الذكاء الاصطناعي عبارة عن نظام علمي بدأ رسمياً في عام 1956 في كلية دارتموث في الولايات المتحدة الأميركية ، ويعد ثورة في الإعلام الجديد باعتباره داعماً لوسائل الإعلام كافة ومطلباً عصرياً حضارياً لابد منه . فهو ذكاء الآلات والأجهزة الذكية ويعتبر من فروع علم الحاسوب ، و تعول عليه صناعة التكنولوجيا.
ويعرف بأنه: ” سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية ، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها.
من أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. إلاّ أنَّ هذا المصطلح جدلي نظراً لعدم توفر تعريف محدد للذكاء “(1).
وهناك علاقة وطيدة بين الإعلام والذكاء الاصطناعي ، فكلما تطورت التكنولوجيا كلما تطورت تقنيات الإعلام وخبرات القائمين عليه ما يعني سرعة وانسيابية الرسائل الاتصالية بين القائم بالاتصال وبين المتلقي وتحقيق رجع صدى مفيد يساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من كل النواحي بما في ذلك التأثير السريع في الرأي العام و تنشيطه وتحويله إلى رأي عام فعال وبحدود مامخطط له .
و ما نحن فيه ليس ببعيد عن الإعلام الجديد ونعني به الإعلام الرقمي وهو :” مجموعة تكنولوجيات الاتصال الرقمي التي تولدت من التزاوج بين تقنيات الحاسب والأجهزة الذكية (Mobile) والوسائل التقنية للإعلام مثل الطباعة والتصوير الفوتغرافي والصوت والصورة والفيديو”(2).
بالطبع هناك إيجابيات وسلبيات للذكاء الاصطناعي مثل سرعة اتخاذ القرارات وتقليل الخطأ البشري، وتحمل المخاطر التي قد يتلقاها البشر (كتدخل الروبوت في إخراج المصابين من أبنية تحترق) ، والعمل الدائم بدون استراحة ، والسرعة في اتخاذ قرارات أسرع ، وكذلك تخزين البيانات واستردادها بسرعة وبجهود قليلة وأكثر فعالية ، يضاف لذلك عدم التأثر بالظروف البيئية .
أما السلبيات فتتمثل بالكسل الذي يتعود عليه البشر، والتكاليف الباهضة ، وارتفاع نسبة البطالة ( الشركات تقوم باستبدال الموظفين بآلات ) ، ونقص الأفكار الخلاقة لحل المشاكل ، وربما تسبب الإدمان وإضعاف التواصل البشري ، ناهيك عن خلو الذكاء الاصطناعي من العواطف مما يضعف روح الفريق (3) .
ومع كل ماورد ، فإن ثمة مزايا أخرى يحصل عليها الإعلام من الذكاء الاصطناعي ونحن نواكب تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ، فمع أن دور رجل الإعلام سيكون شرفياً فقط ، إلا أنه يساعد القائم بالاتصال على كشف الأخبار الوهمية الزائفة والمبالغ فيها ، ويعينه على التفرغ لتصميم وإعداد رسالته وتحريرها بالشكل الأفضل والأدق وبتركيز عال ، ما يحقق تفاعلية وفهماً وانسجاماً أكثر مع الجمهور المستهدف بشكل عام ، ويوسع التغطية في الصحافة بحيث يوفر الوقت والجهد المبذول.
أخيراً هناك تساؤل : هل سيكون بمقدور الذكاء الاصطناعي أن يحلل ويضع التعليقات ويكتب مقالات الرأي؟!.
:المصادر
1- ذكاء اصطناعي ، ويكيبيديا ، أكتوبر 2018
2- أميمة سيد أحمد ، الإعلام الرقمى تطورات متلاحقة وتواصل بلا حدود ، https://www.sis.gov.eg/Story/135966 ، 3 أبريل 2017
3- حمزة محمد ، إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي ، https://www.rqiim.com/hamza-moh ،11 يونيو 2020