تُعد القيادة الموقفية من أحدث النظريات القيادية وأفضلها، وتشير إلى أنه ليس هناك سلوك واحد في القيادة يصلُح لكل زمان ومكان، ولا صفات معينة يجب توافرها في القائد ليكون ناجحاً؛ بل إن الموقف له أهمية كبيرة في تحديد فعالية القيادة، فالمواقف تطلب نمط ديمقراطي أو أتوقراطي أو الدكتاتورية، ويتوقف النمط القيادي على نوع القائد، ونوع الجماعة، و طبيعة الموقف، ومن هنا فإن العامل المشترك بين القادة ليس سمات معينة ولكنها مقدرة القائد على إظهار معرفة أفضل أو كفاءة أكثر من غيره في مواقف معينة.
فالفرد قد يكون قائداً في موقف دون الآخر، فمثلاً السمات والمهارات المطلوب توافرها في القائد تعتمـد بدرجة كبيرة على الموقف الذي يعمل فيه، وعلى الموقـع القيادي الذي يشغله، فمدير الشركة مثلاً يحتاج لمهارات وسمات مختلفة عن تلك التي تلزم رئيس القسم، ويندرج تحت هذه النظرية بعض النماذج والأساليب منها: النظرية الموقفية لفيدلر: إن مدى ملائمة الموقف للنمط القيادي مرهون بتوفر ثلاثة عوامل رئيسية، العلاقة بين القائد والتابعين، هيكلة المهام، وضوح السلطة الرسمية للقائد، ويعتقد أن المواقف تكون ملائمة للقائد إذا كانت الأبعاد والعوامل الثلاثة مرتفعة، بمعنى أن القائد يلقى قبولاً من المرؤوسين والمهام محددة الأبعاد والأهداف، والقائد يتمتع بسلطة قوية والعكس صحيح.
نظرية المسار والهدف : تؤكد أن القائد الفعال هو الذي يقوم بمساعدة الفريق في تحديد أهدافهم، ورسم المسارات لتحقيق هذه الأهداف، وإزالة العقبات التي تعترض طريقهم، وتدريبهم، ومكافأتهم على إنجازهم، ويعتمد هذا النموذج على نظرية التوقع في الحفز، وتحدد هذه النظرية أربعة نماذج من السلوك القيادي، وهي: السلوك التوجيهي، السلوك المساند، السلوك المشارك، السلوك الانجازي.
نظرية النموذج / نموذج هيرسي – بلانشارد: حددت النظرية نضح الأتباع الاستعداد كمتغير موقفي واقترحت أربعة أساليب قيادية هي: الإخبار، الإقناع، المشارك، التفويض.
يمكن إيجاد الايجابية بالقيادة الموقفية إذا كان القائد يمتلك منظومة قيمية أخلاقية رصينة قوية راسخة في طبيعته إذ تصدر منه السلوكيات الأخلاقية دون رؤية أو تكلف الموقفي بموضوعية ونزاهة وشفافية مع الفريق ومنح الفريق ثقة عالية لتحقيق لأهداف، وتوفير المشورة، والرعاية، والاهتمام باحتياجات الفريق، وخلق جو عمل إيجابي داخل المؤسسة، ومشاركتهم في وضع الحلول للمشاكل وتشجيع الاقتراحات والآراء عند اتخاذ القرارات.