أقدر لمركز لندن مشروعه الجديد المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي
ثلاثون عالمًا ووزيرً سابقًا التئموا في قاعة الاجتماعات الكبرى لمركز لندن للبحوث على منصته الافتراضية على مدار ثلاث ساعات العاشر من يناير في جلسة أدلوا فيها برؤاهم حول المشروع الجديد للمركز ” المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي ” برئاسة أ.د ناصر الفضلي وإدارة مدير عام المركز د. محمد عبد العزيز.
أكد رئيس مركز لندن للبحوث أ.د ناصر الفضلي في مستهل كلمته من دولة الامارات العربية أن المنظمة أنهت إجراءات التراخيص اللازمة في غرفة التجارة بلندن لتسير بشكل رسمي ممنهج وأن المرحلة الثانية ستشهد التواصل مع الأعضاء المحتملون لتشكيل هيئات المنظمة واللجنة التأسيسية ومن ثم بدء تكوين فرق العمل البحثية ، مشيرًا إلى أن علماء الأمة لابد يكون لهم دور حيوي وعملي ملموس نحو تخطي التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية .
من جانبه قال سفير حقوق الانسان الدولي من المملكة الأردنية أ. أمجد شموط : نثمن لقيادات مركز لندن جهودهم الاستثنائية وعمقهم العروبي الأصيل والسعي لتطوير المجتمعات العربية والنهضة لن تكون إلا من خلال البحث العلمي ، لتعزيز قيم النهوض بالأمة العربية ، مشيرًا إلى الأمل بولادة منظمة فتية في ظل حاجة منطقتنا العربية لتعزيز دور التقنيات المعرفية والرقمية ومشاريع الطاقة الذكاء الاصطناعي ، لدينا موارد بشرية وعلمية كافية لاسيما في بلاد المهجر في حين يستثمر الغرب العقول العربية ويحقق الكثير من الوان التقدم على كافة الأصعدة لاسيما الصناعية منها فضلًا عن انفاقهم أرقامًا فلكية على البحث العلمي لإيمانهم أنه الأساس الواضح لنهضتهم ، فما أحوجنا نحن العرب إلى الاستثمار في البحث العلمي النوعي والمرتبط باحتياجات السوق في المنطقة العربية ومن هنا تأتي أهمية المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي الفكرة الرائدة التي قدمها لنا مركز لندن ويجب أن يدعمها جميع المعنيون في المنطقة العربية من حكومات وعلماء ورجال أعمال .
وأعرب شموط عن اسفه من تدني الموازنات الداعمة للبحث العلمي العربي سواء في خطط الحكومات أو حتى في الجامعات ، إضافة إلى أن البحث بين أواسط الأكاديميين يستخدم للترقيات فحسب ما يدلل على تصنيفات الجامعات العربية المتواضعة التي لا ترتقي لمستوى التحديات العربية رغم كونها اكثر من مثيلتها بالغرب على الصعيد التنمية الاقتصادية ، لذا نحن أحوج منهم للبحث العلمي واليات استثماره المرتبط بالواقع ومتطلبات السوق .
وتابع : شركاتنا ومؤسساتنا الكبرى في المنطقة لا ينقصها المال ولا خطط النجاح بل الإرادة والتوجه وتنسيق الجهود على صعيد حكومات ومؤسسات علمية لاستثمار البحث العلمي بشكل عملي فعال وهو ما رسمته المنظمة الوليدة في مساراتها ، لذلك أتوقع أنها ستكون فاتحة خير للإعمال الفعلي في الاطار الذي يحقق المصلحة العربية ويضع حلول للإشكاليات في ملفات اجتماعية واقتصادية وتنموية وبيئية ، مشيرًا إلى أننا من دون البحث العلمي سنبقى امة بلا أي تطور قيد انملة ، سنبقى تابعين خلف الركب العالمي ، لابد من استثمار بحث علمي يحاكي المصلحة العربية واحتياجاتنا ليكون لنا استقلال في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلاف ذلك سنظل نعاني القهر واليأس جراء تخلفنا عن الركب العالمي .
واقترح شموط من خلال هذا العمل المؤسسي على صعيد المنطقة العربية بوجود نخب علمية عربية في كافة المجالات أن تباشر المنظمة عملها في اطار التدرج المؤسسي فيتم التركيز على هدف وحيد كل عام ، العام الأول التمويل وبحث كيفية رفع مستواه على الصعيد الحكومي ، بعدها يمكن فتح حوار مع الحكومات العربية لرفع موازنات البحث العلم ، بعدها وفي عام آخر نركز على مد جسور التعاون مع مؤسسات مناظرة و التنسيق مع منظمات أممية مثل اليونسكو وغيرها ، بعد ذلك يمكن أن نتحدث مع العقول العربية في دول المهجر لنستميلهم ونحفزهم على العودة للمنطقة العربية ، كما يمكن التعاون مع اتحاد الجامعات العربية بما له من دور في رفع كفاءة استثمار البحث العلمي .
