تمزارتي بحثت أزمة اللغة في مؤسسات التعليم

on 18 September 2020, 11:18 PM
الدكتورة: فاتحة تمزارتي
الدكتورة: فاتحة تمزارتي

تشارك بمؤتمر لمعالجة ثغرات التعليم في الوطن العربي

بعنوان أزمة اللغة في مؤسسات التعليم تشارك الباحثة الدكتورة: فاتحة تمزارتي الأستاذ المحاضر في جامعة  السلطان مولاي سليمان- المغرب- ، في فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لمركز لندن للبحوث والاستشارات الذي تنظمه مدارس الفجر النموذجية بالقدس  في الفترة من 27 إلى 28 سبتمبر الجاري على منصة ” zoom  ” بعنوان التعليم في الوطن العربي تحديات الحاضر واستشراف المستقبل .

  

وقالت الباحثة : حاولت هذه الورقة تسليط الضوء على الأزمة التي يعيشها التعليم، بشكل عام وتعليم اللغة العربية بشكل خاص، في وطننا العربي. وسعينا من خلالها إلى رصد أسباب ومظاهر هذه الأزمة ؛ فاللغة هي وعاء للثقافة وحاملة لفكر الأمم، ورمز تقدم الحضارات، إنها وسيلة اتصال الأمم. كما تطرقنا فيها لأهم الإشكاليات والتحديات التي تواجه التعليم مع الوقوف على الاختلالات والاعتلالات التي لحقت باللغة العربية وكانت سبب في ضعفها وأزمتها في مؤسساتنا التعليمية. وختمنا الورقة بتقديم بعض المقترحات بغرض حلحلة هذه الأزمة، مع التعريج على التعريف بالمفاهيم  المؤسسة للموضوع .

 

وأضافت تمزارتي  :  يقاس تقدم الأمم وتطورها بأمور عدة منها؛ الصحة و التعليم، والبنية التحتية والحريات، وتعد الدول العربية في مراتب متدنية مقارنة بالدول المتقدمة فيما يخص هذه المجالات الحيوية. فالعالم اليوم يعيش ثورة تعليمية حقيقية جراء أزمة كورونا التي ألزمت البشرية جمعاء البيوت، وأجبرت الناس على متابعة أعمالهم وأشغالهم وتعليمهم وتدريسهم عن بعد.  فانتقلت إثر ذلك المؤسسات التعليمية من التعليم الكلاسيكي / الحضوري إلى التعليم الافتراضي/ التعليم عن بعد.

 

وتابعت : مثلت هذه الأزمة نقطة فارقة في تاريخ التعليم بعالمنا العربي؛ أضرت ببعض أساليب التعليم وباللغة العربية ونفعت في أخرى. إن التعليم في العالم العربي، ولسنوات خلت، اعتمد بشكل كبير على المحاضرات والحفظ، ولم يعتمد بالقدر الكافي على التعليم الرقمي وعلى المشاريع البحثية أو المقالات القائمة على التفكير التحليلي والتي تُظهر إمكانيات الطلاب الذهنية والإبداعية ؛ ولأن الأزمة مست المنظومة التعليمية ككل ومناهجها وطرائق تدريسها؛ لهذا لم تكن اللغة العربية بمنأى عن هذا الطوفان الذي أغرق كل الدول العربية في براتين التخلف والجهل.

 

 وأوضحت   : تأتي هذه الورقة في سياق الكشف عن واقع التعليم في الوطن العربي، والوقوف على أهم الإشكاليات والتحديات التي تواجهه  مع الوقوف على الاختلالات والاعتلالات التي لحقت باللغة العربية، مستندة إلى تساؤلات كثيرة منها: هل تتوفر هذه المؤسسات كلها على رؤى وبرامج وآليات وتقنيات من أجل الرقي بالتعليم ؟ ما الأسباب التي دفعت بتعليمنا العربي إلى الحالة التي يعيشها اليوم؟ وهل الاضطراب اللغوي الذي تعيشه مؤسساتنا التربوية مثل سبباً من هذه الأسباب ؟ وهل أعضاء هيئة التدريس في عالمنا العربي مؤهلون ومستعدون لأداء هذه المهمة؟ وهل كانت بعض مؤسسات ومعاهد التعليم تُخضع أطرها التدريسية لتكوين مستمر من أجل تفادي هذه الأزمة الخانقة التي عصفت بالتعليم العربي منذ أمد بعيد؟

 

وشددت على إن هذه الورقة ستحاول الإجابة عن هذه التساؤلات مع تقديم بعض الحلول والتوصيات التي قد تفيد في الخروج من أزمة التعليم سواء قبل أو بعد جائحة كورونا. ونروم من خلالها المساهمة ولو بالنزر القليل في تعزيز مثل هذه المبادرات التي تسعى إلى إعادة إنتاج تعليم بمواصفات تتساوق ومتطلبات العصر وتحدياته.