رسالة أبعثها مليئة بكل الاحترام والتقدير ولو أنني أوتيت كل بلاغة، وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر لما كنت بعد القول إلّا مقصرة ومعترفة بالعجز عن واجب الشكر. أستاذتي الكرام في مؤسسة الحياة المتزنة و كلية اعلام البورك في الدنمارك كل التبجيل والتوقير لكم، لأنكم سمحتم لي بالمشاركة في الصالون الثقافي الثالث والذي كان تحت عنوان (الإعلام بين معاول الهدم وأدوات البناء) .
على هذه الدنيا اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال ، حمداً لله تعالى أننا من الصنف الأول وهو من طلاب العلم ، ولأن النوايا حسنة شاء الله تعالى أن أشارك في الاستماع إلى أهل العلم والمعرفة وذلك من خلال حضوري في الصالون الثقافي الثالث والذي نظمته مؤسسة الحياة المتزنة العالمية بالتعاون مع كلية إعلام البورك في الدنمارك، لقاءً حوارياً تحت عنوان ” الإعلام بين معاول الهدم وأدوات البناء”.
والذي أدار الحوار هو شخص وضع بصمته في كلامه فهو مبدع ، حروفه من ذهب تتلون بألوان العز و الفخر فاكتسبت احتراماً وتقديراً من الجميع هو الدكتور محمد عبد العزيز. خلال يومين متتالين في 25 و26. (ZOOM) وذلك عبر تقنية زووم من شهر كانون الأول للعام 2020 بحضور شخصيات إعلامية وصحفية يمثلون مؤسسات إعلامية وأكاديمية في العالم العربي.
في اللحظات الأولى من اللقاء وانا أنصت بكل مشاعري وجوارحي شعرت وكأن مؤسسة الحياة المتزنة قد نظمت هذا اللقاء من أجلي ، وكأنها تعيش معي وتشاهد معاناتي اليومية من خلال عملي الصحافي في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان ، انا فلسطينية معي الإجازة التعليمية في علم النفس العيادي من الجامعة اللبنانية، والعلاجي الفيزيائي بعد تخرجي منذ حوالي 12 سنة رأيت أحد الصحفيين ينشر خبراً عن المخيمات الفلسطينية بطريقة لم تعجبني ، فقلت في نفسي أنا صاحبة قضية وعندي هدف ورسالة ، فإذا أنا واصفة معاناة شعبي سوف تختلف المعادلة تماماً وتصب في مصلحة شعبي وقضيتي ، اشتغلت على قدراتي واستعنت في اختصاصي علم النفس كي اكون صحفية مميزة في حضوري ونقل الخبر ، لا بل أهم من ذلك بكثير وهو أن اكون حرة وليس مقيدة من أية ترسبات سياسية ، أكتب ما أراه وأصف ما يحدث وأجعل القارئ يشعر وكأنه كان متواجداً ساعة الحدث. ونجحت في هذا كله وذلك بفضل الله تعالى .
عرض عليا أن أعمل في مؤسسات إعلامية مسيسة وبمبلغ مالي كبير ، لكني رفضت ، رفضت وأنا مقتنعة تمامآ أنه يوجد في عالمنا العربي إعلام حر لا تحكمه أي سياسة.
كان عليا أن أختار اما أن ابيع دماغي إلى السياسيين وأصبح أمة لهم ، أو أن أعمل في موقع لبناني لا أتقاضى منه أي أجر سوى أن أنشر ما هو جميل وإيجابي ومميز داخل مخيمات الشتات ، بكل فخر واعتزاز اخترت الثاني .
لقد تعلمت من أساتذتي الكرام الكثير خلال مشاركتي في الصالون الثقافي الثالث وأخذت بعض الملاحظات من كبار الاعلاميين العرب الذين أعتز وأفتخر بهم .
لقد أكد لي الصالون الثقافي أن وطننا العربي بألف خير ، لأنه اعتبر أن الاعلام هو أداة حماية ودفاع. لا بل هو أداة من أدوات الإصلاح والتغيير في مجتمعنا العربي وبناء الموارد البشرية . الإعلام سلاح فعال ، و لكنه ككل الاسلحة ، سلاح ذو حدين ، لذلك فإنّ للإعلام النّزيه والحياديّ والصادق دور مهم في نشر الوعي بين الناس، وتعريفهم بما يغيب عنهم، إذ إنّ للكلمة قوّة تؤثر بالعقول البشريّة، وتثير العواطف وتجعلهم يتحركون لفعل أمر ما، أو يبنون قرارات على إثرها ، فمخيمات الشتات التي تحتاج إلى اعلام حر ينقل مآسيها تشكر أكاديمية البورك بالدنمارك ومؤسسة الحياة المتزنة لتنظيمهما هذا الملتقى الكبير ذات الأهمية الكبيرة في هذا التوقيت الحساس من عمر المنطقة العربية .