The role of digital media in vocational training technology and distance education techniques
يؤدي الإعلام بشقيه التقليدي والجديد دوراً كبيراً في المجتمع و كافة المؤسسات والمنظمات والشركات، وبعد التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات وظهور الحاجة للتحول الرقمي ومنه الإعلام الرقمي أخذ الأخير مساحته الواسعة في مختلف أنواع التكنولوجيا، ومن ذلك تكنولوجيا التدريب المهني وتقنيات التعليم، ومنه التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، حيث إن هناك اختلافاً بين مفهوم التعليم عن بعد ومفهوم التعليم الإلكتروني، فالأول قد يعني تلقي الدروس في المكتبات أو الدور أو أماكن أخرى بشكل حضوري، في حين التعليم الإلكتروني يقصد به أن يكون عبر الشبكة العنكبوتية افتراضياً.
وتكنولوجيا التدريب المهني تهتم بقطاعات واسعة من الطلاب والباحثين والصناعيين، ودعم سوق العمل وإقامة الورش التي تهتم بدورها برفع مستوى الأداء المهني لكل هؤلاء، ورفع قدراتهم العلمية والإنتاجية، ولا بد لكل ذلك من تحقيق تفاعل اجتماعي وتواصل عبر أحدث الوسائل والأساليب الإعلامية، والحال نفسه بالنسبة لتقنيات التعليم عن بعد سواء كان حضورياً أو إلكترونياً، لأن الباحث أو العامل لا يمكن له الاستغناء عن الرجوع للمصادر والمراجع العلمية عبر محركات البحث مثل ( Google )و( Refseek )و( WorldCat) و ( Springer ) و ( Microsoft_ Academic ) و ( Bioline) و(Ethos) ومواقع أخرى، إضافة إلى التواصل مع الأشخاص والمؤسسات ذات العلاقة الحكومية أو الخاصة وكل ماله علاقة بإتمام عملية التعليم بشكل دقيق، وتعد هذه العملية تفاعلية متشابكة ما بين الإعلام وتكنولوجيا التدريب وتقنيات التعليم عن بعد، بل إن الإعلام لا ينفصل عن كل العلوم والأعمال والجهات كافة، وبهذا فإن الإعلام الرقمي يعمل على تفعيل العلوم وإظهارها وإيصالها للمتلقي مهما كان تخصصه وهدفه وطبيعة عمله وبذلك يحقق الناتج الفكري والإعلاني والربحي والاجتماعي .
و الإشكالية هنا في كيفية استخدام الإعلام الرقمي من قبل العاملين وما هي قدراتهم في استخدامه كقائم بالاتصال تجاه المعنيين بتكنولوجيا التدريب المهني وتجاه العاملين والباحثين، وبالنسبة لتقنيات التعليم عن بعد فتتمثل الإشكالية في مدى دقة التعامل مع الإعلام الرقمي من الأساتذة والباحثين وماهو مستوى التفاعل الإيجابي من الجهات المسؤولة عن تقنيات التعليم مع الإعلام الرقمي وتهيئة كل السبل وتسهيلها من أجل رفع المستوى والقدرات بشكل عام .
ومن هنا تبرز لنا أهمية الإعلام والإعلام الرقمي بشكل خاص ودور الأخير في تكنولوجيا التدريب المهني وتقنيات التعليم عن بعد، وضرورة رفع المستوى العلمي والمستوى الإنتاجي ودعم سوق العمل ونفع صناع القرار عبر تخطي الكثير من العوائق والعقبات بتحقيق واستخدام أفضل السبل التفاعلية الإعلامية الحديثة،و بوجود قائم باتصال ذكي وخطاب إعلامي مدروس في ظل أجواء آمنة وظروف اقتصادية مقبولة.
لقد أصبح الإعلام الرقمي مطلباً معاصراً لكل العلوم بعد أن ركز العالم في بداية الألفية الثالثة كثيراً على التحول الرقمي أي تجسيد التكنولوجيا المتعلقة بالجانب الرقمي على كل مجريات المجتمع خدمة له، ودعماً لسوق العمل،ونفعاً لصنّاع القرار، ومن ذلك موضوعنا الذي يتعلق بالاعلام الرقمي : ويقصد به استخدام الإعلام لأحدث وسائل الاتصال وأكثرها تطوراً من القائم بالاتصال بغية تحقيق أهداف المضامين الاتصالية،و وفق خطاب إعلامي معد مسبقاً للحصول على رجع صدى تفاعلي إيجابي سريع.
وهناك الإعلام الرقمي ( الإلكتروني ) و ” يعدُّ هذا التخصص من التخصصات الجديدة، وقد طرح في عدد من الجامعات العالمية في أوروبا وأمريكا وفي عدد من الدول العربية وجاء طرح هذا التخصص لحاجة السوق العالمية والعربية والأردنية لخريجين متخصصين في مجال الإعلام الالكتروني بعد أن أصبح الإعلام الالكتروني هو المسيطر على السوق الإعلامية وبعد تحول العديد من الصحف العالمية من صحف ورقية إلى صحف الكترونية وازدياد الإعتماد على الإعلام الإلكتروني في محطات التلفزة و المحطات الإذاعية بمختلف دول العالم وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي بصورة غير مسبوقة” (1).
ومن وسائل الإعلام الجديد الذي يمتاز بوسائل عالية التقنية ” المحطات التلفزيونية التفاعلية، والتلفزيون الأرضي الرقمي وتلفزيون (الآي بي) وتلفزيون الانترنت والفيديو عند الطلب، والصحافة الإلكترونية، ومنتديات الحوار، المدونات، المواقع الشخصية والمؤسساتية والتجارية، ومواقع الشبكات الإجتماعية، الإذاعات الرقمية، وشبكات المجتمع الإفتراضية، والمجموعات البريدية، الهواتف الجوالة التي تنقل الإذاعات الرقمية، البث التلفزيون التفاعلي، مواقع الانترنت، الموسيقى، المتاجرة بالأسهم، الخرائط الرقمية، مجموعات الرسائل النصية والوسائط المتعددة”.
