دكتورة/ دينا أحمد علي
باحث بمركز بحوث الصحراء
شعبة الدراسات الأقتصادية والأجتماعية
تعد الزراعة واحدة من أهم القطاعات الحيوية في أي دولة من دول العالم، ونموها يعد مؤشرًا مهمًا على تقدم الدولة وتطورها، وذلك لأنّها المعنية بتأمين الطّعام، والاكتفاء الغذائي الذاتي للسكان فيها، ولسنوات طويلة عانى الوطن العربي من مشاكل تراكمية تراجع معها قطاع الزراعة مهددًا القطاعات الأخرى.
فالقطاع الزراعي يواجه في معظم الدول العربية تحديات ومشاكل مختلفة وكثيرة من أهمها:
ـ ضعف التخطيط الاستراتيجي وتكاملية العمل بين الجهات الحكومية والمزارع والقطاع الخاص وغيرها.
ـ عدم الاستفادة من الميزة النسبية لمناطق محددة.
ـ المخاطرة العالية وضعف تأمين المزارعين عن أية خسائر خارجه عن الإرادة .
ـ الرسوم والضرائب العالية على مستلزمات الإنتاج الزراعي (بذور ، أسمدة ، مبيدات.. الخ).
ـ ارتفاع تكاليف البنية التحتية الضرورية للمزارع من مياه وكهرباء ونقل.
ـ اعتماد الطرق الزراعية التقليدية ومحدودية الطرق الزراعية الحديثة.
ـ محدودية المصادر المائية في بعض الدول واستنزاف المياه الجوفية وتذبذب كمية الأمطار .
ـ تفتت الملكية الزراعية وتناقصها خاصة الأراضي ذات التصنيف بالجودة العالية وزيادة الزحف العمراني.
ـ التغير المناخي وزيادة مساحات الجفاف مما يقلل من الإنتاج الزراعي.
ـ تداخل الإنتاج المحلي وإغراق الأسواق بمنتجات تفوق الحاجة وعدم دعم الصادرات المحلية.
ـ ضعف التسويق الزراعي محلياً وعالمياً.
ـ ضعف التشريعات الناظمة للقطاع الزراعي.
وإذا نظرنا إلى معظم المشاكل الزراعية نجد أنها مرتبطة ارتباط وثيق بالإدارة مثل مشكلة ضعف التخطيط الاستراتيجي وتكاملية العمل بين الجهات الحكومية والمزارع والقطاع الخاص وغيرها، فأغلب المشكلات ناتجة عن سوء إدارة وتواصل وتفاعل مع المزارعين.
ومن هنا تأتي أهمية الإدارة التقنية التي تهدف إلى زيادة تنافسية المنظمة أو المؤسسة، وتخفيض تكاليف الإنتاج والهدر وضبط المخزونات، ورفع جودة العمل الإداري ودعم اتخاذ القرار، ورفع مستوى التخطيط الإداري، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والمتعاملين، واستخدام التجارة الالكترونية والمصارف المؤتمنة.
فقد أصبحت التقنية اليوم هي الأساس في عمل كل إدارة وكل مدير، فالمعلومات هي التي تبني مستقبل المؤسسة وأوضاعها ومواقفها وعلى أساسها يتم العمل والإنتاج والتسويق والنجاح، وعلى كل مدير أن يتعرف على أحدث تقنيات المعلومات وكيفية إدخالها واستخدامها في ميدان ونطاق عمله الإداري، وأن يستعمل التقنية الحديثة لتحقيق أهداف الإدارة وبرامجها التي هي بالأساس أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنعكس على مستوى معيشة وحياة الناس.
لذا نرى أن الإدارة التقنية (الألكترونية ) تتغلب علي هذه المشكلات والمعوقات وهذا ما رأيناه في دراسة أجرريناها حول الإدارة التقنية (الالكترونية ) للمرافق العامة وتأثيرها في تنمية المجتمع والتي أجريت علي مركز بحوث الصحراء وهو أحد أهم أذرع وزارة الزراعة ومن أقدم المراكز البحثية المسؤلة عن تنمية الصحراء بشتي نواحي التنمية وتقديم الدعم والإرشاد للمجتمع الصحراوي.
فكان من أهم التوصيات التي توصلنا لها بهذه الدراسة ما يلي:-
أولاً: وضع خطط استراتيجية لتطبيق الإدارة التقنية (الإلكترونية) مناسبة بحيث لا تعارض السياسات والقوانين والتشريعات السائدة في المجتمع المصري لأن ذلك قد يعد أحد أهم المعوقات التي تعيق نجاح تطبيق الإدارة التقنية (الإلكترونية).
ثانياً : زيادة الدعم المالي المخصص للبحوث والدراسات في مجال تقنيات المعلومات.
ثالثاً : استخدام شبكات الاتصالات الإلكترونية المتقدمة (شبكة الإنترنت /الإنترانت /الإكسترانت) مما يساعد على ذلك الوعي بمفهوم الإدارة التقنية (الإلكترونية) وأهميتها.
رابعًا: إعادة صياغة البنية التحتية لمركز بحوث الصحراء لتكون قابلة لتطبيق الإدارة التقنية (الإلكترونية) ومواكبة التطورات.
لذا نؤكد علي أن استخدام الإدارة التقنية له دور كبير في حل العديد من المشكلات الزراعية وتسهيل التواصل بالمزارعين وتقديم الدعم والإرشاد وتفعيل دور المؤسسات والمراكز البحثية الزراعية المسؤلة عن تقديم هذه الخدمات والتي لم يُفعْل دورها بالشكل المرجو منها حتي الآن نظراً لغياب دور الإدارة التقنية غير المُفعل والذي نأمل بتفعيله قريباً.