هناك خلط بين مفهومى الرقمنة والتحول الرقمي، قد يكون السبب عدم استخدام كلمة الرقمنة على نطاق واسع، والواقع أن المفهومان يختلفان تمامًا، فتعتبر الرقمنة ثورة حقيقية تشمل كل مجال في المجتمع، وهى أولى الخطوات المهمة في رحلة التحوّل الرقمي، فهي عملية تحويل الجوانب المادية إلى جوانب رقمية، كتحديث الأنظمة القديمة وأتمتة العمليات الورقية أو اليدوية، وتشير إلى البيانات والمعلومات المشفرة رقميًا إلى وحدات بت وبايت، مثل مقاطع الفيديو والصور والكتب والأفلام والموسيقى والكاميرات الرقمية والكتب الإلكترونية، والتي أصبحت تشغل مساحة أقل، وسهلة الوصول إليها والتعامل معها، ما أدى إلى القضاء على كم لا يحصى من المجلدات والملفات، ناهيك عن أنها أصبحت ابتكار صديق للبيئة.
بينما التحول الرقمي يعد واحداً من أهم دوافع ومحفزات التطور والابتكار، حيث يشير إلى عمليات واجراءات لدمج التكنولوجيا الرقمية، والتقنيات الجديدة في جميع مجالات الحياة، لإحداث تغيير جذري في المجتمع، للقدرة على المنافسة والتكيف السريع في عالم التكنولوجيا دائم التغير.
وحتى يكون لدى المجتمع القدرة على التغير، لزم تبني إستراتيجيات الرقمنة، واستخدم تقنياتٍ تحوّل رقمي مبتكرةً، مثل استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الأجهزة المحمولة، والبنية الأساسية لأجهزة الكمبيوتر، إلى جانب الحوسبة السحابية، والواقع المعزز والواقع الافتراضي، وتقنيات الروبوت، بالإضافة إلى تحليل البيانات والأتمتة، والمستشعرات الذكية وإنترنت الأشياء الذى سيحمل معه إمكانيات تؤدى إلى سرعة وتيرة التغيير.
لا شك أن هذه التقنيات ليست بعيدة أو محصنة ضد الأخطاء، في ظل عدم تحرى الدقة فى النشر الذى أصبح متاحًا للجميع دون رقيب، ناهيك عن المتسللين اللذين يخترقون المنصات، لكن فى المقابل هذه التقنيات ستخلق فرص لجذب المواهب، لتقديم خدمات مبتكرة وإبداعية، كما توفر الوقت والجهد والتكلفة وقدرة كبيرة على مُعالجة البيانات، وحل المشكلات بسرعة ومرونة، ما يدعم تقديم خدمات أفضل الجمهور.
الرقمنة والتحول الرقمي كلاهما يكمل عمل الأخر، ويسهم في ربط القطاعات المختلفة داخل المجتمعات ببعضها، بحيث يمكن انجاز الأعمال المشتركة بمرونة وفى النهاية الجمهور هو المستفيد.