أدت الأزمات العالمية من صراعات وحروب وانتشار للأوبئة، إلى ارتباك الاقتصادى العالمى، وحدوث انكماش اقتصادي، وبدء الاتجاه نحو تغير سلوكيات البشر، والتحول من نهج الحياة التقليدى، وإدراج النهج التكنولوجى، وتأصيل التفاعل الرقىمى، ما خلق تحدى جديد، يتعلق بمدى قدرة ومرونة الدول على التكيف مع مستجدات الرقمنة، وفق ما هو متاح من امكانيات، ووضع استراتجيات وخطط متنوعة، مرتكزة على “الاقتصادى الرقمى” وتتمحور حول الأخذ بآليات ركائز التفيذ، وتعزيز القدرات الرقمية، لتحقيق أهداف التنمية، من خلال اعتماد المنصات الرقمية، فى مجالات الحوكمة، والاقتصاد، والمجتمع، والبنية التحتية، والثقافة.
بالتزامن مع بدء تأهيل العنصر البشرى، لمواكبة عصر الرقمنة، فى المال والأعمال، والصحة والتعليم، وكذلــك دعم تنــوع وســائل الدفــع والتحصيــل الآلى، تحقيقــًا للشــمول والدمــج الرقمــي المالــي، مع تطويــر المؤسســات الحكوميــة ورقمنـة أعمالهـا، بالشراكة مع قطاعــات المجتمــع المدنــي والخــاص والقطــاع العــام، ووضــع الإطــار التشــريعي المُنظــم لعمليــات الاقتصــاد الرقمــي، الذي يشــجع الفرد والمســتثمرين، ويهيـئ بيئـة آمنـة لتبـادل المعلومـات فـي الفضـاء السـيبراني.
ما يعنى أن الاقتصــاد الرقمــي يرتكــز علــى تكنولوجيــا المعلومــات، التــي تشكل محور هذه المنظومــة، فهــو يغطــي كل قطاعــات التكنولوجيــا التقليديــة والإعلام والاتصالات، إلــى القطاعــات الرقميــة الجديــدة، وتشــمل هــذه التجــارة الإكترونيــة، والخدمــات المصرفيــة الرقميــة.
والمتابع يجد أن أهم تطبيقات الاقتصاد الرقمي على أرض الواقع إلى الأن، التجارة الإكترونية Commerce- E، الإعلان عبر الإنترنت Advertising Online ، الدفع الإلكتروني E-Payment، الحوسبة السحابية Computing Cloud ، العملات الافتراضية Currency V، ويرتبط ذلك بعمق تطبيقات الذكاء الاصطناعى وتأثيراته، والتى تعد من أهم أدوات الاقتصاد الرقمى.
خلاصة القول وبعد التعرف على خصائـص وسـمات الاقتصـاد الرقمـي، وأهم تطبيقـاته وأدواتـه والمرتبطة بتقنيات الـذكاء الاصطناعـي، أصبح حتمًا الاهتمام بالبعــد القانونــي والتشــريعي، للوعــي بســن القوانيــن وتعديل السياسات التى تناسب هذا التحول، لخلـق بيئـة تشـريعية داعمـة للتطوير والنمـو، مع تحقـق الحمايـة للمستخدمين، واعادة هيكلة البنيــة التحتيــة الرقميــة، ومراعاة تطويرها بشكل مستمر، لتناسب عصر تكنولوجيــا المعلومــات والاتصالات، ودعـم ريـادة الأعمـال، والخصوصية والشفافية وحقوق الانسان والأمن والسلامة، عند أخذ البيانات وتداولها.