيادية ودورها المهم في إحداث تنويع اقتصادي .

المحور الاجتماعي
أ.د علا عبد المنعم الزيات – أستاذ علم الاجتماع ومحاضرة بعنوان ” البناء الاجتماعي للمعارف الجينية نحو آفاق علم اجتماع الجينوم ” قالت في مستهل المحاضرة : إن القوة هي المعرفة ومن اكتسب المعرفة أكتسب القوة ، إن الحقائق الواردة بشأن السلوك الاجتماعي وثقافة التنوع تؤكد أن تعديل الموروث الاجتماعي أسهل من تعديل الموروث البيولوجي ، في حين يشهد العصر الراهن سعى العلماء نحو تعديل الموروث البيولوجي كأساس لتعديل الموروث الاجتماعي والثقافي ، انطلاقا من الحقيقة القائلة (بأننا كلنا مقلدون وكلنا محافظون نقاوم التغيير) . يقول (بيتر كونراد) (1997) (إن الإفراط في تبسيط دور القضايا الاجتماعية في علم الوراثة عملية معقدة للغاية وأن هناك إستراتيجية للحفاظ على هيمنة بعض المهن على نتائج علم الوراثة الجديدة من آخرون خارج دائرة العلم ، وتلك محاولة لضمان الهيمنة الفكرية من خلال معارضة اقتحام البحوث الاجتماعية باستمرار لمجال علم الوراثة الجديدة . لذا وجب نشر الفكر كجزء من أعمال التأمين للأبحاث الجينية ولتدعيم الأبحاث الاجتماعية والثقافية ).
وتابعت د علا لازيات : ومن هنا ظهرت الدعوة لوجود دور فعال لعلم الاجتماع في تفسير الظواهر العلمية في مجال الوراثة ، وفي تأسيس علم اجتماع الجينوم . ونظراً لتعقد العلاقة بين الموروث البيولوجي والموروث الاجتماعي نتج ميلاد علم اجتماع الجينوم .
وحول جانب من إنجازات علم الجينوم – (الوراثة الجديدة ) أكد (ناعوم تشومسكي) (أن تقدم شعب من الشعوب يقاس بمدى تفهمه للتطور البيولوجي ) ، ويعد (جيمس واطسون ) الأب الشرعي لمشروع الجينوم البشري، وهو بحق مشروع تاريخي ، لأنه يسجل التاريخ البشري بطريقة جديدة ،عن طريق السلسلة الوراثية للبشر والمعروفة باسم الجينوم البشري . وينطلق هذا المشروع التاريخي الآن من خلال أكبر مؤسسات الأبحاث البيولوجية في التاريخ منذ 2001 . على الرغم من أن رسم خرائط الجينوم البشري عملا تاريخيا ، إلا أنه حمل عدة وجوه للاستعارات الاستفزازية ، ودفع بعض النقاد في الجمعية الأمريكية للإشارة إلى أن الجين البشري أصبح رمزا ثقافيا Cultural Icon ، يمكن استثماره اقتصاديا وسياسيا – الاجتماع والجينوم (الوراثة الجديدة ) ترتبط الآن أهداف العديد من الدراسات السوسيولوجية بالتأصيل لعلم اجتماع الجينوم . ومن باكورة الأعمال السوسيولوجية التى قدمت في هذا الصدد دراسات (بيتر كونراد وجوناثان جاب ) و(نينا هالويل) و(إليزابيث إيتوري ) و(سوزان كوكس ويليام مكيلين ) و(آدم محمد) و(هيلين باسبي ) وهذا يثبت أن لعلم الاجتماع دور رئيس نحو الانتقال بثقافة التنوع لمساحا شاسعة لأفاده البشرية عموماً .