عندما أتحدث عن الإتزانِ مع من حولي أجدُ في أعينهم كثيراً من العجب ، وكأني أتحدث عن قصةٍ خياليةٍ أو عن أشخاصٍ من المريخِ يطمعون في احتلالِ عقولِ بني البشرِ، ولكن بقليلٍ من العقلانيةِ والمنطقِ تتحولُ هذه النظرةُ إلى ارتياحٍ وتفاعلٍ وكأن الشخصَ تبدلَ.
والسرُ في ذلك يكمن في الطبيعةُ التكوينيةُ للإنسانِ التي خلقنا اللهُ عليها من توازنٍ داخلي لأجسامنا ، وتوازنُ خارجي ، وهو ما يمثلهُ الكونُ كلهُ.
ومن يتعمقُ في هذه الكلمات يجدُ أن خَلقَ الإنسانِ والكونِ كلهُ يعتمدُ علي النظامِ والإتزانِ ، فلا يوجدُ عضوٌ داخلَ الجسمِ يخرجُ عن هذا النظامِ بحيث يتوقف العضوُ عن أداءِ وظيفته لرغبةٍ شخصيةٍ أو لمللٍ يشعرُ بهِ ، وكذلك الكونُ من حولنا ، فلا يتوقفُ دورانُ الأرضِ حولَ الشمسِ . فما الذي أدى إلى هذا الخلل ؟.
تشيرُ المؤشراتُ التي لا أجدُ فيها مجالاً للشك على أننا المسؤولون بشكل كاملٍ عن هذا العطب ، فلكي نعودَ مرة أخرى إلى حالةِ التوازنِ ، والسيرِ في منظومةِ الكونِ كما يريدُ الخالقُ – عز وجل ، لابد أن نعودَ إلى الإتزانِ ، وأن نتركَ الأنا المسيطرة علينا من شهواتٍ ، ورغباتٍ مكبوتةٍ.. ونفهمُ ما أدوارنا في الحياة بشكلٍ صحيحٍ .