تشارك بمؤتمر التعليم حول تجديد فلسفة التعليم
بعنوان دواعي ومتطلبات التعليم عن بعد في ضوء تجديد فلسفة التعليم ((الأهداف التربوية والقيم )) تشارك الباحثة المخضرمة أ.د نوال ابراهيم محمد الدليمي أستاذ فلسفة تربية – جامعة بغداد – كلية التربية للبنات في فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لمركز لندن للبحوث والاستشارات الذي تنظمه مدارس الفجر النموذجية بالقدس في الفترة من 27 الى 28 سبتمبر الجاري على منصة ” zoom ” بعنوان التعليم في الوطن العربي تحديات الحاضر واستشراف المستقبل .
تطرح الباحثة عدد من التساؤلات منها :- ما أسباب ومتطلبات التعلم عن بعد؟ وما هي الاتجاهات الجديدة في فلسفة التربية والتعليم (الأهداف والقيم) التي تحقق متطلبات التعلم عن بعد؟
وأوضحت الدليمي أسباب ومتطلبات التعلم عن بعد كضرورة وتحدي كبير حيث فشلت المؤسسات التعليمية العربية في تحقيق متطلبات التعليم النظامي والتدفق الكبير للمعلومات .والحاجة إلى المهارات والأساليب التربوية التي تنشط التعلم الذاتي وتقدم شخصية إيجابية ومؤثرة في عملية اكتساب وإنتاج المعرفة, لذلك يجب أن تحقق أهداف واتجاهات وأساليب التعليم متطلبات التعلم عن بعد وفقًا للقيم و أهداف الفلسفة التربوية وغاياتها المنشودة .
وتابعت : تشير العديد من الدراسات إلى أن مجتمع ما بعد ما بعد الحداثة وما بعد العولمة والمعلوماتية أفرز تصورات جديدة من حيث الشكل والمضمون عن التصورات الراهنة ، فالتوجه يتزايد – وبشكل جذري – من الاكتفاء بثقافة الحد الأدنى ، إلى ثقافة الجودة والإتقان ، ومن الاعتماد على الآخر إلى الاعتماد المتبادل ، ومن اقتصار التنمية على الجوانب الاقتصادية المتعلقة بالنمو إلى التنمية البشرية ، ومن التعصب ضد الثقافات الأخرى إلى الاهتمام بكل الثقافات باعتبار كل ثقافة مصدرا للتعليم والأفكار والإبداعات ، ومن ثقافة البدائل المتعارضة إلى الاختيارات المتعددة والمتكاملة ، ومن التقوقع داخل حدود وهمية طبقا لمفهوم ”الدولة ” و” الأمن” التقليديين إلى تخطى لحواجز الزمان والمكان من خلال القرية الكونية ونظام الفضاء الإلكتروني للمعلومات . وقد أدت هذه التغيرات إلى معطيات جديدة تحتاج إلى فكر ، وخبرات ، وأساليب ، ومهارات نوعية جديدة فى التعامل معها .
وقالت الباحثة : امام متغيرات عصر العولمة وافرازاتها وما بعدها و تطورات ما بعد الحداثة والتغيرات العالمية وانعكاساتها على التربية والتعليم يجب ان تكون فلسفة التربية واقعية النظرة والفهم ومستقبلية في آن واحد تدرك الواقع والمتوقع وتحقيق الهدف التكنولوجي واوعي التكنولوجيا ومحو الامية الابجدية والمعلوماتية والتكنلوجية من أجل التغير في الاتجاهات والافكار والقيم والقناعات بالأشكال التربوية الحديثة . فبات من الضروري والحاجة الى اعادة تنظيم فلسفة التربية العربية لتتلائم مع المعطيات الجديدة , بل من أجل الاستفادة من المعطيات الإيجابية للعولمة والمعلوماتية والتكنلوجية بشكل عام وادراك تأثيرها دون الانجرار إلى مزالقها المعوقة لبناء الإنسان وتأكيد ذاتيته وهويته ودون المساس بمرتكزاتها الاساسية وعروبتها وثقافتها وكيانها الوجودي المستقل . (الخميسي , 2011 : ص 29)
وأضافت : النظام التربوي برمته لا يقوم إلا على أساس فلسفي وإن فلسفة التربية تقوم بالنسبة إليه مقام الروح من الجسد، وللأسف، غالباً ما تجهل المجتمعات العربية الفلسفة التعليمية التي تتبناها الحكومات، وعلى أية الأسس تتم عملية التربية والتعليم وماهي: الأهداف الاستراتيجية من تطبيق هذا النظام التعليمي دون سواه؟ وما هي الوسائل التعليمية التي تتناسب مع القدرات والإمكانات الواجب تنميتها في شخصية المتعلم ، فلا زال نظامنا التربوي العربي تغلب عليه صبغة التبعية والتقليد أكثر مما تبرز فيه صفات الأصالة والانطلاق.