دور الإعلام في التصحر والجفاف

on 19 October 2021, 11:05 PM
أ. د عبد الكريم الوزان
أ. د عبد الكريم الوزان

لا يخفى على أحد التأثير الخطير لعاملي التصحر والجفاف  على حياة السكان ونتائج ذلك على أوضاع البيئة والاقتصاد ، وعلى كل مايتعلق بالمجتمع البشري خصوصاً وأنهما لا يقتصران على مكان دون آخر بل هما ظاهرة عالمية.

وتُولي الأمم المتحدة اهتماماً كبيراً لهذه الظاهرة ويتم الاحتفال في يوم 17 حزيران من كل عام باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف ، وتنظم المؤتمرات الدولية  بشأن ذلك ،  تأكيداظ على الأهمية ، وللتذكير بضرورة  استمرار التعاون العالمي.

ويُعرف التصحر بأنه : ”  تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحياة النباتية ، ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم نحو  46 مليون كيلومتر مربع يخص الوطن العربي منها نحو  13 مليون كيلومتر مربع أي 28%  تقريباً من جملة المناطق المتصحرة في العالم. يؤثر التصحر على نسبة الإنتاج النباتي لبعض المزروعات وهذا ينعكس على انتشار الجفاف في العديد من المناطق خصوصاً في الوطن العربي. “(1).

أما الجفاف فهو لا يقل خطورة عن التصحر ، ويقف وراء  تراجع وعجز في مياه التربة وانخفاض في مستوى المياه الجوفية ،  وكذلك يتسبب في رطوبة التربة السطحية حيث يتم توقف الإنبات فيما بعد . وباستطاعتنا تعريف الجفاف  بأنه : ” النقص الحاد الذي تعرفه الموارد المائية بمنطقة معينة و حسب   (gaussen)فإنه يمكن اعتبار المنطقة جافة إذا كانت كمية التساقطات أقل من ضعف معدل الحرارة ( P<2t) هذا بالإضافة إلى مدى إمكانية كفاية المياه المتاحة لعمليات الري و متطلبات المدن و غيرها من الاستخدامات(2).

و إزاء هذه  المخاطر وماينجم عنها من زيادة البطالة والهجرة والصراعات وتردي الأوضاع الصحية وغيرها ، كان لابد من قيام  الجهات المعنية في كل أنحاء العالم ومن ضمنها وسائل الإعلام بالتصدي للظاهرتين بكل وسائلها وأساليبها وخبرات القائمين عليها وبمختلف تخصصاتهم للحد من مخاطرهما ، وخاصة في بعض الدول العربية والإسلامية التي تساعد البيئة وأحوال المناخ والظروف السياسية والاقتصادية على حصولهما.

ولقد أوصى الخبراء المعنيون  ب الإعلام بأهمية اضطلاعه بدور مجابهة فعال من خلال القيام بواجبات مدروسة من ضمنها  الآتي   :

1- زيادة  التأثير في المجتمع من خلال إيجاد خطاب إعلامي مدروس يشترك فيه أصحاب الخبرة من المتخصصين في الزراعة والري والتربة والصحة يكون قادراً على الإقناع وتغيير الاتجاهات والتعاون مع السلطات المتخصصة .

2- متابعة وإظهار المؤتمرات والندوات والاتفاقيات بمختلف وسائل الإعلام وخاصة الجماهيرية مثل الراديو والتلفاز تماشياً مع حال السكان الثقافي والاقتصادي وخاصة في المناطق البعيدة عن مراكز المدن والتي تفتقر لمقومات الحضارة من تكنولوجيا ووسائل الاتصال والتواصل .

3- التثقيف وزيادة الوعي حول موضوع التنمية المستدامة باعتبارها نفط دائم  .

4- التركيز على فضح الإرهاب والتطرف والمجهلين والمعتقدات الخاطئة ومخالفة تعليمات الدين الحنيف ، فقد يركن البعض  للخمول والتكاسل باعتبار أن الرزق مقسوم وأنه لامحال من الأقدار ، والتاكيد بأن الله لايحب المؤمن الضعيف .

5- قيام وسائل الإعلام بالتنسيق مع الخطباء ورجال الدين وشيوخ القبائل لتنوير عقول الناس وإحاطتهم علماً بمخاطر عدم تنفيذ تعليمات الجهات المعنية وضرورة بذل كل الجهود للحفاظ على الأرض ومصادر المياه وكل مايتعلق بهدر الثروات .

6- إبراز دور المرأة كأم ومربية وعاملة وفلاحة في إسناد أسرتها والقيام بمشاركتها لهم في الزراعة والسقي وتربية الحيوان والأعمال الأخرى.

7- اهتمام الإعلام بالبحوث العلمية المتعلقة بالحفاظ على الزراعة و الاستخدام الأمثل للمياه ، وتشجيع الباحثين من خلال إبراز دورهم ونتاجاتهم في المجتمع وحث أجهزة الدولة على احتضانهم باعتبار أن الاعلام سلطة رقابية وداعمة في الوقت نفسه .

8- إنتاج برامج إرشادية فنية وأدبية مختلفة ك الأفلام والمسلسلات والأغاني و التي تُظهر اهتمام الفرد كمزارع ومواطن بأرضه للمحافظة على عدم هدر المياه وأهمية جمع مياه الأمطار، وتخصيص برامج إعلامية إذاعية وتلفزيونية تسهم في التعليم البيئي والتوعية في مجال مكافحة التصحر، والتذكير بأن الأرض والمياه هي الوطن والشرف والدين .

9- قيام وسائل الإعلام بالتعاون مع وسائل الإعلام العالمية للاستفادة من تجاربهم في مكافحة التصحر والجفاف ونقلها إلى الجمهور المحلي . وإفهام السكان أن مشكلة التصحر والجفاف عالمية لاتقتصر على بلد بعينه ، ” حيث تقدر الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2045، سيتشرد نحو  135 مليون شخص حول العالم جراء ذلك”(3).

10- الاستغلال الأمثل لشبكة الانترنت وتسخير مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي وبرامج الاتصال التي أصبحت بمتناول الجميع من خلال حيازة  أجهزة الهاتف النقال  بقصد التثقيف والتنبيه بمخاطر هذه الظاهرة البيئية  .

المصادر:

1- تصحر، ويكيبيديا ، 3 مايو 2021
2- الجفاف والتصحر ، https://www.geojamal.com/2013/03/blog-post_5512.html  ، 23 مارس 2013
3- في اليوم العالمي لمكافحة التصحر، الأمم المتحدة تحذر من فقدان 24 مليار طن من الأراضي الخصبة سنوياً ، أخبار الأمم المتحدة ، 17 حزيران/يونيه 2019