كلمة

on 07 October 2022, 08:00 AM

بقلم:د هدي دياب صالح
بقلم:د هدي دياب صالح

الكلمة بكسر الكاف والكلمة بفتح الكاف اللفظة الواحدة، وعند النحاة: اللفظة الدالة على معنى مفرد بالوضع، سواء كانت حرفاً واحداً أو أكثر، وأيضاً يقصد بها الجملة أو العبارة تامة المعنى، كما في قولهم: “لا إله الإ الله” كلمة التوحيد، وكلمة الله، حكمه وإرادته، وفي التنزيل العزيز“وكلمة الله هي العليا” والكلام المؤلف المطول، مثل قصيدة أو خطبة أو مقال أو رسالة يقصد بها كلمة مثل يقال أن فلان يلقي كلمة أي ترحيب أو توضيح أو أدلى بمعلومات مفيدة أو غير مفيدة وهكذا.

وذكرت الـ “كلمة” في القرآن الكريم ((20 مرة تقريباً وجاءت (نكرة) غير معرفة (بألف ولام) والكلمة النكرة في اللغة العربية تأخذ معان كثيرة، لذلك يلاحظ أنها جاءت في القرآن الكريم بمعان متعددة منها ما يعني (نبي مرسل) برسالة معينة كما في قوله تعالى“فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيي مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين “سورة آل عمران آية (39)، وفي قوله تعالى “وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى أبن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين” سورة آل عمران آية (45)، وفي موضع آخر تعني الاتفاق كما في قوله تعالى“قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بينا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون” سورة آل عمران آية (64)، وفي موضع تعني كلام التوحيد الذي ينادي به الإسلام وكلام الشرك الذي ينادي به أهل الشرك، كما في قوله تعالى“إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تخزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا” سورة التوبة آية (40)، وفي موضع تعني الخطب المؤدية للشرك بالله كما في قوله تعالى“يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خير لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة وما لهم في الآخرة من ولي ولا نصير” سورة التوبة آية (74)، وفي وموضع آخر تعني الكلام المنًزل من الله سبحانه وتعالى على رسوله في كتاب مبين فيه وعد الله الذي لا يخلف الميعاد وختم فيه على كل شئ كما في قوله تعالى“وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون” سورة يونس آية (19)، وكذلك في قوله تعالى“ولقد آتينا موسى الكتاب فأختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وأنهم لفي شك منه مريب” سورة هود آية (110) وأيضاً كما في قوله تعالى“ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى” سورة طه آية (129) وأيضاً قوله تعالى“ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وأنهم لفي شك منه مريب” سورة فصلت آية (45) وأيضا في قوله تعالى “ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وأم الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريبسورة الشورى آية (14) وفي مواضع تعني القسم مثل قوله تعالى “إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملان جنهم من الجنة والناس أجمعين” سورة هود آية (119)، ومنها تعني أن الكلام الطيب مثل المقالة أو القصيدة أو الرسالة أو الاقتراحات التي تقدم في شكل كلام مكتوب أو مسموع أو بأي طريقة له أصل ثابت والكلام الخبيث يجب أن يجتث كما في قوله تعالى “ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماءسورة إبراهيم آية (24) وفي قوله تعالى “ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار” سورة إبراهيم آية (26) وفي مواضع تعنى الإدلال بكلام غير صحيح كما في قوله تعالى “مالهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا” سورة الكهف آية (5) وفي مواضع تعني معنى التضرع الكاذب كما في قوله تعالى “لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون” سورة المؤمنون آية (100)، لذلك أقدم مقالتي المتواضعة هذه لمؤتمر الأعلام الذي سوف يقام خلال الفترة 2022/9/5-4م بالمغرب العربي الذي يقوم على ( كلمة ) وأتمنى أن تتخذ معاني كلماتع فيما يفيد الناس ويعزز الأمن المجتمعي في مجالات الإعلام المكتوب والمقروء والمسموع والخطب والرسائل بالبريد الالكتروني وغيرها.