الفساد

on 01 June 2020, 04:17 PM
بقلم:د هدي دياب صالح
بقلم:د هدي دياب صالح

الفساد من الأفعال الذميمة  التي  حذر الله سبحانه وتعالى منها ، وغلظ في عقوبتها لأنها تمثل خراب ودمار للأرض ومن فيها، وللفساد أنواع متعددة، ولا تأتي الأنواع الأخرى إلا بعد فساد العقيدة التي تعتبر أهم ركن في الإيمان بالله، وفي القرآن الكريم قُرن الفساد بالفسق والإجرام ، والكفر وهو أشد أنواع العقوق بالله سبحانه وتعالى، ويمكن رؤية ذلك من خلال توضيح مفهوم ومعنى الفساد والهدف منه وأنواعه وعقوبته، وتستخدم وسائل الأعلام كلمة الفساد دون أن يدركوا معناها وما تؤدي إليه، وينظرون إليه كأنه فساد في المال فحسب، بل الفساد يعني الكفر.

مفهوم الفساد في اللغة:  لقد جاءت كلمة الفساد في اللغة بألفاظ متعددة مثل: فسد، وأفسد، وفاسد، وفسدت، واستفسد، والمفسدة.

معنى الفساد: تعني كلمة الفساد، التلف والعطب والاضطراب والخلل والجدب والقحط وإلحاق الضرر.

مفهوم الفساد في الاصطلاح: هو افساد الطاعة لله سبحانه وتعالى في الأرض، وفساد كل ما يؤدي لإصلاحها، قال الله تعالى في كتابه العزيز:

 وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)}سورة الأعراف آية (56) {

الهدف من الفساد:هو عدم إعمار الأرض وهلاك الحرث والنسل، قال الله تعالى على لسان لقمان يعظ أبنه:

] وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ  [ }سورة القصص آية (77){.

أنواع الفساد: يشتمل الفساد على الأنواع التالية:

فساد العقيدة” الكفر”

فساد المعاملات

فساد إعمار الأرض

فساد الأكل والشرب

و يعتبر فساد العقيدة هو الأساس في إتيان باقي أنواع الفساد لأنه يؤدي للكفر، لأن فساد المعاملات المالية وفساد الأرض وفساد الأكل والشرب لا يمكن الإتيان به الإ بعد الكفر ، لذلك قال الله تعالى في محكم تنزيله:  

] ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [  }سورة الروم آية (41){

يرجعون لعبادة الله سبحانه وتعالى واعمار الأرض وعدم قتل النفس وقطع الرحم.

عقوبة الفساد:قال الله تعالى ] إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ { ] سورة المائدة  آية (33)[ .