تأبى الحركة الصهيونية إلا أن تقيس قدراتنا وصبرنا على تحمل المذلة والمهانة، وها هما الأمتين العريضتين العربية والإسلامية، ومعهما أحرار العالم -إن بقي أحرار- يسجلون ثباتاً أمام الاعتداءات على القدس الشريف بأعلى درجات اللامبالا، فلا ناصر لكم يامقدسيين إلا الله.. ونعم بالله!!.
وأما نحن فقريباً تمتلئ الوديان أنهراً من دموعنا.
وأما النصر المبين فها هو يتحقق لمن لا يحتاجون إلى الدموع.. إنهم الأبطال المقدسيون الذين وقفوا دفاعاً عن المسجد الأقصى، وعن مسرى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. فقد اختارهم الله تعالى، لهذا الموقف العظيم فقبلوا الإختيار وكانوا على قدر المسؤولية.
نعم.. لقد أخفق المقدسيون من إيقاظ الضمير الإنساني، لأنه قد مات في الغرب منذ خمسة قرون، كما لم يفلح المقدسيون بإيقاظ الأمة من سباتها، الذي طال واستطال فماتت الحمية وضاع الحمى الذي أصبح في خبر كان منصوباً على قبر الأحاسيس.
ويا عجباً.. فحينما سمعت الأمة أن جحافل المستعمرين يطردون ويقهرون المقدسيين من القدس، وقفت صفاً واحداً -تماماً كما في الصلاة. لكنها خلف الأسوار لا خلف الإمام، وللخضوع لا للخشوع واصطفت الأمة راكعة دون قيام ولا تقدم للأمام.
وأما المخلصون من أمتي فذرفوا الدموع، لأجل القدس، وهذا كل ما نملكه يا قدس فاعذرينا.
وقد كان بالأمس معنا سلاح قوي وهو: (انتظار صلاح الدين). ولكن.. للأسف جاءت منه رسالة تقول: (لن يأتيكم صلاح الدين فأنتم لستم رجاله). فضاع سلاح الانتظار بعدم صلاح الانتصار.
واليوم..
أرجوكم أيها المقدسيون لا ترسلوا لنا صور شموخكم فقد أذبتم فينا الأكباد وعرفتمونا قيمة أنفسنا، أرجوكم لا ترسلوا صور بطولاتكم فهناك المطبعون الجدد الذين يظنون أنهم بمفازة من العذاب، وهناك المهرولون مع الصهاينة يقارعونهم الكؤوس..
أرجوكم أيها المقدسيون قولوا لي: أي مدرسة للبطولة أنتم؟. واسمحوا لي أن أهديكم بيتين من الشعر، لعراقي أصيل:
سنُفهم الصخر إن لم يفهم البشر …..
أن الشعوب إذا هبت ستنتصر.
إن قتلتم الثوار جميعهم…..
تمرد الشيخ والعكاز والحجر.
فمن يبلغ سلام الأمة للأبطال المقدسيين؟
فسلام الله عليكم يا صناديد الحق ويا رايات المجد.