يشارك في المؤتمر الدولي التاسع تداعيات كوفيد – 19
يشارك الأستاذ الدكتور صالح شافي ساجت – جامعة الأنبار بورقة علمية بعنوان ” انتشار الكورونا بازدياد الفساد ” في المؤتمر الدولي التاسع الذي ينظمه مركز لندن للبحوث والاستشارات بعنوان: (التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس كوفيد – 19) على البرامج الافتراضية في الفترة من 6- 8 يونيو 2020م .
وعدد أهداف ورقته العلمية في النقاط التالية :- يهدف البحث الحالي إلى:
1-تعرف حالات الفساد التي أحدثها الإنسان عبر التاريخ.
2-تعرف الاوبئة والطواعين التي حدثت على البشر في فترات التاريخ.
3-تعرف توجيهات ونصائح وأحكام القرآن الكريم والسنة النبوية اتجاه الفساد والاوبئة.
4-تعرف فساد أنظمة الحكم في بعض بلدان العالم.
وارتأى الدكتور صالح في بحثه أن الله تعالى أنزل الأوبئة والطواعين التي أصابت البشرية بسبب فساد الإنسان وطغيانه وظلمه وابتعاده عن دين الله تعالى وتجاوز حدوده على مر العصور لكي يذيقهم الله تعالى ما عملوه من إفساد. وعندما وصل الفساد لما وصله اليوم ظهر وباء الكورونا كما ظهرت سابقاته ليذل الشعوب والحكومات بلا تفريق بينهم على الرغم من التقدم العلمي والتقني. فهذا الوباء هو عقوبة للمفسدين والظالمين ودعوة للناس كافة كي يتصالحوا ويهتدوا إلى ترك المفاسد وإصلاح مفاسد شأنهم.
وأضاف الباحث : قال الله تعالى{ أيحسب الإنسانُ أن يُترك سدى} إن الانسان في رعاية الله الأبدية من خَلقهِ إلى بعثهِ. لأنه واحد من أعظم اثنين خلقهما الله عز وجل هما الكون والإنسان بقوله تعالى :{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}(فصلت 53) ويتبين لنا من الأيه بقوله تعالى :{أيحسب الانسان أن يترك سدى} فيها تذكير ووعيد للإنسان. فالتذكير بأن يتذكر ما أمره الله من واجبات وفرائض وأعمال وسلوكيات كلها مفردات العبادة لله وحده وبالتالي يحظى برضى الله وينال جزاء ذلك مثوبة عظيمة. والوعيد في الآية لمن يُهمل التذكير ولا يأخذ بأوامر الله ويعمل ما يخالف ذلك فيلقى جزاء ذلك عقوبة شديدة مقابل عصيانه وعدم طاعة الله.
ولمحبة الله للإنسان ولأنه كرمه في البر و البحر وجعله سيداً لمخلوقاته.جاءهذا الوعيد للتوبة والرجوع إلى الصراط المستقيم لما أراد الله له.
وتابع شافي : وقد نقل لنا الأثر أن الله تعالى يبعث كل 100 عام مجدداً كما في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مئة عام من يجدد لها دينها). رواه ابو داود رقم 4281 وصححه السخاوي في “المقاصد الحسنه”149،(والالباني في”السلسله الصحيحه”رقم 599 ).
وكما نقل لنا التدوين البشري أن هناك أوبئة تضرب البشرية جمعاء كل 100 عام تقريباً وعلى وفق تسلسل الأوبئة تاريخياً. فقد ضرب الطاعون العالم عام 1720 والكوليرا عام 1820 والانفلونزا الإسبانية عام 1920 واليوم ينتشر وباء الكورونا عام 2020 .
ومن كل هذا تتجسد غاية الاية {أيحسب الانسان أن يترك سدى} ذلك لأن الله تعالى لن يترك الإنسان ينسى ويترك ما أمره الله عزوجل في دينه ودنياه، بل يذكّره بانحرافه وابتعاده عن طاعة الله في دينه.
فعندما يخطئ الإنسان ويترك ما في دينه فسيبعث الله مصلحاً لتوضيح أخطاء عباده وتصحيحها . وعندما يزداد الإنسان تكبّرا واستعلاءً وظلماً وفساداً ، فهو كمن يتحدى الله عزوجل وعندما يصبح الفساد ظلماً متفشياً في كل مناحي الحياة يقول الله تعالى عنه:{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} (الروم41.) عندها يرسل الله نكبات من كوارث أو أوبئة وطواعين. وهذا هو تهديد الله للناس الآن لفسادهم الذي أضر بالإنسانية جمعاء .وجراء هذا الفساد عانت البشرية من الويلات والقهر والظلم والكفر وسوء الخلق وغياب العدل وأبسط حقوق الحرية .
فأنزل الله هذا الفايروس كورونا جرثومة ضعيفه أذلت أعتى البشر فهو لن يفرق بين الحاكم والمحكوم وبين الغني والفقير ولا بين دعاة الدّين وأعدائه وبين شرقي وغربي وغير ذلك . كما أذل الله تعالى بهذا الفيروس المتكّبرين والطغاة واللاهين بملذات الحياة. واليوم ترى كل مدن العالم خالية مقفرة وحشه وكانت أكثر هذه المدن لاتنام الليل، ساهرة بالمجون والفسق. فاليوم هم محجورون يخافون الموت تناسوا أن الله لو يشاء لقضى عليهم ولو كانوا في بروج مشيدة. ولكن رحمته وسعت كل شئ لأنه سبحانه خلق الانسان ليعبده ويستغفره ويتوب إليه. الآن قد تبين الرشد من الغي فالذي يريد الفرار إلى الله فأبواب رحمته مفتوحه، والذين تأخذهم عزتهم بالغي والتكّبر فمزيداً من الأوبئة. وإن الله برحمته سيزيل هذه الغمة رحمة منه بالناس ولكن سيكون عذابه أشد في القادم إذا ظهر الفساد كما هو الآن أو أكثر لأن الذين يتحدّون الله بالكفر والطغيان وبظلم عباده يقول عنهم{إن الذين يحادّون الله ورسوله أولئك في الأذلين، كتبَ الله لأغلبّن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز}(المجادلة)