يشارك بمؤتمر التعليم لتأخذ السينما موقعها وأهميتها داخل الحقل التربوي
بعنوان السينما كوسيط ديداكتيكي للتدريس: الاقتباس السينمائي مثالا” يشارك الباحث أ. محمد الرياحي أستاذ اللغة العربية كلية الاداب والعلوم الإنسانية بالمغرب في فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لمركز لندن للبحوث والاستشارات الذي تنظمه مدارس الفجر النموذجية بالقدس في الفترة من 27 الى 28 سبتمبر الجاري على منصة ” zoom ” بعنوان التعليم في الوطن العربي تحديات الحاضر واستشراف المستقبل قال في مقدمته : لم تعد طرائق التدريس القديمة تجدي نفعًا في عصر الصورة المتحرّكة والتكنولوجيا والتواصل والإعلام، بل صارت مصدرًا ينفِّرُ المتعلِّمين من الدرس عامة ومن درس الأدب خاصة. من أجل ذلك وجب على الفاعل التربوي أن يكيِّف المضامين التعلميَّة مع الوسيط السمعي البصري حتى يضمن مخاطبة متعلميه بما يستوعبوه من لغة عصرهم.
وتابع الرياحي : تأخذ السينما موقعها وأهميتها داخل الحقل التربوي كآليَّة تُمكِّننا من تقديم محتويات علمية وأدبية بطابع سردي، تتحول معها العمليَّة التعليميَّة التعلُّميَّة إلى حلقة للتعلم الممتع، لا سيما أنَّها فن يجمع بين القدرة الإبداعية والتطوُّر التقني التكنولوجي، ممّا يجعلها قادرةً على الإفادة من العلوم الحقة والعلوم الإنسانيَّة والآداب عن طريق الاقتباس السينمائي، وبالتالي تحقيق الأهداف نفسها المسطرة في البرامج الدراسيَّة.
وأضاف :إن تدريس المؤلّف الروائي باستعمال الفيلم المقتبس عنه، يسعفنا في الوقوف على المنظورات الست، لاسيما أنّ الفيلم يحافظ على البناء الحكائي من حيث الأحداث والشخصيات والأفضية، بل وحتى الأبعاد النفسيّة والاجتماعيّة، وأنّ بإمكان المدرِّس توظيف الاقتباس السينمائي كدعامة ديداكتيكية لتقريب المضامين للمتعلِّم وتنمية ذائقته الأدبيّة، إضافة إلى زيادة التحفز لمطالعة المؤلّف الأصلي. أولا: السينما فن سردي، يمكننا الاشتغال عليه لإكساب المتعلم جهازًا مفاهيميًّا ومنهجيًّا لتحليل النصوص السردية وتطبيق المنظورات الستة. – ثانيا: الاقتباس السينمائي هو تحويل للمعنى من حامل لغوي إلى حامل مرئي، وفق قيود وقواعد النسق البصري، لذلك لا بدَّ من أن يتحرَّى الأستاذ في استعماله لهذه الوسيلة الأفلام التي تحترم الحد الأدنى من التحوير في العمل الأصلي. – ثالثا: يقدِّم الفيلم المقتبس وسيلة ديداكتيكية، يمكن للمدرّس توظيفه لتحفيز المتعلّم من أجل الانخراط الفعّال في بناء الدروس عامّة، والأدبيّة على وجه التخصيص؛ لاشتماله على أنماط مختلفة من التعبير، تخاطب أنواعًا مختلفة من الذكاءات، إضافة إلى تقليصه زمن التلقي (القراءة/ العرض) ممّا يضمن تركيزًا أكبر وإلمامًا أفضل بموضوع الدرس. – رابعا: لا نقول بأنّ الفيلم المقتبس يعوِّض العمل الأصلي، وإنّما هو وسيلة لقول الفكرة بطريقة بصريّة. وبالتالي يكون على الأستاذ تعزيز حضور النصّ الأصلي المكتوب كمعيار للمقارنة، الأمر الذي يحقّق جملة من المهارات: كالقراءة والمقارنة والتحليل والتركيب، إضافة إلى تمكّنه من مهارات التعبير اللغوي والبصري…