التنال العربي

on 16 February 2020, 09:00 AM
بقلم: د.نواف صنت الظفيري
بقلم: د.نواف صنت الظفيري

نحن أمة أكرمها الله عز وجل بأن جعل  القرآن الكريم يأتي بلسان عربي مبين،“إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” أين كنّا ؟ وأين نَحْنُ الآن ؟ لغة الضاد هوية الأمة بحاجة إلى الهمة لتبقى صامدة أمام دعاة التغريب .إذ يُعدّ الدفاع عنها واجباً شرعياً وقانونياً ، ودستورياً ، وأخلاقياً ، مطلوباً من الحكومات والشعوب.ولكم ما ترونه من ضعف كبير أصاب لغتنا الأم في بيانات الوزارات وقراراتها وحتى مراسيمها وصحفها ومجلاتها ناهيك عن الأخطاء الشائعة أيضاً ،والعائد لأسباب كثيرة نتمنى من المسؤولين تداركها ، فالأخطاء كثيرة منها :- منهجية تدريس اللغة، وإدخال لغة ثانية مع اللغة العربية في مرحلة تأسيس النشء ساهم بإضعافها ،ومخرجات المدارس الأجنبية التي لعبت دوراً كبيراً في إضعاف اللغة العربية من خلال تدريسها بلغاتها الأم والإبتعاد عن الأصل ” اللغة العربية” فإن أردت أن تقصي أي أمة ثقافياً وأدبياً عليك بإضعاف لغتها الأم ولكم في سالف الزمان  البرهان والدليل فعندما كنّا محافظين على لغتنا كنّا فالمقدمة وأين نحن الآن ؟ وأيضاً لكم في الأمم المتقدمة عِظه وقدوة ( ألمانيا ، بريطانيا ، فرنسا ، اليابان ، الصين ) دُمرت عن بكرة أبيها، في الحروب العالمية. إلا أنها بمحافظتها واعتزازها بلغتها استطاعت النهوض وقيادة العالم من جديد.

تواجه اللغة العربية تحديات داخلية وخارجية تمثّلت  في تخلّي بعض أبنائها عنها ، وإن الأمة تنتكس وتتأخر حين تمتحن بتهميش لغتها وبترها من ماضيها وتراثها ومسخ حاضرها،وإدخال ألفاظ دخيله من خلال العولمة والرقمنة ولغات أخرى لإضعاف وتشويه لغة القرآن الكريم .والحل لكل ماسبق هو التنال العربي (شهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية ) جاء مسمّى” التنال “من الآية الكريمة “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ” الحروف الأولى من عبارة تقييم الناطقين باللغة العربية والناطقين بغيرها. الحروف الأولى من عبارة:-

(Test of native and non-native arabic language learners)

وجاءت كلمة “تنال “موافقة لفعل تنال الشيء بمعنى :تحصل عليه ،ثم أدخلت “أل”على الفعل مجازا ليطلق على الاختبار (التنال) ما التنال العربي؟

اختبار لغويّ تربويّ معياريّ مقنّن لقياس الكفاية اللغوية لمهارات اللغة العربية ،مبنيّ على غرار (TOEFL) ،و(DELF-DALF) في مقاربة اللغات ،والإطار الأوروبي المرجعي المشترك للّغات ،موجّه إلى الناطقين باللغة العربية نهوضاً بها وإلى الناطقين بغيرها.

رؤية التنال:

اللغة العربية  حامية الهوية ،وحاضنة الحضارة ،وحافظة التراث ،وصانعة جيل المعرفة تعلماً وتعليماً ،تداولاً وتواصلاً ، إعلاماً وثقافةً وسياسةً واستثماراً .

رسالة التنال:

جمع الجهود والمبادرات الفردية والحكومية ،وجهود المؤسسات والمنظمات القُطرية ،والقومية والعالمية في خطاب موضوعي علمي واحد ملزم ،ليكون الأداة التنفيذية لقانون حماية اللغة العربية و النهوض بها ،فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .

أهداف التنال:

تعريب الشارع العربي ؛ عيْنًا ، ويداً ، ولساناً .والعمل على رفع مستوى توظيف اللغة العربية السليمة واستخدامها في ميادين الحياة كلّها . كذلك العمل على تيسير اكتساب المعرفة والتفاعل معها .و التأسيس اللغوي السليم للاندماج الوظيفي وتطويره .          

أهمية التنال:

تأتي أهمية التنال العربي من الجهات المستفيدة منه ،أعضاء هيئة التدريس والتدريب في الجامعات والمعاهد والمراكز ، المعلّمون في المدارس الحكومية والخاصة ، والإداريون في مؤسسات الدولة ، الأئمة والوعّاظ والخطباء ، الإعلاميون العاملون في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ، نقابات المحامين  والمهندسين والأطباء والمعلمين ، الإداريون العاملون في الوزارات والمؤسسات الحكومية .

مبرّرات التنال:

استجابة لنداء جلالة اللغة العربية بأن تكون لنا هُوية ؛ إذ تعد اللغة هوية الأمة .و استجابة لقرارات مؤتمرات القمة العربية ( السابع والثامن والتاسع والعاشر) التي دعت إلى بناء اختبار في اللغة العربية على غرار التوفل للتوجّه نحو مجتمع المعرفة ، و استجابة لنداءات طلبة الدراسات العليا الذين يتعلّمون ويعملون ويدرّسون ويكتبون رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراة باللغة العربية ليكون شرط قبول وتخرّج ، وإيقاف التحديات الداخلية والخارجية الداعية إلى إقصاء اللغة العربية ،وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وظيفياً بين أبنائها .

الجهات المزكّية للتنال:

اتحاد الجامعات العربية ، والمركز الوطني الأردني للاختبارات ،وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها في الأردن ، و جمعية اللغة العربية / ماليزيا ، و جمعية ممتحني اللغات في أوروبا  (ALTE)، أليكسو ( جامعة الدول العربية ) ،و بعض الجامعات الأردنية ( اليرموك والإسراء والعلوم الإسلامية وجامعة عمان الأهلية والجامعة العربية المفتوحة ) ، كذلك بعض الجامعات المصرية ( القاهرة وقناة السويس وأسيوط وسوهاج ) .

ملاحظة: نتمنى تفعيله في اختبارات القدرات بجامعة الكويت وتطبيقة في الهيئة العامه للتعليم التطبيقي والتدريب ، وذلك لضمان استحقاق وجودة منتج فاعل لسوق العمل.

د. نواف الظفيري – الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب