أن تؤدى العمل بطريقة صحيحة فى الوقت المحدد والتكلفة المحددة ووفقاً للمعايير المستهدفة، ومن دون أخطاء، فهذه الكفاءة في الأداء .. وقد يكون هذا هو الكمال النسبى فى ممارسة الوظائف في عالم اليوم .
أما أسئلة المستقبل المنظور فهى : هل هذا هو الأداة الأنسب للعمل في إطار النظرة الشاملة لمنظومة العمل ؟ وهل يحدث هذا الأداء التأثير الإيجابي على الأداء الكلى لمنظومة العمل ؟
— وهل لو أعيد تصميم العمل والوظيفة سيزيد التاثير الايجابي للأداء الكلى لمنظومة العمل ؟
— هذا هو الفرق بين الكفاءة والفعالية، في الكفاءة انت مع نفسك ومع مهام الوظيفية ومواصفاتها وقد تتمسك بمرجعية الوصف الوظيفي لها ، ولكن في المستقبل المنظور انت تفكر أكثر فى منظومة العمل التي انت جزء منها .
الفرق بين عالم اليوم والمستقبل المنظور هو النظرة الأوسع لعملك ووظيفتك .. نظرة ليست أحادية الجانب ولكنها أشمل فى إطار نظام العمل والمنظمة معا ، وهذا هو موظف المستقبل، هذا هو العالم الجديد ، الفاعلية فيه تعنى التأثير الإيجابي للجزء على الكل، والكفاءة فيه تعنى أن تتفوق وتتجاوز الحدود العليا للمعايير المحددة للأداء دون أن يكون ذلك على حساب منظومة العمل .
فى عالم اليوم سيزداد التأثير الفاعل للعالم الافتراضي ، وسيكون فى المستقبل المنظور أحد آليات توسيع تبادل المعلومات والمعرفة ..بل والثراء وتشجيع العقل الناقد .
عالم المستقبل المنظور سيعاد فيه مراجعة ليس فقط مفهوم الكفاءة والفعالية ، ولكن وهو الأهم مفاهيم ومعايير القوة ، والمشاركة ، وتبادل الاعتمادية، إنه عالم مختلف لن تنجح فيه كل محاولات وضع القيود أمام المشاركة والتواصل والتعبير عن الرأي، عالم يؤمن أن كل نواتج العقل والعلم تقبل النقد .