لقد انتشر الكذب في مجتمعاتنا بشكل كبير ولأسباب كثيرة منها التهرب من قول الصدق، والحقيقة تكشف الكذب، وتسهل عملية التواصل الفعال بين الأفراد وتزيد الصراحة والنقد وتكشف الصدق من الكذب .لذا فإن المواجهة الحقيقية بين الأفراد والتواصل والمناقشة تقلص من فرص الكذب .
ويعد الكذب من الطرائق التي يمكن من خلالها خداع الآخرين عن طريق دفعهم لتصديق شيء غير صحيح ولم يحدث بالفعل، ويمكن أن يكون الخداع بسيطاً من باب المجاملة أو لتجنب المواقف المحرجة.
وقد حرم الإسلام صفة الكذب، وذكر في القرآن بقوله تعالى:” فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق اذ جاءه .و عن عائشة (رضي الله عنها) “ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عند النبي بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة “.
والكذب هو من صفة المنافق وروى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم : أنه قيل للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ):أيكون المؤمن جباناً ؟ قال :نعم :فقيل له :أيكون بخيلاً؟ فقال نعم , فقيل له :أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال: لا.
كما توصلت دراسة من قبل الباحثة أيفيلين ديبي ألى أن نسبة 45% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-44 عاماً يكذبون من كذبة إلى خمس كذبات خلال اليوم الواحد، فيما يكذب ما نسبتهم 9% أكثر من خمس كذبات خلال نفس المدة .
وهناك العديد من الأمثلة قيلت عن الكذب:
يكون الكذب أحياناً بهدف المحافظة على الخصوصية وحمايتها.
و أحياناً يكون بدافع تجنب الصراع مع الآخرين ومواجهتهم .
و يكذب البعض لاختبار شعور الإثارة الحاصل عند إدراك مهاراتهم في تغيير الحقيقة لغرض الوصول إلى هدفهم المنشود .
و يعد تجنب الإحراج دافعاً قوياً للكذب على الآخر خاصة في مواقف الحياة اليومية وتقديم الأعذار الكاذبة لتجنب الوقوع في الإحراج .
ومن الحكم التي قيلت عن الكذب والنفاق في الحياة :
كذب اللسان أن يقول مالم يقل، وأن يقول ولايفعل، وكذب القلب أن يعقد فلا يفعل.
وكما قال الشاعر عبد الله الطيب في الكذب :
لا تسأل الكذاب عن نياته
مادام كذاب عليك لسانه
ينبيك ما في وجهه عن قلبه
أن الكتاب لسانه عنوانه
وقال أبو العلاء المعري
من ادعى الخير من قوم، فهم كذب
لا خير في هذه الدنيا، ولاخير