يتفق كما يجمع الكل على أن المدرسة هي مؤسسة مقدسة للتربية واكتساب العلوم والمعارف ، ففيها يطور الطفل ملكاته الفكرية ويكتسب أنماطا جديدة من التفكير والسلوك السليم ويتعلم كيف يقيم علاقات اجتماعية مع الآخرين . وإذا اتفقنا بأن هذا الطفل يطور ملكاته الفكرية ،فمعنى ذلك أنه يكون منذ ولادته قد اكتسب هذه الملكات وأساليب في التفكير والتعامل في النواة الأولى التي تنشأ فيها وترعرع وهي الأسرة . فالطفل ينشا في كنف عائلته الصغيرة التي تتكون في الأصل من أب و أم و إخوة إن وجدوا، وعادة من جد وجدة يتربى على أخلاق هؤلاء ،يتأثر بالأشياء الايجابية والسلبية التي توجد داخل هذه الأسرة ويسلك سلوكات أفرادها خاصة الوالدين. فان كان هؤلاء من الأشخاص الأصحاء نفسانيا، الهادئين في طباعهم والمتخلقين بالأخلاق الحسنة في تعاملاتهم مع بعضهم ومع الآخرين ،فان هذا الطفل دون شك الا وسينشأ متشبعا بالهدوء وسويا أيضا ويحمل أخلاق حميدة لأفراد أسرته ومحضرا تحضيرا متكاملا وسليما لمواجهة العالم الخارجي ،والعكس يكون صحيحا في حال كانت الأسرة تعيش في جو تعمه الفوضى والعنف والأخلاق الفاسدة والصراعات لأتفه الأسباب . وربما يكون الأمر طبيعيًا إلى حد ما عندما يتم تسجيل حالات عنف بين الأطفال في الشارع لسبب أو لآخر كأن يتشاجروا من أجل لعبة ، أو كلمة مشينة تلفظ بها أحدهم اتجاه الآخر أو من أجل أشياء أخرى لكن أن يمارس العنف من طرف الأطفال التلاميذ داخل الحرم المدرسي ضد بعضهم البعض او ضد المعلمين او ضد المؤطرين في المؤسسة التربوية فذلك امر في الحقيقة خطير للغاية يجعلنا نتوقف إجباريا لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذه الأفعال ، والبحث عمن يتحملون على عاتقهم مسؤوليتها ؟؟
وختامًا المقصد الأساسي من هذه الملاحظ أو التطرق لهذا الموضوع الذي صار يؤرق الأسرة التربوية ليس للتقليل من أهمية الموضوع ولا تهوين الحالات المسجلة من جراء التعنيف بحيث حتى وان تم تسجيل حالة واجدة من العنف الممارس في الوسط أو المحيط المدرسي فهذا أمر غير مقبول سواء بالنسبة للأسرة التربوية أو أولياء التلاميذ أو مصالحنا الأمنية أو المجتمع برمته.
كل المؤثرات السلبية في العملية التربوية داخل المؤسسات التعليمية بما فيها القانون الداخلي للمؤسسة المتميز بالصرامة و عدم الوضوح من حيث حقوق المؤسسة اتجاه التلاميذ و كذا واجباتهم فغالبا ما يتم الحديث عن القانون الداخلي و كأنه المقدس داخل المؤسسة حتى يصبح أي سلوك لا يروق أحد العاملين بالجهاز الإداري أو الأساتذة هو سلوك خارج القانون. أضف إلى ذلك اكتظاظ الصفوف, والتدريس غير الفعال وغير الممتع , شكل مبنى المؤسسات التربوية نفسه , غياب المرافق الرياضية كل ذلك يجعل الدراسة مملة و رتيبة لدى التلميذ فيشعر و كأنه سجين لا تلميذا , هذا ولا ننسى أن بعض المفاهيم و الطرق التقليدية في التعليم لازالت تسيطر على تعليمنا مثل استخدام العنف من طرف الأستاذ ليبين لباقي الأساتذة أنه قادر على ضبط الفصل الدراسي الأمر الذي يجعل معيار المدرسة و الأستاذ في مدى قسوة و إمكانية التمكن من قهر و إزعاج رغبات التلاميذ , حتى أنه يصبح الأستاذ أو المعلم الديموقراطي شخص عديم أو ضعيف الشخصية وربما يتحول إلى نكتة المدرسة في الفصل وداخل ساحتها من طرف المعلمين و الإدارة المدرسية.