سلام على من أراد السلام

on 18 November 2023, 08:00 AM
د . أحمد معراج الندوي
د . معراج الندوي

الحرب هي الكارثة بالنسبة للشعوب وأداة لتقويض السلم ولها نتائج كارثية وخيمة على الشعوب، بينما السلام هو قيمة إنسانية وحضارية وبالضد من وحشية الحرب ومشعليها في العالم. السلام هو الخير الذي يعم القلوب والعالم، السلام هو الروح الطيبة التي تحلق بين الناس وتملأ قلوبهم بركة وسعادة، فلا أجمل من السلام، ولا أعظم من محبيه، ليت العالم يدرك قيمة السلام.

السلام هو أمل وبغية الانسان المنشود، بينما الحرب هي خيبة الأمل الكبير والمأساة وبأس المصير، الحرب لعنة ووبال علي البشر، إنها كارثة ونكب، الحرب تحمل في طيأتها الدمار والخراب والموت والهلاك ، بالإضافة، في الحرب ليست خسارة الأرواح والنفوس، لكن الخسارة بالشرخ الذي لن يندمل للبشرية.

 

الحرب حرائق تأتي علي الأخضر واليابس، كما علي الإنسان والحيوان والشجر والحجر، لأنها تعني التشرد والنزوح واللجوء وفقدان القريب والحبيب والصاحب والخليل وكل شخص عزيز أو شيئ ثمين ، بينما السلام هو الربح والمكسب وهو المطمع والطموح الأكبر والأفضل حتي للأعداء .

 

السلام بمفهومه العام هو عدم قيام حرب، فالسلام حالة واقعية ظاهرة، وهي الحالة التي يكون فيها العالم خالياً من الحروب، السلام يعني أكثر من مجرد غياب الحرب والصراع، فهو مفهوم ديناميكي، والحفاظ على السلام يرتبط بدرجة العدالة الاجتماعية وإمكانية البشر في إدراك قوتهم ودفعهم إلى حياة كريمة. فالسلام هو حالة من التوافق الوئام والأمن والاستقرار تسود المجتمع والعالم وتتيح فرصة التطوّر والازدهار للجميع.

 

السلام لا يأتي من مُعالجة حالة وإهمال أخرى، ولا يأتي السلام بالقوة، ولا يأتي السلام بالحرب، لا يأتي الأمن والسلام في العالم إلا بمنهج شامل لمُعالجة أسباب الصراعات النفسية والاجتماعية والسياسية.

 

لقد ثبت لنا التاريخ أن نهاية كل حرب سلام، والسلام في العالم هو الهاجس الأول للبشرية التقدمية الذي يعتبر الخط الفاصل ما بين الخراب والدمار والقتل بالجملة والفردي وبين البناء والتقدم والتطور وتحقيق العدالة القانونية والاجتماعية.

 

سلام نريده أن يكون الحياة بأسرها، نقطة بيضاء نحو الصفاء والحب ، سلام لمنطقة أنهكها التاريخ ونصفها نحن بحرية أعمدتها تعانق فضاء السماء. إن ما هو السلام المطلوب حالياً، هو عالم بلا حرب وبلا خوف، عالم بلا صراعات ونزاعات، هذه المهمة في بناء السلام وفي نشر ثقافة السلام حتى ينعم العالم بالاستقرار والتنمية المستدامة الشاملة.

واليوم نعيش في ظروف قاسية حيث المخاطر كثيرة على المستوى السياسي والاجتماعي، ولا نرى أحدًا يُبادر إلى السلام ويقول تعالوا إلى كلمة «السلام».. والسلام هو نبذ الحروب والصراعات وانزاعات.

 

لا نرى أحدا يقول تعالوا لنضع أساس السلام من جديد.. تعالوا لنجدّد العالم.. تعالوا لنحمي سلامة الناس وأمن العالم السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. تعالوا لنجعل الأرض يسود فيها السلام والأمن والاستقرار.. هل هناك أحد في العالم يبادر إلى السلام ويقول: «تعالوا لنصنع العالم جنة الأرض».؟