يناقش المؤتمر الدولي “الأبعاد الاجتماعية والنفسية والسياسية للتعليم الأساسي بين النظرية والتطبيق” المنظم من جامعة ذي قار كلية التربية الأساسية -وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعراق ومركز لندن للبحوث،كيف أن نجاح العملية التعليمية يستدعي وعي كل من المعلم والمتعلم بالدور الأساسي والمحوري المناط به للعملية التعليمية ويجب تقيد كلاهما بهذا الدور من أجل تحقيق الاستعداد النفسي للتعليم لدى الطالب ومساعدته على أن يكون منجز بالعملية التعليمية وحريص على التفوق والنجاح وتجاوز العقبات النفسية حتى يكون فرد مستقر نفسياً لديه القدرة على تحقيق أهدافه من خلال توظيف مهاراته وقدراته بشكل سليم بعيداً عن التوتر والقلق. ويتطلب ذلك تكييف كل من المعلم والمتعلم مع البيئة التعليمية الإلكترونية لتغدو جاذبة ومريحة، وذلك عن طريق تقديم تهيئة نفسية حافزة في الحصة المدرسية، وأن يكون دور المعلم موجه ومنظم للمحتوى التعليمي وأن يجعل المتعلم محور عملية التعلم، مراعياً للفروق الفردية لكل طالب.
وعلى المعلم أن يحدد الأهداف المراد تحقيقها بطريقة واضحة ويجعلها في بداية شرحه للمواد الدراسية بحيث تكون الأهداف مراعية للجوانب المعرفية والانفعالية والمهارية والنفسية وأن تكون شاملة وواقعية ويعمل على تشجيع الطلاب بتقوية دافعية المشاركة والتفاعل عن طريق التنويع في استراتيجيات التدريس وطرق التدريس المختلفة كالتعلم التعاوني، والعصف الذهني، والتعلم بالأقران، والتعلم الذاتي، وحل المشكلات، والحوار والمناقشة، والتعلم النشط، واستخدام الوسائل الإلكترونية مستخدماً الوسائل التعليمية المتعددة كالخرائط المفاهيمية، والخرائط الذهنية، والجداول، وتقديم العروض المشوقة وتفعيل مهارات التواصل والاتصال الإيجابية، للاستحواذ على انتباه الطلبة، وتنظيم إجاباتهم وأن يربط المعارف والمعلومات والمهارات والقدرات بالواقع المحيط بالمتعلم، والبيئة الواسعة التي يدور فيها تعلمه واكتسب من خلالها معارفه وأن يستخدم المكافآت، والحوافز وتعزيز التعلم بأشكاله المختلفة، وإشعار المتعلم بقيمته وذلك من أجل تغيير نظرة الطلاب السلبية للعملية التعليمية إلى اتجاهات إيجابية حول الوضع التعليمي الحالي وحول التعليم عن بعد بشكل عام وأن يوظف التكنولوجيا باستخدام وسائل التعليم الحديثة.
ويتضمن المؤتمر خمسة محاور، المحور الاجتماعي و يشمل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وآلية تطويرها في ضوء المناهج الدراسية و العلاقة بين المؤسسة التعليمية والمجتمعات و دراسة التفاوت الاجتماعي بين ما يتعلمه الطلاب في المؤسسات التعليمية والبيئة الاجتماعية كذلك دور المؤسسة التعليمية في نقل وتحليل وتقييم التراث الثقافي وإبراز الدور الإيجابي ومعالجة المثالب.
ويتضمن المحور التربوي دور المؤسسة التعليمية في التركيز على تنمية أساليب المتعلمين والنمو المعرفي و استشراف مستقبل التعليم الأساسي في ظل النظريات التربوية المعاصرة و التعليم الأساسي وسبل غرسه للقيم في المجتمع.
أما المحورالسياسي فيشمل دور المناهج التعليمية والمؤسسة التعليمية في زيادة الوعي عن الواقع العربي المعاصر و دور المؤسسة التعليمية في فهم التعاون الدولي بين المجتمعات المختلفة ودورها في بناء الفكر السياسي، بينما شمل المحور النفسي دور المؤسسة التعليمية في تنمية السلوك ومعالجة الآثار النفسية الناتجة من العزلة المجتمعية بسبب الأوبئة والتأهيل النفسي للمعلم، وشمل المحور الاقتصادي المؤسسات التعليمة ومعالجتها لآثار الحروب والصراعات وترشيد الاستهلاك وإجراء البحوث والدراسات الاقتصادية وتعظيم قيم الإنتاج وترسيخ ثقافة العمل شرف وبعض المهن ليست عيباً .