تأتي السعادة الدنيوية من باب واحد وتخرج من ألف باب، وتشرق ساعة وتغيب ساعات، هكذا أراد الله لها أن تكون حتى لا يركن إليها أولياؤه، وتبقى قلوبهم معلقة بالسعادة الأبدية، وحتى يرون في الضيق فرجا، وفي العسر يسرا، وفي الكربة سرورا.
ولكن..
ومن منظور آخر:
هكذا هو كل ثمين، ألا ترون أن السعادة الأبدية غالية “الا إن سلعة الله غالية”. كيف لا وهي الجنة دار الخلود!!.
ومن غلائها لا يمكن دخولها إلا من مدخل واحد: ( لا إله إلا الله) وأبوابها الثمانية مفتحة الابواب.
ومن هنا.. يتوجب حين البحث عن سعادة الدنيا معرفة كيف وأين نتحصل عليها. لأنها غير دائمة وهي زائفة وزائلة وما كان هذا أصله فلا أصل له يرتكن إليه.
واعلم أن البحث عن سعادة الدنيا يبدأ بإغلاق لا بفتح.. بمعتى: أن أول باب يجب أن تغلقه عند البحث عن السعادة، باب: الأماني. وقد جاء التحذير منه في القرآن الكريم. وهو باب لا يتحقق منه شيء من غير العمل والهمة والمواصلة.
ثم تبدأ بإغلاق الأبواب الزائفة بابا بابا!!. لماذا؟!.
لأنك لن تقدر على التعرف على الباب الحقيقي إلا إذا تعرفت على الأبواب الوهمية ولأنها وهمية تغلقها ولا تدلفها.
ومن تردى فدخل كل باب زائف وبريد الخروج كل مرة منها، فلن يبقى عنده قوة لدخول باب السعادة إن وجدته وتحقق منه.
باختصار..
من خبرة أعداء الإسلام، أنهم يعرفون ساعة اليقظة عندنا لأنهم هم من يدسون لنا مادة المنوم، فيعرفون مدة انتهاء صلاحيتها.
وكلما اقترب جرس الاستيقاظ، تكالبوا علينا ليشغلوننا عن ثوابتنا.
وآخر تلك الترهات والخبائث: نزع الفضيلة وزرع الرذيلة.
ولكن..
هل تعلم اننا أقوياء أكثر مما نتوقع. فقط أغلق أبواب الإعلام الهدام، ولا تستمع لمن يعيقك عن سعادة الدار الآخرة.
(ولا تنس نصيبك من الدنيا). نصيبك أنت لا نصيب غيرك. فابذل مجهودا لتحقيق نصيبك أنت لا نصيب (من لا خلاق له في الآخرة).
انتبه..
فقد بدأنا بأمور تافهات حتى ضاع ثلثا الأمة وبقي الثلث ( والثلث كبير). فلنبدأ فهناك أجيال تنتظرنا.. فإما أن تمر على تاريخنا وتسمي مساجد ومدارس بأسمائنا، أو أنها لن تعرفنا وإن عرفتنا فلن تتعرف علينا، أو أنها ستقول ما لا نرتضي سماعه.