أوضحت د.هبة محمد شفيق – مُدرس الصحافة، بقسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب، جامعة عين شمس بمصر إن جائحة كوفيد-19 سبب أساسي في انتشار عولمة الخوف في العالم وتأثير ذلك السلبي المتمثل في تضليل العقل الجمعي. فوسائل التواصل الاجتماعي يمكن اعتبارها سلاح ذو حدين من خلال ما تُحدثه من تأثير في التداعيات الاجتماعية والأخلاقية لكوفيد 19.
وأضافت في تصريح صحافي للمركز الإعلامي الخاص بالمؤتمر الدولي التاسع لمركز لندن ” تداعيات كوفيد 19 الذي تشارك به ببحث علمي بعنوان “كيف قدم الإعلام الرقمي مرضى فيروس كورونا المستجد والعاملين في خدمات الصحة العامة بمصر ” : نبعت فكرة الورقة البحثية من خلال ملاحظة ما تم نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع انتشار جائحة فيروس كورونا، حيث وجدت تناقضات على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي. حيث أُجبر عدد من مرضى فيروس كورونا وكذلك العاملين في خدمات الصحة العامة وبالتحديد مستشفيات العزل على عدم العودة إلى بيوتهم نتيجة خوف أقاربهم أو أصدقائهم وجيرانهم من انتقال العدوى إليهم بالرغم من الشفاء التام أو عدم حمل العدوى من الأساس. كما اتُهم عدد من الأطباء والممرضين والمسعفين بأنهم مصدر انتشار العدوى في الأحياء التي يقطنونها وهذا إدعاء غير حقيقي. ففى الوقت الذي كرمت فيه الدول حول العالم العاملين من مجال الصحة جنود الصف الأول بالمعركة ضد كورونا، نجد أن انخفاض مستوى الوعي لدى بعض المواطنين وخوفهم الزائد والتعبير عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان مصدراًا لتصدير خطابات تحريضية.
وكشفت شفيق عن انتشار عدد من الفيديوهات والمنشورات والتعليقات الإيجابية التي تدعم كل من المرضى والأطباء، من خلال التصفيق والاحتفال بهم، وإهداء الورود، واستقبالهم بالزغاريد، وكلمات الشكر والثناء والتشجيع. لقد قام عدد من أهالي القري بالترحيب والاحتفاء بالمرضى الذين أتموا شفاءهم وبالأطباء والممرضين العائدين من مستشفيات العزل مكان عملهم.
وزادت : فبعد واقعة قرية شبرالبهو بمحافظة الدقهلية يوم 11 أبريل 2020 ورفضهم دفن جثمان د.سونيا عبدالعظيم أحد ضحايا كوفيد-19 وتدخل قوات الأمن، استنكر العديد من المواطنين الواقعة وانتشرت الحملات عبر صفحات الفيسبوك لرفع وعي المواطنين بطرق انتشار العدوى وأن جثمان المتوفي بمرض كورونا لا ينقل العدوى، وكذلك الحملات التي تدعو إلى وقف التنمر على مرضى كورونا.
وحول هدف الورقة البحثية قالت شفيق : هدفت الورقة البحثية إلى اكتشاف ملامح التغير في الأخلاق والسلوكيات بالمجتمع المصري إثر التداعيات الاجتماعية التي ظهرت خلال جائحة فيروس كوفيد-19، وتوضيح دور وسائل الإعلام الرقمية في مواجهة الأفعال المعادية للمجتمع. فقد أجرت الباحثة تحليل محتوى 53 منشور على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك من 15 مارس إلى 20 أبريل 2020، خلال فترة الحجر الصحي وحظر التجول في مصر. والتي يمكن من خلالها رصد مظاهر التكريم والتنمر نحو مرضى كوفيد-19 والعاملين في مستشفيات العزل.
أوضحت النتائج أن المصريين يدعمون العاملين بخدمات الصحة العامة الذين يحاربون الفيروس لحماية وطنهم وشعبهم. كما نُشر التعاطف الإيجابي من خلال الشبكات الاجتماعية ومشاركة الكلمات التحفيزية لدعم كل من العاملين بخدمات الصحة العامة ومرضى فيروس كورونا المستجد. إن زيادة الوعي بالتأثير السلبي للتنمر على الصحة النفسية لمرضى فيروس كورونا المستجد قضية أساسية نظرًا لوجود عدد من محاولات الانتحار لمرضى covid-19 نتيجة لخوفهم من وصمة المرض والنظرة المجتمعية.