من أكون ؟

on 28 September 2021, 08:00 AM
أ.ساره كميخ
أ.ساره كميخ

يجب على كل إنسان أن يبحث عن الجوانب الإيجابية للحياة، وأن يستمتع بحياته كما هي، و يُطَوعها كما يشاء، لأن حياة أي إنسان لا تخلو من الآلام والمتاعب، لذلك توجب عليه أن يجعل الأمل قرين حياته، لا يفارقه أبدا ، فقد يعيش الإنسان بلا بصر، ولكنّه لا يمكن أن يعيش بلا أمل. و الثقة بالله أزكى أمل، والتوكّل عليه أوفى عمل ، أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس فالأمل هو تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلّا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة. فالغروب لا يحول دون شروق جديد.


علّمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينة بيوتها المحبّة وطرقها التسامح والعفو، وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء، وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني، وعلّمتني ألا أندم على شيء، وأن أجعل الأمل مصباحاً يرافقني في كلّ مكان فلولا مرارة القهوة لما استمتعنا بطعم الحلوى، هكذا هي الحياة فلولا مرارة الصعوبات لما استمتعنا بحلاوة الفرح والسرور.


يظل الإنسان في هذه الحياة مثل القلم الرصاص تبريه التجارب، ليكتب بخط أجمل ويكون هكذا حتى يفنى القلم، ولا يبقى له إلا جميل ما كتب، والسفينة أمنة على الشاطئ لكنها ليست من أجل ذلك صنعت، هكذا نحن في بحر الحياة. أيام نعيشها ولا نرجو انتهاءها وأخرى نتمنى نسيانها، وأيام تبدو لنا كأعوام ومواقف تبين لنا الأشخاص هكذا هي الحياة ، ستجبرك على التخلي عن بعض الأشياء مهما بلغ شغفك بها ، فداوي قلبك بالصبر وأخبره أن لا شيء يدوم ، وأعلم من لم يشرب من بحر التجربة يمت عطشاً في صحراء الحياة فالحياة مدرسة أستاذها الزمان ودروسها التجارب  

مر كل منا بلحظات عصيبة، وهذه سنة الحياة، يقول الله تعالى: ” لقد خلقنا الإنسان في كبد” سورة البلد آية” 4″ إلا أنّ التحلي بالإيمان والصبر، هو المخرج الوحيد من كل هموم الحياة “وبشر الصابرين”، فحياة الإنسان ربما تطول أو تقصر، فالزمن المعدود ليس هو مقياس طول عمره، ولكن ما يغرسه الإنسان من حب فيمن حوله يجعل حياته أطول من أقرانه، ويضيف أعمارًا إلى عمره بعد مماته، فالحياة المملوءة بالحب شجرة مثمرة على مر الزمان ،  فإذا فقدت شيئاً تحبه فتذكر أن الأشجار تفقد كل أوراقها في الخريف لتكتسي غيرها في الربيع فالحياة ما هي إلا مراحل ولكل مرحلة حلوها ومرها ، فتعلم أنك عملاق بذاتك وشخصك فلا يهمك أن تكون شخصاً كاملاً بل يكفيك أن تكون شخصاً لا ينافق ولا يخون ولا يجامل ولا يعرف الناس وقت الحاجة فقط.


هناك خسائر وهناك مكاسب وفي النهاية قطار العمر يمضي ، وتتحول الصحة والقوة إلى ضعف ويتلاشى كل شيء ولا يبقى مع الإنسان إلا ضميره وذكرياته، فلا شيء يعدل راحة الضمير وأن تضع رأسك على وسادتك ولم تظلم ولم تقهر أحداً ، لذا اطمئن سيدبرها الله من حيث لا تدري ، ثق بالله وقل يا رب .


في الحياة ستدرك أن هناك دور لكل شخص تقابله البعض سيختبرك …. والبعض سيحبك …. والبعض سيعلمك ، فحياتنا رحلة وليست سباق ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا أقدارنا قد كتبت وأعمارنا قد حددت ورزقنا محسوب وبدقة فلنمضي بالرحلة ونستخلص منها أن السعادة لا تعني أن نبكي أو نحزن بل نرضي بكل أقدارنا ونملك القدرة على التعامل معها والتعايش معها شاكرين راضين حامدين مبتسمين …. فالحمد لله دائماً وأبداً .