بعد التقدم الهائل في مجال العلوم والتكنولوجيا، وفي محاولة لاختزال الزمن وتحقيق الانجازات بسرعة وبأقل الكلف وبمنأى عن الأخطار، ظهر مفهوم الذكاء الاصطناعي، ومع إنه قديم قدم الانسان بأشكاله البدائية كإستخدامه للعتلة وأدوات الصيد وماتلا ذلك، لكن بدايته المعاصرة كانت في أمريكا بجامعة دارتمورث عام ١٩٥٦.
واستخدم هذا الذكاء في ميادين صناعية وتعليمية وعسكرية، ومجالات حياتية أخرى مثل معالجة المتفجرات واطفاء الحرائق والانقاذ وحتى العمليات الجراحية. والذكاء الاصطناعي (AI)هو ذكاء الآلات المتطورة بتوجيه وبرمجة بشرية. أو “هو الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها”. (١)
ومن الأمثلة على ذلك الروبوتات التي تستخدم في الغالب اضافة لما ذكر في الاحصاء وتحليل البيانات. وهي امكانيات تتخطى أحيانا القدرات البشرية في مجالات عديدة.
والقائم بالاتصال كما عرفه محمد عبدالحميد “الشخص الذي يبـدأ عمليـــة الاتصال بإرسال الفكرة أو الرأي أو المعلومـات من خلال الرسالــــة التي يقوم بإعدادها، و قد يكون هذا الشخص هو مصـدر الفكــرة وقد لا يكون مصدرها، و يرى أن هذا المفهوم ممتد إلى كل من يعمل في بناء أو تشكيل الرسالة الإعلامية مهما اختلفت الأدوار والمواقع، كما أن القائم بالاتصال هو فريق منظم يرتبط مباشرة بنقل المعلومات من فرد إلى آخر أوأي فرد له علاقة بتسيير أو مراقبة نشر الرسائل إلى الجمهور عبر الوسيلة الإعلامية (٢).
والقائم بالاتصال الانسان يتأثر بما حوله من أوضاع وثقافات وأفكار، ولابد أن يتحلى بحيادية تامة حتى يكون أمينا في المسؤولية الملقاة على عاتقه، ناهيك عن تأثره “بترف” الذكاء الاصطناعي ، الذي لاتنكر ايجابياته مثل : الدقة والتنظيم والسرعة والأمان والمصداقية والحيادية وكشف الأخبار الزائفة والمضللة، والقدرة على التلخيص التلقائي، وتوظيف (روبوتوتات) خاصة بالدردشة (Chatbots)، والتسويق الألكتروني وتحقيق منافع اقتصادية أخرى ، وإتاحة الوقت للاعلامي من أجل التفرغ لمهام أخرى هي أحوج اليه، لكن مع ذلك يصيب القائم بالاتصال، من خلال استخدامه وتعامله مع وسائل الاعلام الرقمية بوجه خاص، الكسل والإتكالية والبطالة ، بخاصة وان تلك الآلات تفتقر للابتكارات والابداع والخيال والمشاعر الانسانية، مما ينعكس على جودة مضامين الخطاب الاعلامي. كما ان هذا التطبيق لايمكن له مجاراة العقل البشرى في التحليل والاستنتاج للمعلومات، ما يفقد القائم بالاتصال التفاعلية والحصول على رجع صدى حقيقي.
وتبقى اليد الطولى والأفضلية للانسان طالما هذه الآلات هي من صنع يديه، ويتم صيانتها وتعطيلها والتحكم بها بواسطته.. وسبحان الله الذي علم الانسان مالم يعلم .

المصادر:

１- ما المقصود بالذكاء الاصطناعي؟ تعرف على الذكاء الاصطناعي، https://www.oracle.com/eg-ar/artificial-intelligence/، ٢٠٢٣
٢- عكاك فوزية ، دور القائم بالاتصال في بناء الرسالة الاعلامية، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/47825،١-١١-٢٠١١