التئمت إرادة كُل من كليةِ التربيةِ الأساسيةِ بجامعة ذي قار بالعراق ومركزِ لندنَ للبحوث والاستشارات الاجتماعية بالمملكة المتحدة، فأقاما المؤتمرُ الدوليُّ المنعونُ بـ: الأبعاد الاجتماعية للتعليم الأساسي بينَ النظريةِ والتطبيق، في الفترة من 18 -19 سبتمبر 2021 على المنصة الافتراضية ZOOM.
كوّن الجانبان لهذا المؤتمر خمسَ لجانٍ، هي: اللجنة العليا واللجنة العلمية واللجنة التحضيرية واللجنة التنسيقية ولجنة الإعلام والتقنية، ضمّت هذه اللجانُ أعضاء ذوي كفاءات عالية من العلماء العرب، عَمِلَتْ بجدٍّ لإنجازِ المهامِ الموكلة إليها. تمّ استكتابُ الباحثين حولَ محاورِ المؤتمر المتمثلة في: المحور الاجتماعي والمحور التربوي والمحور السياسي والمحور الاقتصادي والمحور النفسي، واستقبلت اللجنة العلمية عدداً وافراً من البحوث، وعكفت على فحصها والتدقيق فيها وتحكيمها، وقبِلَتْ منها أفضل (34) بحثاً علمياً رصيناً ، لباحثين من فلسطين والبحرين والجزائر والسودان والأردن ومصر ولندن والعراق والكويت وسوريا.
بدأ المؤتمر بالجِلسةِ الافتتاحية عصر السبت 18 سبتمر، وخاطبها كل من: أ.د.يحيى عبد الرضا عباس رئيس جامعة ذي قار، وأ.د.عبد الباري مايح ماضي رئيس المؤتمر، ود.محمد عبد العزيز مدير عام المؤتمر وممثل مركز لندن للبحوث والاستشارات الاجتماعية.
بعدَ الجلسةِ الافتتاحية ناقش المشاركون في المؤتمر( الباحثون والخبراء والمهتمون…) البحوث العلمية في ستِّ جلساتٍ علميّة، ترأّسها كبارُ العلماءِ العرب.
وقد خَلُصَ المؤتمر إلى توصياتٍ عديدة، بلغت في جملتها أكثر من (100) توصيةً علميّة، صاغتها لجنة منبثقة عن اللجنة العليا للمؤتمر ترأستها أ.د حنان عبيد وأمانة سر د. سعيد موسى . وفيما يلي أبرزُ تلك التوصيات وأهمُّها:
1- ضرورة إدراج الأشغال اليدوية والصناعات الإبداعية ضمن شُعَب التعليم الفنى والاستفادة من الإمكانات المادية من ورش وقاعات التدريب بمدارس التعليم الفنى، والإمكانات البشرية فى تحويل المدارس بعد انتهاء اليوم الدراسي إلى مراكز تدريب للعديد من الصناعات التراثية والتقليدية، بما يدعم تحقيق التنمية.
2- تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في المؤسسات التعليمية لتوفير التطوير للمؤسسات الثقافية، من منطلق المسئولية الاجتماعية نحو المجتمع والبيئة، والتأكيد على المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص عمومًا.
3- تعزيز الدور التربوى للأسرة والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والإعلامية انطلاقاً من مبدأ التنمية المستدامة للطفولة، والعمل على إنجاز خطاب جديد يستوعب المتغيرات التي جاءت بها المعلوماتية؛ ليكون أكثر انفتاحًا وعلمية ومرونة بما يُلبى الحاجات الفعلية المطلوبة لإدارة الوقت بفاعلية في ظل جائحة كوفيد 19 وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعي .
4- ضرورة الاستفادة في مرحلة التعليم الأساسي من مواهب الطلبة في الفنون الجميلة؛ لتنشيط الصناعات البصرية، مثل الرسم والنحت والتصوير بكافة أنواعه؛ لتدريب الطلبة واستثمار شباب الخريجين في مشروعات إبداعية متطورة قائمة على تلك الصناعات، وتعزيز مبادرات الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدى طلبة التعليم الاساسي.
5- ضرورة توجيه الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي للبحث في التراث الحضاري عن القيم الثقافية للحفاظ على الهوية القومية، حتى يتسنى للمبدع ابتكار أعمال فنية خالصة ذات تناسق فنى عالٍ، تمتاز بالأصالة والإبداع.
6- ضرورة التطوير المستمر للخطط والسياسات الثقافية المهتمة ببناء الإنسان، ومراجعتها لضمان جودتها وتلبيتها للحاجات الثقافية وبناء الإنسان، وتحقيق أهداف تلك الخطط.
7- ضرورة ربط المؤسسات التربوية مع المؤسسات التعليمية الثقافية لتحفيز الطلبة المبدعين في مجالات الإبداع المختلفة بمشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بالتكامل مع مؤسسات التعليم والإعلام والتنمية المحلية وغيرها؛ للنهوض بالمجتمع نحو تنمية ثقافية مستدامة.
8- ضرورة تطوير مؤشر مركب لقياس بناء الإنسان في مرحلة التعليم الأساسي وتحقيق الاستدامة فى التنمية الثقافية؛ ليكون أساسًا لتقييم الأداء التنموى فى تعزيز العلاقة بين الثقافة والتنمية للطالب.
9- ضرورة الاهتمام في مرحلة التعليم الأساسي بتنمية روح الولاء والانتماء القومي، وأهمية مواجهة الثقافة العربية للولاءات الضيقة والعصبيات المذهبية عبر مؤسساتها الثقافية.
10- تفعيل الحوار الثقافي البنّاء في مرحلة التعليم الأساسي واحترام الآخر ودعم الثقة بالذات الثقافية العربية، وقدراتها على الإبداع والتجديد، وذلك في ظل تعاظم ثقافة حوار الحضارات، بالإضافة إلى أهمية تعزيز البعد الثقافي في التنمية عبر القارة الأفريقية والمنطقة العربية ككل.
11- ضرورة الاهتمام بالتنوع الثقافي باعتباره مصدر ثراء، وتعزيز مبدأ الوحدة في ظل التنوع، بالإضافة إلى أهمية إدارة التنوع الثقافي في مواجهة التحديات التي تواجه التعليم الأساسي.
12. إعادة النظر في الفلسفة التربوية الحالية واعتماد فلسفة تربوية تستطيع أن تخلق من النشء الجديد إنساناً مفكراً معطاءً مبدعاً متسامحاً من خلال توفير الأجواء الآمنة والمستلزمات اللازمة لتحقيق ذلك.
13. الإفادة من تجارب الدول المتقدمة التي خطت خطوات كبيرة في مجال التعليم، مع الحفاظ على هُويتنا العربية وخصوصيتنا.
14. وضع خطط استراتيجية للاستمرار في التعليم في ظل الظروف الصعبة والطارئة.
15. تكوين لجنة مشتركة من جامعة ذي قار ومركز لندن للبحوث؛ لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر. وقد شرٌفتُ بالمشاركة في المؤتمر عبر عضوية اللجنة التنسيقية.