للصيام فوائد نفسية وتربوية يتم من خلالها تربية النفس، والارتقاء بها. وللصيام فوائده النفسية العديدة، فهو يعمل على إنماء الذات وتقويتها، ويعمل كذلك على التوازن، و يزيد القدرة على التحكم بالذات، ويعمق الخشوع والإحساس بالسكينة· والصيام عملية تربوية يتم من خلالها تربية النفس وتهذيبها، والارتقاء بها، والابتعاد عن الشهوات والغرائز، كما أن آداب الصيام وأخلاقه تلزم المسلم بالابتعاد عن مظاهر الغضب والشعور بالسكينة وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، فتستقر النفس وتطمئن بعيداً عن الاكتئاب والقلق والضيق، متحولة إلى الطمأنينة والانشراح، وهو ما يؤدي إلى تحسن العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية والمشاكل العصبية. وعلاج الأمراض بالصيام يساهم في علاج العديد من الأمراض النفسية والعصبية· ويسمى الصوم العلاجي الذي يستخدم الصيام كوسيلة لعلاج أمراض جسدية ونفسية· يعتبر الصوم العلاجي كمصفي للجسد، حيث يعمل على تنقية الجسم من الأمراض، و إزالة الأحقاد والحسد والكراهية والغضب من داخل الجسم· ويحسن الصحة النفسية، و يعمق الخشوع والإحساس بالسكينة، ويتحكم في الشهوات وإنماء الشخصية.
والصوم يعلمنا أيضاً أن نتجاوز أنانية الذات فنفكر في الفقير ونحس فعلياً بإحساس الجوع ومعناه، وبذلك فهو ليس فقط تدريباً على ضبط الرغبة، بل قيمة شعورية بالآخر، فيكون ذلك أساساً هاماً من الأسس التربوية لتحقيق التضامن الاجتماعي. وبهذا فأثر الصوم يتعدى البعد الجسدي والنفسي إلى البعد الاجتماعي.
والصيام موجود في كل الأديان، لأن في الصيام تعزيز للإيمان. مع أن نوعية الصيام تختلف من دين إلى دين إلا أن الصوم يهب الإنسان الطمأنينة والهدوء والخشوع والتغلب على الملذات، والاتجاه إلى الله.
كما أن هناك دراسات جديدة تؤكد الدور الفعال للصوم في علاج الاكتئاب، وتهدئة المراكز ذات النشاط الزائد في المخ، حيث تعجز الحبوب والأدوية الكيميائية عن علاج تلك الاضطرابات النفسية المزمنة، فيأتي الصيام ليخفف من الآلام والاضطرابات النفسية بمختلف أنواعها.
و كما يقول الدكتور “يوري نيكولايف” أحد أشهر الباحثين والمتخصصين بالأمراض النفسية، لقد تم علاج أكثر من سبعة آلاف حالة فصام واكتئاب وقلق وإحباط، فقط بالصوم، حيث عجزت جميع الأدوية عن شفاء مثل هذه الحالات و كان الصوم هو الدواء الفعال لعلاجها دون آثار جانبية.
وهنا تأكد لنا الحقائق العلمية أهمية الصيام وفوائده ومنافعه الجسدية والنفسية التي تعود بالنفع الكامل على صحة الإنسان، إذ قالها الرسول صلى الله عليه وسلم ” صوموا تصحوا”.