بقلم د. مسعود عبد الهادي
أغرب ما في المقطع المتلفز المتداول بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً حول (عم عبد العظيم) الفقير الذي حصل على دعم مالي من أحد البرامج في صورة جائزة لإجابته عن سؤال ما، أُعَد خصيصاً له ليربح المال، أن فعل الخير أصبح من النوادر التي يتحدث الناس عنها، والأصل أن يكون أمرًا عاديًا يألفه الجميع.
الأمر الآخر: عفة النفس، وكيف كان يتحرى الرجل الحلال، ويلح في معرفة مصدر المال، والأصل في ذلك أيضًا أن يكون أمراً مألوفًا بين الجميع.
وقد حسبه البعض أمراً نادراً أن يتحرى رجل فقير مصدر المال أحلال هو أم حرام؟!
لقد أكدت الغرابة من الحدث كاملاً، أننا أمام أزمة قيم على المستوى الإنساني تجاه العطف على الآخرين، وتجاه قضية الحلال والحرام.
الأصل أن يكون كلٌ منا هذا الرجل تجاه مصدر دخله، فهو مسؤل حتى عن ساعات العمل المهدرة، وكذلك التحايل على إهدارها، ومسؤل عن نتاجات ذلك العمل، هل كانت على القدر الذي تستوجبه المهام الموكلة إليه؟
الحق أن محاسبة النفس اليوم فرصة للتقويم، وتأجيل حسابها للغد أمر غير مضمون، وأن ما للناس في أعناقنا من حقوق لا يسقط بالتقادم، بل يتعاظم بالكبرياء والتغافل.