شاركت في المؤتمر الدولي للمخطوطات الذي نظمه مركز لندن يومي ٥و٦ مارس ٢٠٢٣ ، ويعتبر هذا المؤتمر على جانب عظيم من الأهمية وقد حاز على مرتبة الشرف في كل مراحله وأعماله ما يُعد كرنفالاً ومحفلاً يشير إلى أن الجهة المنظمة صرحاً علمياً كبيرًا ، استطاعت أن تجذب كافة الجهود لتنصهر في بوتقة واحدة توافقت فيها الخواطر وامتزجت فيها أفكار علماء أجلاء كل منهم أدلى باختصاص اختصاصه ، فكل من أسهم في هذا المؤتمر من العلماء الباحثين يحمل في نفسه وخاطره حماسة لتراثنا المخطوط الذي هو عصارة أفكار مجد الأمة الاسلامية والعربية العريقة ، فكل عبارة كانت من شغاف مشاعرهم وروح الحماسة لتراث تاريخنا المجيد فكانت تلك البحوث دفاعا عن هيبة التاريخ وازدهاره ، وكل حرف دون هو بمثابة تمسك وخشية من اضاعة أمانة قد اؤتمن عليها أحدهم يريد أن يحفظها بكل اخلاص .
وحسناً صنعوا بأن تخيروا بوتقة الحفظ لتكون مركز لندن للبحوث والجامعة الخضراء بتونس وأكاديمية أكريديت بالجزائر وجامعة القران الكريم بالسودان ، فكل باحث خاض تجربة التعامل مع هذه المخطوطات التي هي أرواح ساكنة داخل مجلدات ويكأنهم أعادوا لها الحياة بدؤوب عملهم وإخراجها إلى واقعها وتحويلها إلى متداولات سهلة لا غنى عنها في واقعنا المتعطش لهذه الكنوز.
إن من خاض هذا المحفل العلمي الكبير كأنما دافع عن غيرته وعن تعلقه بماضيه التليد المشرف ، فمن تشرف واعتز ودافع عن تاريخ ماضيه فهو الأحق بأن يحظى بالإجلال والاحترام في حاضره ومستقبله ، فجاءت الانجازات على مستوى رفيع مشرف وكان نتاجاً طبيعياً لمراحل من الاعداد العلمي السليم لهذا المحفل والانجاز من الجنود المجهولة الخفية التي أسست له من اختيار عنوانه الموسوم ودعوت الأكارم المشاركين الذين اجتمعوا فيه من دول حماسية ساهمت في بطولات للدفاع عن أرض بلدانها ، فلهم منا كل الاجلال والثناء وتحية لكل من له بصمة من مؤسسين وقادة المؤتمر الذين أنجزوا هذه اللوحة الفنية المبدعة من الإنجاز العظيم فالكل قائد في اختصاصه ومجاله وخدمته في وطنه الأغر ، وكانت رؤيتنا للمؤتمر أن الجميع كأنهم جنود جاءوا ليدافعوا بكل حب وعزة عن تراثهم ووضع لبنات الحصون في توصياتهم الفذة لإحاطة هذه الكنوز بالأمان وتثبيت أركانها ، فالصدق والنية الحقيقية والخشية على التراث جعل هذا المحفل في قمة الابداع والله المستعان.