تشارك الدكتوره مريم عطية بو زيان ، أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الملك خالد أبها المملكة العربية السعودية، ببحث علمي بعنوان “أثر القواعد المقاصد ية الدالة علي حفظ النفس في التكيف الفقهي لنوازل كورونا ” في المؤتمر الدولي التاسع الذي ينظمه مركز لندن للبحوث والاستشارات بعنوان ” التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس كوفيد_19 علي البرامج الافتراضية في الفترة من ٦ الى ٨ يونيو 2020
و تناولت في هذا البحث القواعد المقاصدية الكلية المتعلّقة بحفظ الأنفس والتي تعدّ أصلاً من أصول الفقه واستنباط الأحكام الشرعية لنازلة كورونا ، وكيف يمكن للمجتهد أن يبني اجتهاداته الفقهية ويكيَّفها على وفقها عند غياب النصّ الشّرعي الصّريح ،لأنّ هذه القواعد مستفادة من مجموع أدلّة شرعيّة عن طريق استقراء جزئيات متعدّدة ، هذه القواعد التي تتعلّق بالمصالح العامّة وموازنتها مع المصالح الخاصّة في الأنفس ، وأيضا الموازنات بين ترتيب الكليات.
وكذلك ضوابط درء مفاسد الأنفس المختلفة على جلب مصالحها ، جعلنا نؤكّد على أنَ قواعد حفظ النفس التي اهتمّ بها الفكر المقاصدي كانت موجّهة أساسا لمصالح الإنسان قبل الأديان وهي تلزم الجميع حكّاماً ومحكومين لحماية كل الأنفس بلا استثناء، وليس المقصود بها أبداً الأنفس المسلمة أو المؤمنة ولكنه حفظ لكل الأنفس سواء مسيحية أو يهودية أو بوذية من غير نظر للجنسيات أو الأعراق ، بل إنّ عصمة الأنفس بنصوص الشّرع وكرامتها الإنسانية ،هو محور عمارة الأرض والاستخلاف فيها كما أظهرت بعض القواعد المقاصدية قيمة وعصمة النّفس الإنسانية مجرّدة دون النّظر لمواصفات المنفعة التي تتعلّق بها وهذا ما يميز الفكر المقاصدي عن التّشريع الوضعي.
كما نوهت لبعض الإرشادات الخاصة بفيروس كورونا، علي رأسها نظافة اليدين والنظافة التنفسية وممارسات الغذاء المأمونة، وعند زيارة أسواق المنتجات الحية في مناطق تشهد حالات عدوي بفيروس كورونا، تجنب اللمس المباشر للحيوانات الحية والسطح التي تلامس تلك الحيوانات.
واختتمت البحث مشيرة إلي أن الترتيب بين الكليات الخمس الضرورية أثبت رجاحة تقديم كلي النفس علي كلي الدين لأن المكلف هو محور الاستخلاف والعبادة فإذا عدم المكلف عدم التكليف.