مسيرة الحياة تظهرُ نتائجها الإيجابية، على قدر ما نحقق من مقاصدها، وأسمى معاني الحياة: العدل. وهو مطلب أساس في معاملاتنا ويشمل مناحي حياتنا كلّها. وقد أمر الله به: “إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” }النحل:90. فمعاملاتنا فيما بيننا ترتبط بالإحسان، بداية ونهاية، حالاً ومآلاً. والعدل سِمَةٌ إسلامية أصيلة، وكافة نصوصه وقوانينه تأمر بالعدل والإحسان.
وإذا حققنا العدلَ بين أبنائنا في القسمة، وزملائنا بالمودة، وموظفينا بالمكفآت، وعملائنا بالأخذ والعطاء. وحتى مع الأعداء، يعتبر العدلُ نوعًا من مقاصد الشريعة يحقق غايات النصر على الأنا لصالح المجتمع الإنسانيّ. لذا قال عمر بن الخطاب: (إنَّ للعدل أَمارات وتباشير، فأما الأمارات فالحياء والسخاء والهيْن واللِّين، وأما التباشير فالرحمة). والحذر من حرمان التباشير والرحمة تختصره آية: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ).
والإنسانُ بحاجة إلى ضوابط وقواعد يسير عليها، ليكفل لنفسه النجاة من منزلقات الهوى ومهاوي الردى، ولن ينجي أحدَنا إلا العدلُ المتمثل بموازين القسط في أدقّ الأمور وأجلها.