ضاعت القضية الفلسطينية منذ عقود بين كواليس التطبيع و التمييع و التضييع.
ضاعت رغم صمود حركات المقاومة اللامحدود …!
فلم تعد لها في القلوب سوى بكاء على الأطلال….
فقد باعتها الدول الإسلامية و العربية في متاجر المصالح و متاهات الخضوع و الخنوع. و ملَّ أحرار العالم من تبني قضية يفرط فيها أصحابها الأصليون
و صدق فينا قول الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان حين قال:
أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه و الحزن
و قعدت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن
ما لم تقم بالعبئ أنت فمن يقوم به إذن
لم تعد القضية الفلسطينية تسكن القلوب كما كانت و لم يعد القادة العرب يحسبون لها حسابها كما كان أسلافهم…!!!
لقد استطاع التخطيط الصهيوني أن يمسح قدسية القضية من مخيلتنا بشكل ممنهج، فلم تعد المظاهرات الشعبية تخرج بحماسها كما كانت و لم يعد المثقفون يتناولون القضية في الإعلام كما كانوا….!!!
بل أصبحت مجرد ” ظاهرة عابرة سرعان ما خبت و سكنت”
فمتى ستحيى القضية الفلسطينة في نفوسنا كما كانت؟
لقد تخلينا عن الأقصى الشريف أولى القبلتين و مسرى سيد المرسلين و أصبح الصهاينة يرتكبون بحق حرمته و بحق أهله ما يشاؤون من إهانة …
و بقي الأقصى و القضية الفلسطينية متروكين لمقدسيين عزل و رجالات مقاومة يحاصرون بالتجويع و الترويع و التشنيع، حتى أصبحنا نصف المقاومة المشروعة بالإرهاب، و نعتبر الصهاينة المحتلين أصحاب حق!!!
لقد ضاعت القضية الفلسطينة و أشْهَرَ الأعداء فوقها سيوفهم قائلين لها من يمنعك منا؟
و لعل لها في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حين علَّق سيفه ونام،فجاء رجل من المُشركين وأخذَ سيفه، وأخرجه من غمده، واستيقظ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال له المشرك: ألا تخافني؟!
فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا!
قال: فمن يمنعك مني؟
قال: الله!
فسقطَ السَّيفُ من يده!!!
فلا مانع للأقصى إلا الله……… معك الله يا أقصى، و سيسقط سيف الصهاية لا محالة …. و لو بعد حين