لا شك أن جميعنا قرأ وسمع قول الله عز وجل (( وَفِىٓ أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ))
وبعد سنين طويله في رسم منهج الاتزان الفكري والسلوكي أجد نفسي أمام العلم أني ما زلت في بداية الطريق، فالاتزان والنظام موجود في كل شئ حولنا حتي في أنفسنا. ثم أجد الجنس البشري يحول أن يخرب هذا التوازن والنظام الداخلي ( أي داخل أنفسنا ) والخارجي ( أي كل ما حول الانسان ) فمن الدراسات العلمية الحديثة التي نقف أمامها كثيراً لنشكر الله ونحمده على هذا الخلق المتكامل، كيف يعمل هذا المخ البشري أمام المواقف السريعة والمؤقتة!
فالدماغ البشري يتوازن ويتعاون بين نصفي الدماغ ليواكب المدخلات السريعة عبر نقل الإشارات ومعالجتها وهو أمرٌ حتمي لاتخاذ القرار السريع وتعزيز قدرة البشر على البقاء. لكن كيف يتعامل الدماغ مع تلك المعلومات؟ وكيف يعالجها؟
أظهرت الدراسة التي نشرت في دورية “نيورون” (Neuron) العلمية أن الدماغ يعمل لمواكبة المعلومات الواردة، وينقلها على الفور عبر إشارات عصبية بالغة السرعة إلى نصف الدماغ الآخر، ويُعيد معالجتها بسرعة، للمساعدة على اتخاذ القرار السريع في الوقت المناسب.
علي سبيل المثال عندما تُريد عبور الطريق، إذا ما نظرت يمينًا، ينقل العصب البصري الإشارة إلى الجانب الأيسر من الدماغ، والعكس صحيح، ثم يبدأ الدماغ في معالجة المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار سواء بعبور الطريق أو الانتظار لحين مرور السيارات، لكن، ماذا لو نظرت إلى اليمين ثم اليسار ثم اليمين فاليسار وهكذا ولم تحدث هذه المعالجة؟
يقول “سكوت برينكات” -عالِم الأعصاب بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن نقل الإشارات ليست بتلك السهولة؛ فالدماغ يحتاج إلى معرفة مكان كل الأشياء في العالم الحقيقي بسرعة ودقة.
حين نلتفت يمينًا ويسارًا، يتغير التمثيل الخارجي في كل مرة تتحرك فيها أعيننا؛ فبتغير مجال الرؤية تتغير المعلومات الواردة إلى الذاكرة الموقتة ، في تلك الحالة، يقوم الدماغ بسرعة بتغيير واضح في ترددات الدماغ لمعالجة المعلومات الواردة، وينقلها عبر النصفين -الأيسر والأيمن- بسرعة بالغة لا تزيد عن أجزاء من الثانية، تعمل على معالجة المُدخلات البصرية والحسية مجموعات من الخلايا العصبية كي تُمكِّن الدماغ من اتخاذ القرارات السليمة بسرعة.
يقول “برينكات”: ذلك الأمر مفيدٌ للغاية في حياتنا؛ فالدماغ يقوم بدمج المعلومات اليومية العادية دون نسيانها خلال الموقف، ثم يتخلص منها بمجرد انتهاء ذلك الموقف؛ فنحن لا نتذكر ألوان السيارات المارة في الطريق أو أنواعها، ولا حتى الكيفية التي عبرنا بها ذلك الطريق؛ لكونها معلومات ليست مهمة على الإطلاق؛ فالدماغ يحتفظ في الغالب بالمعلومات المهمة فقط، وتُمكِّننا تلك القدرة من السيطرة على ما نفعله.
أنواع الموجات الدماغية: تمثل الموجات الإشاراتٍ الكهربائيةً ذات ترددات مختلفة، تظهر تلك الموجات وفقًا للنشاط العصبي الذي يؤديه الدماغ.
موجات “دلتا”: البطيئة: في حالة النوم العميق
موجات “جاما”: تظهر في حالات التركيز الشديد
موجات “بيتا”: في حالة أداء النشاط الواعي
موجات “ألفا”: في أثناء التفكير المعتدل
موجات “ثيتا” في حالة النوم غير العميق
يقول “برينكات”: إن اكتشاف “تبديل الموجات” الذي تُشير إليه تلك الدراسة يُعد الأول من نوعه، وكان بمنزلة المفاجأة؛ فقد أظهرت الدراسة أن نصفي الدماغ يتعاونان معًا لدمج معلومات واقعنا وتعزيز قدرتنا على اتخاذ القرار السليم.
مازال كل شئ حولنا يدفعنا إلى الاتزان فهل من مجيب؟