يُعدُّ التعليم لُب القضايا التي تَشغل المجتمعات الإنسانية قاطبة مع اختلاف عقائدها وتوجُّهاتها، ولم تكن لكل قضايا القُرآن الكريم العديدة التي نزل بها وحي السماء للنّاس أولوية قبل هذه القضية النّبيلة ، لأنّه النّواة الأساسيّة التي تقوم عليها كل الحضارات العريقة، وتتمركز حوله حياة النّاس جميعاً بكل ما يحمله التّعليم من أبعاد تربويّة وخُلُقيّة واجتماعيّة ونفسيّة واقتصاديّة وسياسيّة. وللمؤتمرات العلميّة أهميّة بالغة من حيثُ حضورها مباشرة أو عن بُعد لقُدرتها على توفير الفُرص الرّائعة للقاء الباحثين والمفكرين وتبادل وتلاقح الأفكار والخبرات العلمية، للحصول على اقتراحات مهمة بخصوص إنجازاتهم البحثية.
وهاهو مركز لندن للبحوث والاستشارات الذي تُوّجت جُهوده الفكريّة بسجل علمي حافل بعشر مؤتمرات دولية سابقة منذ إنشائه بالعاصمة البريطانية لندن عام 2010 ليقدم مؤتمره الدولي الحادي عشر هذا بالتعاون مع كلية التربية الأساسية بجامعة ذي قار في العراق تحت عنوان “ الأبعاد الاجتماعية والنفسية والسياسية للتعليم الأساسي بين النظرية والتطبيق” والذي تتلخّصُ رؤيته في التطلع لوضع قواعد علميّة تُؤسّس لتعليم أساسي يواكب العصر الحديث، وتهدف رسالته إلى وضع أطروحات فكرية جديدة تعمل على تحديد الأبعاد الاجتماعية والنّفسيّة والسياسية للتّعليم الأساسي التي تئنُّ منها المجتمعات في واقعها المعاش؛ وذلك من خلال تقديم وصفات علمية دسمة ودقيقة لمعالجة جملة من المسائل الحيوية التي طرحتها محاور هذا المؤتمر والتي تهم المجتمع العراقي والعربي بشكل عام وفي المجال التّعليمي التربوي بشكل خاص، وذلك بدراسة التفاوت الاجتماعي بين ما يتعلّمه الطلاّب في المؤسّسات التّعليميّة والبيئة الاجتماعيّة، وكذا إبراز دور المؤسّسة التّعليميّة والتّربوية في كيفيّة تعاملها مع المستجدّات والمتغيّرات الاجتماعيّة وانعكاساتها على سُلوك الفرد والمجتمع، وأهميّتها في المحافظة على القيم والمعتقدات السامية للمجتمع ورفض الأفكار الدّخيلة المهدّمة للمبادئ الأخلاقية، وبيان دور الإعلام العربي الإيجابي والبارز في التعامل مع هذه المؤسسات التّعليميّة .
ونسأل الله التوفيق والمزيد من النّجاح والتألّق لهذا المؤتمر الذي لا نشك أبداً أنّه سيكون امتداداً وقُدوة لكل المؤتمرات السّالفة بكل المقاييس التي ألفناها وعوّدنا عليها مركز البحوث والاستشارات الاجتماعية في لندن من حيثُ التنظيم وحيويّة التواصل والتغطية الإعلاميّة الدّقيقة والموثّقة.