من الغريب أن يتحدث عالم أو يحسب على أنه عالم من علماء الدين عن إنجازاته العلمية ويعدها هي المعيار في بناء الحضارات ، وبناء الذات الإنسانية ويبخس إنجازات الآخرين ، ويعد العلوم التي اكتسبوها وأبدعوا فيها ضرباً من الإنجازات الخيالية الفارغة ، ربما جاءته هذه الفكرة وهو جالس في نزهة ، إنه بعيد عن الواقع ، بعيد عن المجتمع ، الأحلام والآمال التي يعرضها لا تلامس الواقع ، يعيش بين سطور الكلمات ، ربما حصل على فرصة تلقي العلم ، لكن ليس من الضرورة أن يحصل عليها غيره ، ويأتي ليهدم مجتمعات هي أصلاً لا تعيش واقعاً إنسانياً حقيقياً يليق بإنسانية الإنسان التي كرمه الله – عز وجل بها ، قال تعالي: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا الإسراء: ٧٠ ، مهازل العقل البشري تتجذر فينا ، لماذا لا نكون أكثر عقلانية ونترك الجانب الروحي لروح الإنسان ، وعندما نسأله عن تعريف العقل يتجاهل السؤال ، ويتظاهر بأنه المصلح وصاحب الدعوة إلى الله وحامل لواءها ، لم يبخس الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) جهود الآخرين ، فالكلمة الطيبة عنده صدقة يحصل العابد على أجرها ، فما بالنا بالأعمال الكبيرة ، على من يدعي العلم بالله أن ينزل ويمتزج بالمجتمع يجالس الفقير ، ويمسح رأس اليتيم ، أن يكون له من الأحباب الكثير ، لا أن ينزوي وينظر إلى مجتمعه نظرة دونية من بعيد ، العلم سلوك وأخلاق عملية لا نظرية فقط تقال هنا وهناك في وسائل التواصل الاجتماعي ، ويبقى السؤال … متى تحل عقدنا ؟ متى نكون مؤثرين بالآخرين أكثر من كوننا نبتعد عنهم ، متى نبني أوطاناً تحترم خصوصيات الإنسان وتؤثر فيه رقياً وحضارة ؟ انتشر فينا وباء قاتل كثر على ألسنة الناس تداوله وهم يسلكونه إنه ( النفاق الاجتماعي ) فكرة الازدواجية في تقمص شخصيتين سلوكاً حياتياً ، وأصبحت ثنائية الغيبة والنميمة تجري في عروقنا ، ويبقى السؤال .. متى نصحو ونعمل على بناء أوطاننا بناءً حضارياً يليق بنا بعيداً عن الأمراض المزمنة ؟ .