نماء اقتصادي
من جانبه أوضح مدير عام مركز لندن للبحوث د. محمد عبد العزيز الخياري أن فكرة إنشاء المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي تراوده منذ سنوات وتحديدًا في ظل تردي التعاطي العربي مع الأزمات في أخر عشرة سنوات ومنها أزمة كوفيد 19 وبعدها العديد من الأزمات التي غاب فيها القرار العربي ويعزى ذلك بحسب رأينا إلى تغييب دور البحث العلمي والابتعاد عن استثمار الثروات العربية المتعددة وفي مقدمتها العقول المفكرة التي يستعين الغرب ببعضها فتمثل أدوات لتقدمه في الوقت الذي نتراجع فيه نحن على كافة الأصعدة .
وأضاف : إن أزمة غزة الأخيرة كانت شرارة صاحبت ضرورة اطلاق هذا الحلم القديم لتقوية اللحمة العربية على الصعيد العلمي ويترتب عليه النماء الاقتصادي والاجتماعي ، فشكلنا في مركز لندن فريق عمل لتقوية ذلك المولود الجديد بعمل دراسات مسحية ومدى جدوى إلى أن وصلنا لهذه المرحلة وتجاوب معنا عدد من العلماء والوزراء السابقين والحالين والسفراء ورجال الأعمال .
ولفت عبد العزيز إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد تنظيم مؤتمرًا صحفياً في إحدى الدول العربية للإعلان الرسمي عن كل التفاصيل والرؤى والأهداف للمنظمة الوليدة التي تشكل حلمًا عربيًا سيحدث نقلة كبيرة لتتحول المنطقة العربية إلى كتلة صلبة سيدة قرارها الاقتصادي .
الوزراء والسفراء
وقد بارك اطلاق المنظمة رئيس البرلمان العربي د. عادل العسومي ومستشار رئيس جمهورية جزر القمر الوزير محمد جمل الليل ومستشار رئيس الحكومة في موريتانيا الوزيرة أ.د مكفولة أكاط ، مشيدين بفكرة الاستثمار في البحث العلمي ، في حين أكد ستة من الوزراء العرب السابقين نجاعة المشروع وأهمية بلوغ أهدافه واستعدادهم للإسهام في نجاحه وهم : أ.د انتصار الزين وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالسودان – أ.د نور الدين منى وزير الزراعة في سورية – أ.د وفاء شعلال وزير الثقافة في الجزائر – أ.د جميلة المصلي وزير التعليم في المغرب – م. سحبان محجوب وزير الكهرباء في العراق .
كما أشاد سبعة من العلماء والأكاديميين بالمنطقة العربية وفي بلاد المهجر في تخصصات مختلفة بمشروع المنظمة وطالبوا بضرورة استثمار هذه الانطلاقة لتضامن علمي عربي لطالما تمنوه ، وهم : رئيس الجامعة الأفروأسيوية أ.د عبد الكريم الوزان – أستاذ النانو تكنولوجي أ.د يعرب الدوري من العراق – الأستاذ بالمركز القومي للبحوث بمصر أ.د عبد الرؤوف رمضان – أستاذ الهندسة في جامعة شيفلد أ.د فارس النعيمي – أستاذ العلاقات الدولية في فرنسا أ.د صفاء الحمايدة – أستاذ الإدارة التربوية جامعة القديس يوسف في بيروت أ.د فيولا مخزوم – مدير الشؤون التعليمية بالجامعة الأفروأسيوية أ.د ايدير غنيات . كما أعرب خمسة من السفراء العرب عن سعادتهم بتناول هذه الأفكار المتضمنة في مشروع المنظمة العربية مبدين كامل تأهبهم للمشاركة في حيثياتها لبلوغ أهدافها التنموية ، وهم : رئيس المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية أ.عماد طارق الجنابي – سفيا حقوق الإنسان أ. أمجد شموط من الأردن ود. ادريس نجيم من المغرب والقنصل القمري بالإمارات د. محمد مؤمن ، وأمين عام مجلس اتحاد سيدات الأعمال العرب أ. خيرية دشتي ، – رئيس مؤسسة طريق الرواد أ. أيمن عريقات من الأردن . ومن قيادات مركز لندن شارك سبعة شخصيات هم على الترتيب ، أستاذ التخطيط الاستراتيجي بلندن أ.د حنان صبحي – أستاذ الاتصال بكلية ليوا بالإمارات أ.د عبد الملك الدناني – مدير نظم المعلومات أ. محمد الصوابي من بلجيكا – مدير التدريب أ. سارة كميخ من دولة الكويت ، ومن إدارة التسويق والإعلام بالمركز أ. أحمد حسن – أ. عماد سلامة – أ. اسلام محمد من مصر .
شكل المشاركين في اللقاء التنسيقي حول إطلاق المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي 33 شخصية عربية من 17 دولة ، ثلاثة منها أوربية و 14 عربية جاءت من كل من :- ( مصر – العراق – سورية – الأردن – الجزائر – لبنان – اليمن – الكويت – البحرين – الامارات – جزر القمر – موريتانيا – المغرب – السودان – إنجلترا – فرنسا – بلجيكا ) .