حماية البيئة مسؤولية مجتمعية

on 25 March 2020, 08:00 AM
د. عبد الملك الدناني
بقلم: د. عبد الملك الدناني

تعّد حماية البيئة من القضايا الأساسية التي توليها دول العالم أهمية بالغة، ذلك أن المجتمع في أي مكان في العالم هو الضحية الأولى في حالات تلوث البيئة وتمسي خطراً عليه، كما أن المجتمع هو المنتفع صحياً ونفسياً واجتماعياً عندما تتوافر شروط السلامة في بيئته. والمجتمعات التي يرتفع فيها مستوى الوعي بالبيئة يرتفع فيها الاهتمام بما يزيد من سلامة البيئة ومما يقلل من أخطارها، ولذلك أصبحت قضية حماية البيئة موضع اهتمام الحكومات والمنظمات الأهلية، ووصلت درجة الاهتمام بالبيئة إلى قيام أحزاب وتنظيمات سياسية تستهدف حماية الإنسان من أخطار البيئة والانتفاع من الطبيعة.

ومن المهم أن تولي وسائل الإعلام المختلفة قضايا البيئة اهتماماً واسعاً لخلق الوعي البيئي، ومن أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لتبقى البيئة مأوى سليماً يلجأ إليه الإنسان. ولعل هذا المدخل ضروري لفهم الموقع المتميز والمكانة البارزة التي تحتلها وسائل الإعلام بصفتها أحد وأهم المنابر الداعية إلى ضرورة الحفاظ على البيئة وبكونها الأداة الأمثل في النفوذ إلى شرائح المجتمع كافة، ومخاطبتهم إلى المبادرة بحماية البيئة والحد من تلوثها.

ولا بد أن تضع وسائل الإعلام الإماراتية قضايا البيئة في صلب اهتماماتها، وتقوم بتخصيص مساحة كافية في صفحاتها وبرامجها المختلفة، وأن يبادر القائمون على هذه الوسائل بحث الكتاب والمثقفين على المساهمة في الكتابة عن هذه الظاهرة المهمة والخطيرة في الوقت نفسه، بهدف إشاعة الوعي البيئي ومتابعة قضايا البيئة، بحكم أن أهمية الكتابة عن البيئة تنبع من أهمية البيئة نفسها، بصفتها الوسط الذي يعيش فيه الإنسان ولأنها تتناول مواضيع تثير الاهتمام في الوقت الحاضر في كافة بلدان العالم، لاسيما وأن الإعلام البيئي يمكن أن يقوم بمهام كثيرة من خلال التوعية والتثقيف والإرشاد وفي حماية البيئة بشكل عام.

وكذلك الاستفادة من وسائل الاتصال وتقنيات المعلومات الحديثة والمتطورة في التركيز على قضايا البيئة، والاهتمام الذي توليه وسائل الإعلام لقضايا البيئة، من خلال المساحة المخصصة التي تشغلها برامج البيئة في وسائل الإعلام المختلفة، مع مراعاة التركيز على نوعية المعالجة المتميزة التي تلفت انتباه الجمهور المستهدف من هذه البرامج، فضلاً عن استخدام الصورة التوضيحية الحية خلال عرض ونشر برامج الإعلام البيئي، وهذا يعني إتباع منهجية علمية موضوعية يمكن أن تسهم في معالجة مواضيع البيئة التي تبثها وسائل الإعلام اليمنية بحسب أنواع البرامج الإعلامية التي تتناولها، ومعرفة القضايا البيئية التي يتم التركيز عليها من قبل هذه الوسائل.