ظاهرة عقوق الوالدين وتعنيفهم من قبل الأبناء تعد الأخطر على المجتمع، لأنها تخالف الشرع والدين وهي بداية للتفكك الأسري وتمزيق الترابط الأجتماعي ، ففي الوقت الذي سجلت فيه دور الرعاية في العراق حالات عديدة من وضع الأبناء لذويهم فيها ، وكما سجلت حالات اعتداء الأبناء على آبائهم .
وتعود الأسباب إلى التفكك الأسري وضعف الجانب الاقتصادي فضلاً عن مواقع التواصل الأجتماعي وتأثيرها السلبي في هذا الشأن ، الأمر الذي أدى إلى إلقاء الوالدين في الشارع أو في دور المسنين ، كما يمكن أن يبتلى الأبناء بأولاد يعاملونهم بنفس الطريقة في المستقبل ،و من أهم أسباب العقوق هو الجهل بالعواقب المترتبة عليه أو الانتقام من قسوة الأهل في تربيتهم ، وقد يكون ذلك بتأثير من زوجة الابن أو زوج الابنة الذين يرفضون تواصل أزواجهم مع آبائهم في حين ينبغي على الأبناء أن يجعلوا آبائهم في موضع العناية فلا يقطعوا صلة الرحم، ويسعوا إلى الحصول على رضاهم قبل أن يفقدوهم فكم من ابن لا يشعر بقيمة والديه في حياتهما ويندم على ذلك بعد وفاتهما.
وقد جاء في القرآن الكريم آيات في وجوب بر الوالدين فقال تعالى :
“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (سورة الأسراء:23).
وقد روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : ” سألت رسول الله صلى عليه وسلم : أي الأعمال أحب الى الله ؟ قال الصلاة على وقتها قلت : ثم أي ؟ قال : بر الوالدين قلت : ثم أي ؟ قال : ثم الجهاد في سبيل الله قال: حدثني بهن ، ولو أستزدته لزادني ” (صحيح مسلم).
إن الوالدين يستحقان الشكر ، ودعاء الأم والأب كنز في الحياة وبعد الممات .