يعيش المجتمع المعاصر تطورات متسارعة في مجال الاتصال (Communication)، صاحبها تغييرات في أساليب إنتاج وتوزيع وتلقي المعلومات (Information’s)، بفعل التقنيات التكنولوجية (Technologies) والوسائط المتعددة (Multimedia)، وقد أدي ذلك إلى بروز خصائص ووظائف جديدة، من أهمها التفاعلية والمضامين المتعددة.
وساهمت الوسائط الحديثة في الإعلام الرقمي في تسهيل نقل المعلومات والأفكار والآراء ؛ بعيداً عن سيطرة الإعلام التقليدي.ومع ظهور أي جديد من وسائل الإعلام يناقش الباحثون الآثار الإيجابية والسلبية لهذا التطور الجديد ويحاولون معرفة نوعية ومدى التأثير على المجتمعات ، يسعون إلى تعزيز الآثار الإيجابية ،ويحذرون من الآثار السلبية كما يظهر ذلك من كمية الدراسات المصاحبة لظهور وسائل الإعلام التقليدية كالإذاعة والتلفزيون ويجتهدون في وضع ضوابط لترشيد الاستخدام منعاً أو تقليلاً من آثارها السلبية ؛ وأغلب تلك الضوابط يصعب تطبيقها مع الإعلام الرقمي الجديد بسبب الاختلاف الكبير في الخصائص والانتشار والتأثير.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن استخدام التقنيات الحديثة يؤدي إلى تغيير معايير إدراكنا للعالم المحيط بنا ولعوالمنا الذاتية. لم يكن معهوداً قبل وسائل الإعلام الحديثة أن تجد فرداً نشأ في أسرة مسلمة ومجتمع مسلم محافظ يروج للإلحاد وينكر السنة ويؤيد المثلية والعهر ويشجع على التفكك الأسري بدعوى التحرر ويتجرأ على مقدسات وثوابت الأمة لأنه في الأصل لا يعلم عنها ولا يتعرض لها في حياته اليومية وتحصل من بعض من يسافرون ويختلطون بثقافات أخرى وغالباً لا يؤثرون ولا يصلون لمستوى ظاهرة ؛ أما اليوم فلا تحتاج للسفر لتتأثر بثقافات وقيم أخرى فقد أصبحت بمتناول اليد تأتي إلى غرفة النوم دون حسيب أو رقيب، وساهمت بشكل كبير في ظهور قيم وأفكار تتعارض بل وتسيء إلى القيم والثوابت الإسلامية.