والإعلام الجديد” مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام التقليدي ، كون الإعلام الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة وقادة إعلاميون، بل أصبح متاحاً لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته(2)،
أما التدريب المهني فيعتبر أساساً فاعلاً للعنصر البشري حيث لا بد من التغيير الدائم وفق أسس التكنولوجيا لإحداث أثر كبير في مستوى التدريب وجودة الإنتاج وغزارته وديمومته، وهو بذلك بحاجة إلى إعلام حديث بكل معانيه من أجل المساعدة في تعريفه ودعمه وتسويق منتجاته.
وبخصوص موضوع التعليم عن بعد (Distance Learning) فقد تم الاهتمام به من قبل المؤسسات العلمية العامة والخاصة باعتباره من طرق التعليم الحديثة نسبياً، وعلينا إدراك الاختلاف بين مصطلح التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد كما بينا آنفا، مع أنهما يشتركان في الأهمية العلمية.
ومن معاني ومفاهيم التعليم عن بعد : وجود المقر التعليمي أو المعلم ، أو بلغة الإعلام، المصدر القائم بالإرسال بمكان معين، والطالب أو المتلقي في مكان آخر ، حيث يتم متابعة مضمون الدروس او الرسائل اعتماداً – بالدرجة الأولى – على الشبكة العنكبوتية من خلال استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الحاسوب الآلي، وعبر برامج تواصل مختلفة ومعروفة، وهناك مفاهيم وتعاريف مختلفة للتعليم عن بعد منها التعليم بالمراسلة أو التعليم المفتوح أو الدراسة المنزلية أو الخارجية أو المستقلة وهكذا.
والحقيقة أن هذا النوع من التعليم ليس حديث العهد كما يتصور البعض ، ” فقد اتخذه المسلمون كوسيلة لتحفيظ القرآن الكريم عن طريق مدارس تحفيظ القرآن وحلقات الكتاتيب حيث كان التلميذ لا يرتبط بالشيخ إلا عند تسميع القرآن فى نهاية حفظه”. وبهذا فان الإعلام متداخل وموجود ضمناً لمجرد الحديث عن تقنيات التعليم عن بعد باعتباره أداة تفاعل وتوصيل وإعلان ودعم معلوماتي .
وفي كل هذا وذاك علينا ألا نغفل عن الجانب الاقتصادي، لأن ترديه يعيق مواكبة التطورات والأحداث سواء للدولة أو الفرد، فكلما كان الاقتصاد متيناً استطاعت الدولة أو الفرد التعرض والاندماج مع بدائل علمية وتقنية و ثقافية مستجدة وذلك عبر وسائل إعلام وخطاب إعلامي مدروس ، وبامتلاك واستخدام وسائل إعلام أكثر تطوراً وتقنية كالإعلام الرقمي .
وإزاء ذلك لا بد من :
1- تدريس مادة الإعلام واعتبارها أحد المقررات في المدارس الثانوية لأهميته والحاجة إليه في كل العلوم والمؤسسات ومفاصل المجتمع كافة .
2- تخصيص مجموعة من المتخصصين للعمل في قطاع الإعلام بعد تدريبهم وتأهيلهم .
3- تجهيز العاملين في قطاع الإعلام بأحدث الأجهزة والمعدات الإعلامية التي تعد وسائل إعلام رقمية.
4- الاهتمام بالجوانب المعيشية والاقتصادية ليكون بمقدور الأفراد من الطلاب والباحثين اقتناء وسائل إعلام متطورة ، وليتسنى لهم تخصيص وقت كاف للتفاعل معها بشكل إيجابي ، وتقبل ما هو جديد.
5- إيلاء أهمية لمقومات الإعلام ومنها رأس المال، والتكنولوجيا من أجل التأثير في المتدرب والمتلقي وفق خطاب إعلامي ممنهج.
6- توحيد وتحديث الخطاب الإعلامي في كل المؤسسات العلمية والتدريبية بما يتناسب مع إمكانيات الطالب والباحث والعامل تحت عنوان( المصلحة العامة ووحدة الوطن ).
7- يتحتم أن يكون العاملين في قطاع الإعلام على دراية ومعرفة بجوانب تكنولوجيا التدريب المهني وما يتعلق بتقنيات التعليم عن بعد ليسهل لهم إعداد وتصميم مضامين رسائلهم الاتصالية .
8- لابد من وجود استقرار أمني ومساحة من الحرية تساعد الأفراد على استخدام وسائل إعلام أكثر تطوراً ليتمكنوا من مواكبة كل ماهو جديد و تقبل علوم وتجارب وثقاقات جديدة .
9- من المهم تكثيف اعتماد الإفادات والدورات الإعلامية والفنية والمشاركة بالمؤتمرات الدولية ذات العلاقة لمواكبة التطورات وتحقيق الفائدة المرجوة من استخدام الإعلام الرقمي .
10- على القائمين بالإعلام التركيز على ضرورة الإعلان عن البحوث والابتكارات العلمية لكل العاملين والباحثين والمشاركين ،ومن لهم علاقة بالتدريب المهني وكل ما يدعم تقنيات التعليم وخاصة التعليم عن بعد.
المراجع
1- الإعلام الرقمي ( الإلكتروني ) ، https://www.asu.edu.jo/ar/Literature/Digital-Media/Pages/Overview.aspx ، 2020
2- إعلام جديد ، ويكيبيديا، 31 أغسطس 2021